تاج العروس من جواهر القاموس

محمدمرتضی الحسینی الزبیدی

ص :2

إِباقِ العَبْدِ،و قِیلَ :لم تَسْتَخْفِ ،أَی:قالَتْ عَلاَنِیَهً ،و کان الأَصمَعِیُّ یِرْوِیهِ عن أَبی عَمْرٍو:

أَلا قالَتْ حَذامِ و جارَتاهَا

نَعِمْتَ و لا یَلِیطُ بکَ النَّعِیمُ

و تَأَبَّقَ الشَّیْ ءَ :إِذا أَنْکَرَه قالَ ابنُ فارِسٍ :قالَ بَعْضُهم:یُقالُ للرّجُلِ :إِنَّ فِیکَ کَذا،فیَقُول:أَمَا و اللّهِ ما أَتَأَبَّقُ ،أَی:ما أُنْکِرُ،و یُقال:یا ابنَ فُلانَهَ ،فیقولُ :ما أَتَأَبَّقُ مِنْها،أَی:ما أُنْکِرُها.

*و مما یُسْتَدْرَکُ علیه:

تَأَبَّقَتِ النَّاقهُ :حَسَبَت لبَنَها.

و الأَبَقُ ،مُحَرکّهً :حَبْلُ القِنَّبِ ،و قالَ ثَعْلَبٌ :هو الکَتّانُ .

*و مما یُسْتَدْرَکُ علیه:

أَبُو عُبَیْدٍ:أَصلُه من الحَیّاتِ ،و قال الأَزْهَرِیُّ : صَغَّرَ الأَوْرَقَ تَصْغِیرَ التَّرْخِیمِ کسُوَیْدٍ فی أَسْوَدَ،و الأَصْلُ وُرَیْقُ ،فقُلبَت الواوُ هَمْزَهً ذَکَرَه فی هذا التَّرکِیبِ ،و قالَ ابنُ بَرِّیّ :حَقُّ أُرَیْقٍ أَنْ یُذْکَرَ فی فصل«و ر ق»لأَنَّه تصغِیرُ أَوْرَقَ ،کقَوْلِهم فی أَسْوَدَ:سُوَیْدٌ،و مما یَدُلُّ علی أَنَّ أَصْلَ الأُرَیْقِ الحَیّاتُ -کما قال أَبو عُبَید-قولُ العَجّاجِ :

و قد رَأَی دُونِیَ من تَجَهُّمِی (1)

أُمَّ الرُّبَیْقِ و الأُرَیْقِ الأَزْنَمِ

بدلالَهِ قولِه:«الأَزْنَمِ »و هو الَّذِی له زَنَمَهٌ من الحَیَّاتِ .

و آرَقَه کَذَا و أَرَّقَه إِیراقاً و تَأْرِیقاً ،و علی الثانِی اقْتَصَرَ الجَوْهَریُّ : أَسْهَرَه و هو مُؤَرَّقٌ قال:

مَتَی أَنامُ لا یُؤرِّقْنِی الکَرِی

قال سِیبَوَیْه:جَزَمه لأَنّه فی معنی إِنْ یَکُن لی نَوْمٌ فی غیرِ هذه الحالِ لا یُؤَرِّقْنِی الکَرِیُّ ،و قال تَأَبَّطَ شَرّاً:

یا عِیدُ مالَکَ من شَوْقٍ و إِیراقِ

و مَرِّ طَیْفٍ عَلَی الأَهْوالِ طَرّاقِ (2)

و قال رُؤْبَهُ :

أَرَّقَنِی طارِقُ هَمٍّ أَرّقَا

و رَکْضُ غِرْبانٍ غَدَوْنَ نُعَّقَا

و قالَ الأَعْشَی:

أَرِقْتُ و ما هَذا السُّهادُ المُؤَرِّقُ

و ما بِیَ من هَمٍّ و ما بِیَ تَعْشَقُ (3)

و مُؤَرِّقٌ کمُحَدِّثٍ :عَلَمٌ منهم مُؤَرِّقٌ العِجْلِیُّ و غیرُه،قال ابنُ دُرَیْدٍ فی تَرْکِیب«و ر ق»فأَمّا تَسْمِیَتُهم مُؤَرِّقاً فلیسَ من هذا،ذاکَ من الأَرَقِ ،و هو ذَهابُ النَّوْمِ (4).

*و مما یُسْتَدْرَکُ علیهِ :

رَجُلٌ أَرُقٌ کَندُسٍ ،و أُرُقٌ بضَمَّتَینِ ،بمعنی آرِقٍ .

و قِیلَ :إِذا کانَ ذلِکَ عادَتَه فبِضمِّ الهَمْزَهِ و الراءِ لا غیرْ.و أُراقُ (5)،کغُرابٍ :موضِعٌ فی قَوْلِ ابنِ أَحْمَرَ:

کأَنَّ عَلَی الجِمالِ أَوانَ حُفَّتْ

هَجائِنَ من نِعاجِ أُراقَ عِینَا

و قالَ ابنُ زَیْدِ الخَیْلِ الطّائِیُّ :

و لَمَّا أَنْ بَدَت لصَفَا أُراقٍ

تَجَمَّعَ مِنْ طَوائِفِهمْ فُلُولُ

*و مما یُسْتَدْرَکُ علیهِ :

أَزَقْتُه أَزْقاً :ضَیَّقْتُه، فأَزَقَ هو؛أَی:ضاقَ ،لازِمٌ مُتَعَدٍّ، نقله شَیْخُنا.

*و مما یستدرک علیه:

و کُنْتُ إِذا أَرَی زِقًّا مَرِیضاً

یُناحُ علی جِنازتِه بَکَیْتُ

أُرَجِّلُ لِمَّتِی و أَجُرُّ ذَیْلِی

و تَحْمِلُ شِکَّتِی أُفُقٌ کُمَیْتُ (1)

و أُفِقَ الرَّجُلُ کفَرِحَ یَأْفَقُ أَفَقاً : بَلَغَ النِّهایَهَ فی الکَرَمِ کما فی الصِّحاحِ و العُبابِ أَوْ فِی العِلْمِ ،أَو فی الفَصاحَهِ و غیرِها من الخَیْرِ من جَمِیع الفَضائِلِ ،فهو آفِقٌ علی فاعِلٍ ،و منه قولُ الأَعْشَی یَمْدَحُ إِیاسَ بنَ قَبیصَهَ :

آفِقاً یُجْبَی إِلیهِ خَرْجُه

کُلّ ما بَیْنَ عُمانٍ و مَلَحْ (2)

و کذلِکَ أَفِیقٌ .

و قالَ ابنُ بَرِّی:ذَکَر القَزَّازُ أَنّ الآفِقَ فِعْلُه أَفَقَ یَأْفِقُ ، أَی:من حَدِّ ضَرَبَ ،و کذا حُکِیَ عن کُراع،و اسْتَدَلَّ القَزّازُ عَلَی أَنَّه آفِقٌ علی زِنَهِ فاعِلٍ بکونِ فِعْلِه علی فَعَلَ ،و أَنشَدَ أَبو زِیادٍ شاهدًا علی آفِقٍ بالمَدِّ لسِراجِ بنِ قُرَّهَ الکِلابِیِّ :

و هیَ تَصَدَّی لرِفَلٍّ آفِقِ

ضَخْمِ الحُدُولِ بائِنِ المَرافِقِ

و أَنْشَد غَیْرُه لأَبِی النَّجْمِ :

بَیْنَ أَبٍ ضَخْمٍ و خالٍ آفِقِ

بَیْنَ المُصَلِّی و الجَوادِ السّابِقِ

و أَنشَدَ أَبو زَیْدٍ:

تَعْرِفُ فی أَوْجُهِهَا البَشائِرِ

آسانَ کُلِّ آفِقٍ مُشاجِرِ

و قالَ علیُّ بنُ حَمْزَهَ :« أَفِقٍ مُشاجِرِ»بالقصرِ لا غیرُ، قال:و الأَبْیاتُ المُتَقَدِّمهُ تَشْهَدُ بفسادِ قولِه.

و هی بهاءٍ عن ابنِ فارِسٍ ،و قال غیرُه:لا یُقال فی المُؤَنَّثِ علی القیاسِ .

و الآفِقُ :فَرَسٌ کانَ لفُقَیْمِ بن جَرِیرِ بنِ دارِمٍ ،قالدُکَیْنُ بنُ رَجاءٍ الفُقَیْمِیُّ :

بَیْن الخُبَاسِیّاتِ (3)و الأَوافِقِ

و بَیْنَ آلِ ساطِعٍ و ناعِقِ

کُلُّها أَسامِی خُیُولِ فُقَیْم.

و أَفَقَ فلانٌ یَأْفِقُ من حَدِّ ضَرَبَ :إِذا رَکِبَ رَأْسَه،و ذَهَبَ فی الآفاقِ و فی الصِّحاحِ : أَفَقَ فُلانٌ :إِذا ذَهَب فی الأَرْضِ ،و الَّذِی ذَکَرَه المُصَنِّفُ هو قولُ اللَّیْثِ .

و أَفَقَ فی العَطاءِ أَفْقاً ؛أَی:فَضَّلَ ،و أَعْطَی بَعْضاً أَکْثَرَ من بَعْضٍ نقله الجَوْهَرِیُّ ،و أَنشَدَ للأَعْشَی یَمْدَحُ النُّعْمانَ :

و لا المَلِکُ النُّعْمَانُ یَوْمَ لقِیتُه

بنِعْمَتِه یُعْطِی القُطُوطَ و یَأْفِقُ (4)

و یُرْوَی:«بغِبْطَتِه»و أَرادَ بالقُطُوطِ :کُتُبَ الجَوائِزِ،قیل:

مَعْنَی یأْفِقُ :یُفَضِّلُ (5)،و قِیلَ :یَأْخُذُ من الآفاقِ .

و أَفَقَ الأَدِیمَ یَأْفِقُه أَفْقاً :إِذَا دَبَغَه إِلَی أَنْ صارَ أَفِیقاً نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و أَفَقَ :أَی کَذَبَ کأَفَک،عن ابنِ عَبّادٍ.

و أَفَقَ یَأْفِقُ أَفْقاً :إِذا غَلَبَ عن کُراعٍ ،و ابنِ عَبّادٍ.

و أَفَقَ أَفْقاً : خَتَنَ عن ابنِ عَبّادٍ.

و أَفَقُ الطَّرِیقِ ،مُحَرَّکَهً :سَنَنُهُ ،و عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ :

وَجْهُه،ج: آفاقٌ کسَبَبٍ و أَسْبابٍ ،و منه قولُهم:قَعَدَ فلانٌ علی أَفَقِ الطَّرِیقِ .

و الأَفِیقُ کأَمِیرٍ:الفاضِلَهُ من الدِّلاءِ قاله أَبو عَمْرٍو، و نَصُّه عَلَی الدِّلاءِ.

و أَفِیقٌ : ه،بینَ حَوْرانَ و الغَوْرِ و هو الأُرْدُنُّ و منه عَقَبَهُ أَفِیقٍ ،و لا تَقُلْ :فِیقٍ فإِنّها عامِّیَّهٌ ،و هی عَقَبَهٌ طَوِیلَهٌ نحوَ مِیلَیْنِ ،قال حَسّانُ بنُ ثابِتٍ :

لِمَن الدّارُ أَقْفَرَتْ لِمَعانِ

بین أَعلی الیَرْمُوکِ فالصَّمّانِ (6)

ص:7

فقَفا جاسِمٍ فدَارِ خُلَیْدٍ

فأَفِیقٍ فجانِبَیْ تَرْفُلانِ (1)

و[ أُفَیْقُ ،بلَفْظِ التّصْغِیرِ]:ع لبَنِی یَرْبُوعٍ [قالَ أَبُو دُؤاد]:

و أَرانَا بالجَزْعِ جَزْعِ أُفَیْقٍ

نَتَمَشَّی کمِشْیَهِ الناقانَ (2)

و ع لبنی یربوع. 2

أَو أَفِیقُ : ه بنَواحی ذَمارِ و قد أَغفله یاقُوتُ و الصّاغَانیُّ .

و الأَفِیقُ : الجِلْدُ الذی لم یَتِمَّ دِباغُه و فی الصِّحاحِ :لم تَتِمَّ دِباغَتُه،و قالَ ثَعْلَبٌ :الَّذِی لم یُدْبَغْ .

أَو الأَفِیقُ : الأَدِیمُ دُبِغَ قَبْلَ أَنْ یُخْرَزَ نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ عن الأَصْمَعِیِّ أَو قَبْلَ أَنْ یُشَقَّ (3).

و قیل:هو ما دُبِغَ بغیرِ القَرَظِ (4)و الأَرْطَی و غَیْرِهِما من أَدْبِغَهِ أَهْلِ نَجْدٍ،و قِیلَ :هو حِینَ یَخْرُجُ مِنَ الدِّباغِ مَفْرُوغاً منه،و فیه رائِحَتُه،و قِیلَ :أَوّلُ ما یَکُونُ من الجِلْدِ فی الدِّباغِ فهو مَنِیئَهٌ ،ثم أَفِیقٌ ،ثم یَکُونُ أَدِیماً کالأَفِیقَهِ و الأَفِقِ ،ککَتِفٍ و سَفِینَهٍ فِیهِما و قَدْ جاءَ ذِکْرُ الأَفِیقَهِ

16- فی حَدِیثِ غَزْوَانَ : «فانْطَلَقْتُ إِلی السُّوقِ فاشْتَرَیْتُ أَفِیقَهً ». أَی:

سِقاءً من أَدَمٍ ،قال ابنُ الأَثِیرِ:أَنَّثَه علی تَأْوِیلِ القِرْبَهِ و الشَّنَّهِ ،قال ابنُ سِیدَه:و أَرَی ثَعْلَباً قد حَکَی فی الأَفِیقِ الأَفِقَ ،مثل النَّبِقِ ،و فسَّرَه بالجِلْدِ الذی لم یُدْبَغْ ،قال:و لَسْتُ منه علی ثِقَهٍ .

ج: أَفَقٌ ،مُحَرَّکَهً مثل أَدِیمٍ و أَدَمٍ نقَلَه الجَوْهَرِیُّ و یُقال: أُفُقٌ بضَمَّتَیْنِ و أَنْکَرَه اللِّحْیانِیُّ ،و قال:لا یُقالُ فی جَمْعِه أُفُقٌ أَلْبَتَّهَ ،و إِنَّما هو الأَفَقُ بالفَتْح، فأَفِیقٌ عَلَی هذا له اسْمُ جَمْعٍ و لَیْسَ له جَمْعٌ أَو المُحَرَّکَهُ اسْمُ جَمْعٍ و لیس بجَمْعٍ لأَنَّ فَعِیلاً لا یُکَسَّرُ عَلَی فَعَل کما فی المُحْکَمِ .

و قالَ الأَصْمَعِیُّ :جَمْعُ الأَفِیقِ : آفِقَهٌ ،کأَرْغِفَهٍ فی رَغِیفٍ ،و آدِمَهٍ فی أَدِیمٍ ،نقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و الأَفَقَهُ ،مُحَرَّکَهً :الخاصِرَهُ و الجَمْعُ أَفَقٌ ،عن ابنِ الأَعْرابِیِّ کالآفِقَهِ مَمْدُودَهً و هذا عن ثَعْلَبٍ .

و قالَ الَّیْثُ : الأَفَقَهُ : مَرْقَهٌ مِنْ مَرْقِ الإِهابِ قالَ :

و مَرْقُهُ :أَنْ یُدْفَنَ تَحْتَ الأَرْضِ حَتَّی یُمَرَّطَ و یَتَهَیَّأَ دِباغُه.

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: الأُفْقَهُ ،بالضّمِّ :القُلْفَهُ .

قال: و رَجُلٌ آفَقُ ،علی أَفْعَلَ :إِذا لَمْ یُخْتَنْ .

و الأُفاقَهُ ککُنَاسَهٍ :ع ب البَحْرَیْنِ ،قُرْبَ الکُوفَهِ ذَکَرَه لَبِیدٌ فَقالَ :

و شَهِدْتُ أَنْجِیَهَ الأُفاقَهِ عالِیاً

کَعْبِی،و أَرْدافُ المُلُوکِ شُهُودُ (5)

و أَنْشدَ ابنُ بَرِّیّ للجَعْدِیِّ :

و نَحْنُ رَهَنَّا بالأُفاقَهِ عامِرًا

بما کانَ فی الدَّرْداءِ رَهْناً فأُبْسِلاَ

أَو هُو: ماءٌ لبَنی یَرْبُوعٍ قالَه المُفَضَّلُ ،و له یَوْمٌ مَعْرُوفٌ ، قال العَوّامُ بنُ شَوْذَب (6):

قَبَحَ الإِلهُ عِصابَهً من وائِلٍ

یَوْمَ الأُفاقَهِ أَسْلَمُوا بِسْطامَا

و کانَت الأُفاقَهُ من مَنازِلِ أَهْلِ المُنْذِرِ،و قالَ یاقُوت:

و رُبّما صَحَّفُه قومٌ فقالُوا: الأَفاقِهُ ،بفتحِ الهَمْزَهِ و إِظْهارِ الهاءِ،مثلُ جَمْعِ فَقِیهٍ .

و أُفاقٌ کغُرابٍ :ع قال عَدِیُّ بنُ زَیْدٍ العِبادیُّ :

ص:8

سَقَی بَطْنَ العَقِیقِ إِلی أُفاقٍ

فَفاثُورٍ إِلی لَبَبِ الکَثِیبِ (1)

و قال نَهْشَلُ بنُ حَرِّیٍّ :

یَجُرُّونَ الفِصالَ إِلی النَّدامَی

برَوْضِ الحَزْنِ من کَنَفَیْ أُفاقِ

و الأَفِیقَهُ کَکَنِیسَهٍ : الأَفِیکَهُ ،أَو هِیَ الدَّاهِیَهُ المُنْکَرَهُ .

و قال الأَصْمَعِیُّ :یُقالُ : تَأَفَّقَ بِنَا فلانٌ :أَی أَتانَا من أُفُقٍ قال أَبو وَجْزَهَ :

أَلاَ طَرَقَتْ سُعْدَی فکَیْفَ تأَفَّقَتْ

بِنَا و هی مِیسانُ اللَّیالِی کَسُولُها

و قِیلَ : تَأَفَّقَتْ :أَلَمَّتْ بِنَا،و أَتَتْنَا.

*و مما یُسْتَدْرَک علیه:

أَفَقَه یَأْفِقُه :إِذا سَبَقَه فی الفَضْلِ ،و کَذا أَفَقَ علیهِ ،قال الکُمَیْتُ :

الفاتِقُونَ الرّاتِقُو

نَ الآفِقُونَ علی المَعاشِرْ

و أَفَقَ یأْفِقُ :أَخَذَ مِن الآفاقِ .

و قالَ الأَصْمَعِیُّ :بَعِیرٌ آفِقٌ ،و فَرَسٌ آفِقٌ :إِذا کانَ رائِعاً کَرِیماً،و البَعِیرُ عَتِیقاً کَرِیماً.

و فَرَسٌ آفِقٌ ،قُوبِلَ من آفِقٍ و آفِقَهٍ :إِذا کانَ کَرِیمَ الطَّرفَیْنِ ،کما فی الصِّحاحِ .

قال ابنُ بَرِّیّ :و الأَفِیقُ من الإِنْسانِ ،و من کُلِّ بَهِیمَهٍ :

جِلْدُه،قال رُؤْبَهُ یصِفُ سَهْمَاً:

یَشْقَی بهِ صَفْحُ الفَرِیصِ و الأَفَقْ

و فی نَوادِرِ الأَعْراب: تَأَفَّقَ بهِ ،و تَلَفَّقَ :لَحِقَه.

لأَنَّه عِنْدَهُم فی وَزْنِ فَوْعَل.قلتُ :ولکِن أَیَّدُوا هذا القَوْلَ الأَخِیرَ بأَنَّ ابنَ القَطَّاعِ حَکَی وَلَقَ ،و فیه کلامٌ لابنِ عُصْفُورٍ و أَبِی حَیّان و غیرِهِما،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ للشّاعِرِ-و هو نافعُ بنُ لَقِیطٍ الأَسَدِیُّ -:

و مُؤَوْلَقٍ أَنْضَجْتُ کَیَّهَ رَأْسِهِ

فتَرَکْتُه ذَفِراً کرِیحِ الجَوْرَبِ

أَی:هَجَوْتُه،قال ابنُ بَرِّی:قَوْلُ الجَوْهَرِیِّ :«لأَنَّه یُقالُ : أُلِقَ الرَّجُلُ فهو مَأْلُوقٌ علی مَفْعُولٍ »هذا وَهَمٌ منه، و صَوابُه أَنْ یَقُولَ :وَلَقَ یَلِقُ ،و أَمّا أُلِقَ فهو یَشْهَدُ بکَوْنِ الهَمْزَهِ أَصْلاً لا زائِدَهً ،فتَأَمَّلْ .

و المَأْلُوقُ : فَرَسُ المُحَرِّقِ بنِ عَمْرٍو السَّدُوسِیِّ ،صفَهٌ غالِبَهٌ علی التَّشْبِیهِ ،و فی بَعْضِ النُّسَخِ :«المُحَرِّشِ بنِ عَمْرٍو» (1).

و المِئْلقُ ،کمِنْبَرٍ:الأَحْمَقُ عن ابنِ الأَعْرابِیِّ ،و أَنْشَدَ:

شَمَرْدَلٍ غَیْرِ هُراءٍ مِئْلَقِ

أَو المَعْتُوهُ قالَهُ ابنُ الأَعْرابِیِّ أَیْضاً.

و قال أَبو زَیْدٍ: امْرَأَهٌ أَلَقَی ،کجَمَزَی،سَرِیعَهُ الوَثْبِ .

و أُلاق کغُرابٍ :جَبَلٌ بالتِّیهِ من أَرْضِ مِصْرَ،من ناحِیَهِ الهامَهِ ،قالَه یاقُوت.

و الإِلَّقُ کإِمَّعٍ : المُتَأَلِّقُ .

و قال ابنُ فارِسٍ : الأَلُوقَهُ :طَعامٌ طَیِّبٌ ،أَو زُبْدٌ برُطَبٍ و هذا قَوْلُ ابنِ الکَلْبِیِّ ،قال:و فیه لُغَتانِ : أَلُوقَهٌ ،و لُوقَهٌ ، نَقَلَه ابنُ بَرِّیّ ،و أَنشَدَ اللَّیْثُ لرَجُلٍ مِنْ بَنِی عُذْرَهَ :

و إِنِّی لِمَنْ سَالَمْتُمُ لأَلُوقَهٌ

و إِنِّی لِمَنْ عادَیْتُمُ سِمُ أَسْوَدِ

و قال ابنُ سِیدَه: الأَلُوقَهُ :الزُّبْدَهُ ،و قِیلَ :الزُّبْدَهُ بالرُّطَبِ لتَأَلُّقِها ،أَی:بَرِیقِها،قالَ :و قَدْ تَوَهّمَ قومٌ أَنَّ الأَلُوقَهَ لمّا (2)کانَتْ هی اللُّوقَه فی المَعْنَی،و تَقارَبَتْ حُروفُهما من لَفْظِهِما،و ذلِکَ باطِلٌ ؛لأَنَّها لَوْ کانَتْ مِنْ هذا اللَّفْظِ لوَجَبَ تَصْحِیحُ عَیْنِها؛إِذْ کانَت الزِّیادَهُ فی أَوَّلِها من زِیادَهِ الفِعْلِ ، و المِثال مِثاله،فکانَ یَجِبُ علی هذَا أَنْ یَکونَ أَلْوُقَهً ،کما قالُوا فی أَثْوُبٍ و أَسْوُقٍ و أَعْیُنٍ و أَنْیُبٍ ،بالصِّحَّهِ ؛لیُفْرَقَ بذلِک بینَ الاسْمِ و الفِعْلِ .

و تَأَلَّقَ البَرْقُ :الْتَمَعَ نقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و منه قَوْلُ الزَّفَیانِ :

و البِیضُ فی أَیْمانِهِمْ تَأَلَّقَا (3)

کائْتَلَقَ نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ ابنُ جِنِّی:أَی لَمَعَ و أَضاءَ، و أَنْشَدَ ابنُ فارِسٍ فی المَقایِیِس:

یُصِیخُ طَوْراً و طَوْراً یَقْتَرِی دَهِساً

کأَنَّه کَوْکَبٌ بالرَّمْلِ یَأْتَلِقُ (4)

قلتُ :و قد عَدَّی الأَخیرَ ابنُ أَحمرَ فقالَ :

تُلَفِّفُها بدِیباجٍ و خَزٍّ

لیَجْلُوَها فتَأْتلِقُ العُیُونَا

و قد یَجُوزُ أَنْ یَکُونَ عَدّاهُ بإِسْقاطِ حَرْفٍ ،أَو لأَنّ مَعْناه تَخْتَطِفُ .

و تأَلَّقَت المَرْأَهُ : إِذا تَبَرَّقَتْ و تَزَیَّنَتْ نقَلَه الصّاغانِیُّ .

أَو شَمَّرَتْ للخُصُومَهِ ،و اسْتَعَدَّت للشَّرِّ،و رفَعَتْ رَأْسَها قالَهُ ابنُ فارسٍ (5)،و قالَ ابنُ الأَعرابِیِّ :معناهُ صارَتْ مثلَ الإِلْقَهِ .

*و مما یُسْتَدْرَکُ علیه:

الأَلْقُ ،بالفتحِ ،و الأُلاقُ کغُرابٍ :الجُنُونُ عن أَبی عُبَیْدَهَ ،و أَلَقَه اللَّهُ یَأْلِقُه أَلْقاً و أَلقاً (6).

و أَلِیقُ البَرْقِ :لَمَعانُه.

و الأَلْقُ بالفَتْحِ :الکَذِبُ ،تَقُولُ : أَلَقَ یَأْلِقُ أَلْقاً ،و مِنْهُ قِراءَهُ أَبِی جَعْفَرٍ و زَیْدِ بنِ أَسْلَمَ : إِذْ تَأْلِقُونَهُ بأَلْسِنَتِکُمْ (7)

ص:10

و

16- فی الحَدِیثِ : «اللّهُمَّ إِنِّی أَعوذُ بکَ من الأَلْسِ و الأَلْقِ ». قال القُتَیْبِیُّ :و أَصْلُه الوَلْقُ ،فأَبْدِلَ الواوُ هَمْزَهً ،و قد اعْتَرَضَه ابنُ الأَنْبَارِیِّ ،و قالَ :إِبْدالُ الهَمْزَهِ من الواوِ المَفْتُوحَهِ لا یُجْعَل أَصْلاً یُقَاسُ علیه،و إِنّما یُتَکَلَّمُ بما سُمِعَ منه،و قال أَبو عُبَیْدٍ: الأَلْقُ هنا:الجُنُونُ .

و رَجُلٌ إِلاقٌ ،ککِتابٍ ،خَدّاعٌ مُتَلَوِّنٌ .

و بَرْقٌ أُلَّقٌ :مثلُ خُلَّبٍ .

و رَجُلٌ إِلْقٌ ،بالکسرِ:سییِّ ءُ الخُلُقِ ،و کذلک امْرَأَهٌ إِلْقَهٌ .

و الإِلْقَهُ :السِّعْلاهُ ؛لخُبْثِها.

وامْرَأَهٌ إِلَّقَهٌ ،کإِمَّعَهٍ :سَرِیعَهُ الوَثْبِ .

و بَرْقٌ آلِقٌ ،و منه قُوْلُ السِّعْلاهِ صاحِبَهِ عَمْرِو بنِ یَرْبُوعٍ ، و کانَ قد تَزَوَّجَها:

أَمْسِکْ بَنِیکَ عَمْرُو إِنِّی آبِقُ

بَرْقٌ علی أَرْضِ السَّعالَی آلِقُ

و المَیْلَقُ ،کمَقْعَدٍ:اشْتَهَرَ بهِ العَلاّمهُ شِهابُ الدِّینِ أَحْمَدُ بنُ عبدِ الواحِدِ اللَّخْمِیُّ الإِسْکَنْدَرِیُّ ،عُرِف بابنِ المَیْلَقِ ،و سُئِل عن شُهْرَتهِ فقَالَ : المَیْلَقُ :هو مَحَلُّ الذَّهَبِ .

قلتُ :و هذَا هو الباعِثُ فی ذِکْرِه هُنا،کأَنّه من أَلَقَ یَأْلِقُ :

أَی لَمَعَ و أَضاءَ،و مِنْ آلِ بیتِه نَجْمُ الدِّینِ بنُ المَیْلَقِ ،کَتَبَ عنه الحافِظُ الیَعْمُرِیُّ من شِعْرِه،و عَطاءُ اللَّهِ بنُ مُخْتارِ بنِ المَیْلَقِ ،کتبَ عنه الحافِظُ الدِّمْیاطِیُّ ،و ناصِرُ الدِّینِ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ الدّائِمِ ابنِ بِنْتِ المَیْلَقِ :اجْتَمَعَ بهِ الحافِظُ بن حَجَرٍ،و کان و اعِظاً مَشْهُوراً.

و المَواضِعِ الصَّعْبَهِ البَعِیدَهِ ،و هی تُحَمَّقُ مع ذلک،نقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قد تَقَدَّمَ شاهِدُه من قَوْلِ الکُمَیْتِ ،و

1- فی حدِیثِ علیٍّ رَضِیَ اللّهُ عنه: «تَرَقَّیْتَ إِلی مَرْقاهٍ یَقْصُر دُونَها الأَنُوقُ ». و

17- فی حَدِیثِ مُعاوِیَهَ : «قالَ له رَجُلٌ :افْرِضْ لِی، قالَ :نَعَمْ ،قالَ :و لَوَلَدِی،قالَ :لا،قالَ :و لِعَشِیرَتِی، قالَ :لا،ثُمَّ تَمَثَّلَ :

طَلَبَ الأَبْلَقَ العَقُوقَ فَلَمّا

لَمْ یَنَلْهُ أَرادَ بَیْضَ الأَنُوقِ (1).

قالَ أَبو العَبّاسِ :هذا مَثَلٌ یُضْرَبُ للّذِی یَسْأَلُ الهَیِّنَ فلا یُعْطَی،فیَسْأَلُ ما هو أَصْعَبُ منه،و قالَ غیرُه:العَقُوقُ :

الحامِلُ (2)من النُّوقِ ،و الأَبْلَقُ :من صِفاتِ الذُّکُورِ،و الذَّکَرُ لا یَحْمِلُ ،فکأَنّه طَلَبَ الذَّکَرَ الحامِلَ 2و الأَنُوقُ واحِدٌ و جَمْعٌ ،و قالَ ابنُ سِیدَه:یَجُوزُ أَنْ یُعْنَی بهِ الرَّخَمَه الأُنْثَی، و أَنْ یُعْنَی به الذَّکَر؛لأَنَّ بَیْضَ الذَّکَرِ مَعْدُومٌ ،و قد یَجُوزُ أَنْ یُضافَ البَیْضُ إِلیهِ ؛لأَنّه کَثِیراً ما یَحْضُنُها،و إِنْ کانَ ذَکَراً، کما یَحْضُنُ الظَّلِیمُ بیضَهُ .

و قال الصّاغانِیُّ :فی شرحِ قَوْلِ الکُمَیْتِ السّابِقِ ،و إنّما کَیَّسَ حَوِیلَها لأَنَّها أَولُ الطَّیْرِ قِطاعاً،و أَنَّها تَبِیضُ حیثُ لا یَلْحَقُ شَیءٌ بَیْضَها.قُلْتُ :و منه قولُ العُدَیْلِ بنِ الفَرْخِ :

بَیْضُ الأَنُوقِ کَسِرِّهِنَّ و مَنْ یُرِدْ

بَیْضَ الأَنُقِ فإِنَّه بمَعاقِلِ

و قِیلَ :فی أَخْلاقِها من الکَیْس عَشْرُ خِصال و هُنَّ :

تحْضُنُ بَیْضَها،و تَحْمِی فَرْخَها،و تَأْلَفُ وَلَدَها،و لا تُمَکِّنُ من نَفْسِها غیرَ زَوْجِها،و تَقْطَعُ فی أَوَّلِ القَواطِعِ ، و تَرْجِعُ فی أَوَّلِ الرَّواجِعِ ،و لا تَطِیرُ فی التَّحْسِیرِ،و لا تَغْتَرُّ بالشَّکِیرِ،و لا تُرِبُّ بالوُکُور،و لا تَسْقُطُ علی الجَفِیرِ یریدُ أَنَّ الصّیّادِینَ یَطْلُبُونَ الطَّیْرَ بعدَ أَنْ یُوقِنُوا أَنَّ القَواطِعَ قد قَطَعَتْ ،و الرَّخَمهُ تَقْطَعُ أَوائِلَها؛لتَنْجُوَ،أَی:تَتَحَوَّلَ من الجُرُوم إِلی الصُّرُودِ،أَوْ من الصُّرُودِ إِلی الجُرُومِ ، و التَّحْسِیرُ:سُقُوطُ الرِّیشِ ،و لا تَغْتَرُّ بالشَّکِیرِ:أَیْ بصِغارِ رِیشِها بل تَنْتَظِرُ حَتَّی یَصِیرَ رِیشُها قَصَباً فتَطِیرُ و الجَفِیرُ:

الجَعْبَهُ ؛لعِلْمِها أَنَّ فِیهَا سِهاماً،هذا هو الصَّوابُ فی الضَّبْطِ ،و مثلُه فی سائِرِ أَصُولِ اللُّغَهِ المُصَحَّحَه،و وَهِمَ من ضَبَطَه بالحاءِ المُهْمَلَهِ ،و اسْتَظْهَرَه،و کذا من ضَبَطَه بالحاءِ و القافِ ،فإِنَّ هذه الأُمُورَ و أَمثالَها نَقْلٌ ،لا مَدْخَلَ فِیها للرّأْیِ أَو الاحْتِمالاتِ ،و ادِّعاؤُه أَنّه عَلَی الجِیمِ لا یَظْهَرُ له مَعْنًی غَفْلَهٌ عن التَّأَمُّلِ ،و جَهْلٌ بنُصُوصِ الأَئِمَّهِ ،فلیُتَنَبَّهْ لذلِک،و قد أَشار إِلی بعضِه شیخُنا رَحِمَهُ اللّه تعالی.

و یُقال: ما آنَفَهُ فی کَذَا :أَی ما أَشَدَّ طَلَبَه له.

و آنَقَنِی الشَّیْ ءُ إِیناقاً ،و نِیقاً بالکسرِ:أَعْجَبَنی و منه

17- حَدِیثُ قَزَعَهَ مولَی زِیادٍ: «سَمِعْتُ أَبا سَعِیدٍ یُحَدِّثُ عن رَسُولِ اللّه صلّی اللّه علیه و سلم بأَرْبَعٍ فآنَقَتْنِی ». أَی:أَعْجَبَتْنِی (3)،قالَ ابنُ الأَثِیر:و المُحَدِّثُونَ یرْوُونَه أَیْنَقْتَنِی و لیس بشَیْ ءٍ،قالَ :و قد جاءَ

17- فی صَحِیحِ مُسْلِمٍ : «لا أَیْنَقُ (4)بحَدِیثهِ ». أَی:لا أُعْجَبُ ،و هی هکَذا تُرْوَی.

و قالَ الأَزْهَرِیُّ عن ابنِ الأَعْرابِیِّ : أَنْوَقَ الرَّجُلُ : اصْطادَ الأَنُوقَ ،للرَّخَمَهِ هکَذا ذَکَره فِی التَّهْذِیبِ عنه فی هذا التَّرْکِیبِ ،قال الصّاغانِیُّ : و إِنَّما یَسْتَقِیمُ هذَا إِذا کانَ اللَّفْظُ أَجْوَفَ فأَمّا و هو مَهْمُوزُ الفاءِ فَلاَ.

و شَیْ ءٌ أَنِیقٌ ،کأَمِیرٍ:حَسَنٌ مُعْجِبٌ و قد آنَقَه الشَّیْ ءُ،فَهُو مُؤْنِقٌ و أَنِیقٌ ،و مِثْلُه مُؤْلِمٌ و أَلِیمٌ ،و مُسْمِعٌ و سَمِیعٌ ،و مُبْدِعٌ و بَدِیعٌ ،و مُکِلٌّ و کَلِیلٌ و له أَناقَهٌ بالفَتْحِ و یُکْسَرُ أَی:حُسْنٌ و إِعْجابٌ ،و فی اللِّسان:فِیهِ أَنَاقَهٌ و لَباقَهٌ ،و جاءَ بهِ بعدَ التَّأَنُّقِ ،فیکونُ المَعْنَی:أَی إِجادَهٌ و إِحْسانٌ .

و أَنَّقَ تَأْنِیقاً: أَی عَجَّبَ قالَ رُؤْبَهُ :

و شَرُّ أُلاَّفِ الصِّبَا مَنْ أَنَّقا

و تَأَنَّقَ فیهِ :عَمِلَه بالإِتْقانِ و الحِکْمَهِ و قیلَ :إِذا تَجَوَّدَ و جاءَ فیه بالعَجَبِ کتَنَوَّقَ من النِّیقَهِ .

و تَأَنَّقَ المَکانَ أَعْجَبَه فعَلِقَه وَ لَمْ یُفارِقْه،و قالَ الفَرّاءُ:

أَی أَحَبَّهُ .

*و مما یُسْتَدْرَکُ علیه:

ص:12

رَوْضَهٌ أَنِیقٌ فی مَعْنَی مَأْنُوقَه :أَی مَحْبُوبَه،و أَنِیقَهٌ بمَعْنَی مُؤْنِقَه .

و الأَنَقُ ،محرّکَهً :حُسْنُ المَنْظَرِ و إِعْجابُه إِیّاکَ ،و قِیلَ :هو اطِّرادُ الخُضْرَهِ فی عَیْنَیکَ (1)؛لأَنَّها تُعْجِبُ رائِیَها.

و تَأَنَّقَ فُلانٌ فی الرَّوْضَهِ :إِذا وَقَعَ فِیها مُعْجَباً بها.

و تَأَنَّقَ فِیها:تَتَبَّعَ مَحاسِنَها،و أُعْجِبَ بِها،و تَمَتَّعَ بها، و به فُسِّرَ

17- حدِیثُ ابنِ مَسْعُودٍ رضِیَ اللَّهُ عنه: «إِذَا وَقَعْتُ فی آلِ حم وَقَعْتُ فی رَوْضاتٍ أَتَأَنَّقُهُنَّ »و فی التّهْذِیبِ :«فِی رَوْضَاتٍ (2)أَتَأَنَّقُ فِیهِنَّ ». أَی:أَسْتَلِذُّ قِراءَتَهُنَّ ،و أَتَمَتَّعُ بمَحاسِنِهنَّ .

و من أَمْثالِهم:«لَیْسَ المُتَعَلِّقُ کالمُتَأَنِّقِ »و مَعْناهُ لیس القانِعُ بالعُلْقَهِ -و هی البُلْغَهُ من العَیْشِ -کالَّذِی لا یَقْنَعُ إِلاّ بِآنَقِ الأَشْیاءِ و أَعْجَبِها.

و یُقالُ :هو یَتَأَنَّقُ :أَی یَطْلُبُ أَعْجَبَ الأَشْیاءِ (3).

أَوْ أَنْ تَبِیتِی (1)لَیْلَهً لم تُغْبَقِی

أَوْ أَنْ تُرَیْ کَأْباءَ لم تَبْرَنْشِقِی

و أَوَّقَه أَیْضاً: عَوَّقَه.

و قِیلَ : ذَلَّلَه.

و المُؤَوِّقُ ،کمُحَدِّثٍ :مَنْ یُؤَخِّرُ طَعامَه قالَ :

و لَوْ کانَ حُتْرُوشُ بنُ عَزَّهَ راضِیاً

سِوَی عَیْشِه هذَا بَعَیْشٍ مُؤَوَّقِ

وَ تَأَوَّق :إِذا تَعَوَّقَ .

*و مما یُسْتَدْرَکُ علیه:

بَیْتٌ مُؤَوَّقٌ ،کمُعَظَّمٍ :کَثِیرُ الحَشْوِ من رَدِیءِ المَتاعِ ، و منه قوْلُ امْرِیءِ القَیْسِ :

و بَیْتٍ یَفُوحُ المِسْکُ فی حَجَراتِه

بَعِیدٍ من الآفاتِ غَیْرِ مُؤَوَّقِ (2)

و رَجُلٌ مُؤَوَّقٌ :مَشْؤُومٌ ،و قِیل:مُهانٌ .

و تَأَوَّقَ :تَجَوَّعَ .

و الأَوْقُ :جَبَلٌ لِهُذَیْلٍ .

699 و هو من مَشایِخِ الذَّهَبِیِّ ،قالَ : و کانَ له وَلَدٌ یُرْمَی بقَبائِحَ ،اسمُه تَقِیُّ الدِّینِ مُحَمَّدٌ و حُکِمَ بإِراقَهِ دَمِهِ حُکْمَ المالِکیِّ بقَتْله؛لضَلالِه و زَنْدقَتِه،کما فی التّارِیخِ .

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ علیهِ :

*و مما یُسْتَدْرَکُ علیه:

بُزُرْجَ ،و

14- فی غَزْوَهِ الفَتْحِ : «و جَعَلَ أَبا عُبَیْدَهَ علی البیاذِقَهِ ».

هُمُ الرَّجّالَهُ ،و اللّفْظَهُ فارِسِیَّهٌ مُعَرَّبهٌ ،سُمُّوا بذلِک لخِفَّهِ حَرَکَتِهم،و أَنَّهم لیسَ مَعَهُم ما یُثْقِلُهُم.

و قال الخَارْزَنْجیُّ : البَذْقُ :الدَّلِیلُ فی السَّفَر، کالبَیْذَقِ .

أَو هو الصَّغِیرُ الخَفِیفُ و فی التَّکْمِلَهِ :القَصِیرُ الخَفِیفُ .

ج: بُذُوقُ قال الشّاعِرُ،فحَذَفَ الیاء:

و للشَّرِّ سُوّاقُ خِفافٌ بُذُوقُها

أَرادَ بَیاذِقَها ،کأَنَّه جَعَلَ البَیْذَقَ بَذْقاً ،قالَه ابنُ بُزُرْجَ .

قالَ الخَارْزَنْجِیُّ : و المُبَذِّقَهُ ،کمُحَدِّثَهٍ :مَنْ کَلامُه أَفْضَلُ مِنْ فِعْلِه کما فی العُباب.

*و مما یُسْتَدْرَکُ علیهِ :

بَذَقُون ،بالتَّحْرِیکِ و ضَمِّ القافِ :کُورَهٌ بمِصْرَ،من أَعْمالِ الحُوفِ الغَرْبیِّ ،لها ذِکْرٌ فی الفُتُوحِ ،کما فی المُعْجَمِ .

و البَیْذَقی :قَرْیَهٌ أُخْرَی بالقِبْلِیَّه.

شالَتْ به عندَ (1)اللِّقاحِ ،و تقولُ العَرَب:دَعْنِی من تَکْذابِکَ و تَأْثامِکَ شَوَلانَ البَرُوقِ ،نَصَبَ شَوَلان علی المَصْدرِ،أَی:

إِنَّک بمَنْزِلَهِ النّاقَهِ التی تَبْرِقُ بذَنَبِها،أَی:تَشُولُ به، فتُوهِمُک أَنَّها لاقِحٌ ،و هی غیرُ لاقِحٍ ،و جمعُ البَرُوقِ : بُرْقٌ بالضم،و منه قولُ ابنِ الأَعرابیِّ و قد ذَکَر شَهْرَزُورَ-:

«قَبَّحَها اللَّهُ !إِنّ رِجالَها لنُزْقٌ ،و إِنّ عَقارِبَها لبُرْقٌ »أَی:أَنَّها تَشُولُ بأَذْنابِها،کما تَشُولُ الناقهُ البَرُوق .

و بَرَقَ بَصَرُه:تلَأْلأَ و منه

16- حَدِیثُ الدُّعاءِ: «إِذا بَرَقَت الأَبْصارُ». أَی:لَمَعَت،هذا علی الفَتْحِ ،و إِذا کَسَرْتَ الراءَ فبمَعْنَی الحَیْرَهِ .

و بَرِقَ الْبَصَرُ کفَرِحَ و علیه اقتَصَر الجَوْهریُّ ،قال الفَرّاء:و هی قراءَهُ عاصِمٍ و أَهْلِ المَدِینه فی قَوْلِه تَعالی:

فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ (2) و مثل نَصَرَ أَیضاً،قال الجوهریُّ :

یعنِی بَرِیقَه إِذا شَخَصَ ،قال الفَرّاءُ:فَقَرَأَها نافعٌ وحدَه من البَرِیقِ ،أَی:شَخَص،و قالَ غیرُه:أَی فَتَح عَیْنَه من الفَزَعِ .قلتُ :و قَرأَها أَیضاً أَبو جَعْفَرٍ هکذا.

بَرْقاً ظاهِرُه أَنَّه بالفَتْحِ ،و الصوابُ أَنّه بالتَّحْرِیکِ ، و بُرُوقاً کقُعُودٍ،و هذِه عن اللِّحْیانِیِّ ،ففیه لَفُّ و نَشْرٌ مُرَتَّبٌ ،أَی:

تَحَیَّرَ حَتَّی لا یَطْرفَ کما فی الصِّحاحِ ، أَو دَهِشَ فلَمْ یُبْصِرْ و أَنْشَدُوا لِذِی الرُّمَّهِ :

و لو أَنَّ لُقمانَ الحَکِیمَ تَعَرَّضَتْ

لعَیْنَیْهِ مَیٌّ سافِراً کادَ (3)یَبْرَقُ

أَی:یَتَحَیَّرُ،أَو یَدْهَش.

و أَنشدَ الفَرّاءُ شاهِداً لمَنْ قَرأَ بَرِقَ -بالکسرِ بمعنی فَزعَ -قولَ طَرَفَهَ :

فنَفْسَکَ فانْعَ و لا تَنْعَنِی

و داوِ الکُلُومَ و لا تَبْرَقِ (4)

یَقُول:لا تَفْزَعْ من هَوْلِ الجِراحِ التی بِکَ .

و قال الأَصمَعِیُّ : بَرَقَ السِّقاءُ یَبْرُقُ بَرْقاً ،و ذلِک إِذَا أَصابَه الحَرُّ،فذابَ زُبْدُه،و تَقَطَّعَ فلم یَجْتَمعْ ،و یُقال: سِقاءٌ بَرِقُ ،ککَتِفٍ کذا فی العُبابِ ،و الَّذِی فی اللِّسانِ :

بَرَق السِّقاءُ بَرْقاً و بُروقاً ،فهذا یدُلُّ علی أَنَّه من بابِ نَصَرَ، و قَوْلُهم:سِقاءٌ بَرِقٌ ،یَدُلُّ علی أَنَّه من بابِ فَرِحَ .

و بَرِقَت الإِبِلُ و الغَنَمُ ،کفَرِحَ تَبْرَقُ بَرَقاً :إِذا اشْتَکَتْ بُطونَها مِنْ أَکْلِ البَرْوَقِ و سیأْتی البَرْوقَ قریباً.

و البُرْقانُ ،بالضّمِّ :الرَّجُل البَرَّاقُ البَدَنِ .

و البُرْقانُ : الجَرادُ المُتَلَوِّنُ ببیاضٍ و سَوادٍ الواحِدَهُ بُرْقانَهٌ و قد خالَفَ هنا اصْطِلاحَه سَهْواً.

و بِرْقانُ بالکسرِ:ه،بخَوارَزْمَ قال یاقُوت فی المُعْجَم:

بَرْقان ،بفتح أَوّلِه،و بعضُهم یکْسِرُه:من قُری کاث (5)شَرْقیَّ جَیْحُونَ علی شاطِئِه،بینَها و بینَ الجُرْجانِیَّهِ -مدینهِ خُوارَزْمَ -یَومان،و قد خَرِبَتْ بَرْقانُ ،و نُسِبَ إِلیها الحافِظُ أَبو بکرٍ أَحمدُ بنُ محمَّدِ بنِ غالِبٍ (6)الخُوارَزْمِیُّ البَرْقانِیُّ ، استَوْطَنَ بَغدادَ،و کتَبَ عنه أَبُو بَکْرٍ الخَطِیبُ ،و کانَ ثِقَهً ورِعاً،تُوفِّیَ سنه 425 (7).

و بَرْقانُ أَیْضاً: ه،بجُرْجانَ نُسِب إِلیها حَمْزَهُ بنُ یوسفَ السَّهْمِیُّ ،و بَعْضُ الرُّواهِ ،قال یاقوت:و لستُ منها علی ثِقَهٍ .

و یُقال: جاءَ عِنْدَ مَبْرَقِ الصُّبْحِ ،کمَقْعَدٍ أَی: حینَ بَرَقَ و تَلَأْلَأَ،مصدرٌ میمِیٌّ .

و بَرَقَ نَحْرُه:لَقَبُ رَجُلٍ کَتأَبَّطَ شَرًّا،و نَحْوِه.

1- و ذُو البَرْقَهِ :لقبُ أَمیرِ المُؤْمنینَ عَلِیّ بنِ أَبی طالِب-رضِیَ اللّه تَعالَی عنه-لقَّبَه به عَمُّه العَبّاسُ بنُ عبدِ المُطَّلِبِ رضیَ اللَّهُ تَعالَی عنه یومَ حُنَیْنٍ .

و البَرْقَهُ :الدَّهْشَهُ و الحَیْرهُ .

و:ه،بقُمَّ .

و:ه،تُجاهَ واسِطِ القَصَبِ (8).

و:قَلْعَهٌ حَصِینَهٌ بنواحِی دُوانَ .

ص:19

و بَرْقَهُ : إِقْلِیمٌ مُشتَمِلٌ علی قُرًی و مُدُنٍ أَو ناحِیَهٌ بینَ الإِسْکَنْدَرِیَّهِ و إِفْرِیقِیَّهَ مَدِینَتُها أَنْطابُلُسُ ،و بینَ الإِسکَنْدَرِیَّهِ و بَرْقَهَ مَسِیرهُ شَهْرٍ،و هی مِمّا افْتُتِحَ صُلْحاً،صالَحَهُم عَلَیها (1)عَمْرُو بنُ العاصِ ،و قد نُسِبَ إِلیها جَماعهٌ من أَهلِ العِلْمِ .

و کجُهَیْنَهَ اسمٌ للعَنْزِ تُدْعَی به للحَلَبِ و ذُو بارِقٍ الهَمْدانِیُّ جَعْوَنَهُ بنُ مالِکٍ و البارِقُ سَحابٌ ذُوا بَرْقٍ و ع بالکُوفَهِ و لَقَبُ سَعْدِ بنِ عَدِیٍّ أَبِی قَبِیلَهٍ بالیَمَنِ .

و من المَجَازِ: البارِقَهَ :السُّیُوفُ سُمِّیَتْ لبَرِیقِها،و منه

17- حَدِیثُ عَمّارٍ: «الجَنَّهُ تَحْتَ البارِقَهِ ». و هو مُقْتَبَسٌ من

14- قولِه صلّی اللّه علیه و سلّم: «الجَنَّهُ تَحْتَ ظِلالِ السُّیُوفِ ».

و قالَ اللِّحْیانِیُّ :رَأَیْتُ البارِقهَ ،أَی: بَرِیقَ السِّلاحِ .

و البَرْوَقُ ،کجَرْوَلٍ :شُجَیْرَهٌ ضَعِیفهٌ إِذا غامَتِ (2)السَّماءُ اخْضَرَّتْ قالهُ ابنُ حَبِیبٍ ، الواحدهُ بهاءٍ،و منه قولُهم:

« أَشْکَرُ من بَرْوَقَهٍ »و کَذا:«أَضْعَفُ مِنْ بَرْوَقَهٍ »قال أَبُو حَنِیفَهَ :و أَخْبَرَنِی أَعْرابِیُّ أَنَّ البَرْوَقَ نبتٌ ضَعِیفٌ رَیّان،له خِطَرَهٌ دِقاقٌ فی رُؤُوسِها قَماعِیلُ صِغارٌ مثلُ الحِمَّصِ ،فیها حَبُّ أَسودُ،قال:و مِن ضَعْفِها إِذا حَمِیَتْ علیها الشَّمْسُ ذَبُلَت علی المَکانِ ،قالَ :و لا یَرْعاها شَیْ ءٌ،غیر أَنَّ الناسَ إِذا أَسْنَتُوا سَلَقُوها،ثم عَصَرُوها من عَلْقَمَهٍ فیها،ثم عالَجُوها مع الهَبِیدِ أَو غَیْرِه،و أَکَلُوها،و لا تُؤْکَلُ وَحْدَها لأَنَّها تُورِثُ التَّهَیُّجَ ،قالَ :و هی ممّا یُمْرِعُ فی الجَدْبِ ، و یَقِلُّ فی الخِصْبِ ،فإِذا أَصابَها المَطرُ الغَزِیرُ هَلَکَت،قال:

و إِذا رَأَیناها قد کَثُرتْ و خَشُنَت خِفْنا السَّنَهَ .

و قال غَیرُه من الأَعْراب: البَرْوَقَهُ :بقلهُ سَوْءٍ،تَنْبُتُ فی أَوّلِ البَقْلِ ،لها قَصَبَهٌ مثلُ السِّیاطِ ،و ثَمَرهٌ سوداءُ.

و فی ضَعْفِ البَرْوَقِ قالَ الشّاعِرُ:

تَطِیحُ أَکُفُّ القومِ فیها کأَنَّما

یَطِیحُ بها فی الرَّوعِ عِیدانُ بَرْوَقِ (3)

و یَقُولون أَیضاً:«أَشْکَرُ مِنْ بَرْوَقٍ »لأَنه یَعِیشُ بأَدْنَی نَدًی یَقعُ من السَّماءِ،و قیل:لأَنّه یَخْضَرُّ إِذا رَأَی السَّحابَ .

و البَرْواقُ ،بزِیادَهِ أَلِفٍ :نَباتٌ یُعْرَفُ بالخُنْثَی،و أَکْلُ ساقِه الغَضِّ مَسْلُوقاً بزیتٍ و خَلٍّ تِرْیاقُ الیَرَقانِ ،و أَصلُه یُطْلَی به البَهَقانِ فُیزِیلُهُما.

و الإِبْرِیقُ :إِناءٌ مَعْرُوفٌ ،فارِسِیٌّ مُعَرَّب:آبْ رِی قال ابنُ بَرِّیّ :شاهِدُه قولُ عَدِیِّ بنِ زَیْدٍ:

و دعَا بالصَّبُوحِ یَوْماً فقامَتْ

قَیْنَهٌ فی یَمِینِها إِبْرِیقُ

و قال کُراع:هو الکُوز،و قالَ أَبو حَنِیفَهَ مَرَّهً :هو الکُوزُ، و قال مرَّهً :هو مِثْلُ الکُوزِ،و هو فی کُلِّ ذلک فارِسِیٌّ ج:

أَبارِیقُ و فی التَّنْزِیلِ : یَطُوفُ عَلَیْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ .

بِأَکْوابٍ وَ أَبارِیقَ (4)و أَنْشدَ أَبُو حَنِیفَهَ لشُبْرُمَهَ الضَّبِّیّ :

کأَنَّ أَبارِیقَ الشَّمُولِ عَشِیَّهً

إِوَزٌّ بأَعْلَی الطَّفِّ عُوجُ الحَناجِرِ

و العَرَبُ تُشَبِّهُ أَبارِیقَ الخَمْرِ برِقابِ طَیْرِ الماءِ،قال أَبو الهِنْدِیّ :

مُفَدَّمَهٌ قَزًّا کأَنَّ رِقابَها

رِقابُ بَناتِ الماءِ تَفْزَعُ للرَّعْدِ (5)

و قالَ عَدِیُّ بنُ زَیْدٍ:

بأَبارِیقَ شِبْهِ أَعْناقِ طَیْرِ الْم

اءِ قَدْ جِیبَ فَوْقَهُنَّ خَنِیفُ

و یُشَبِّهُونَ الأَبارِیقَ أَیضاً بالظَّبْیِ ،قال عَلْقَمهُ بنُ عَبَدَهَ :

کأَنَّ إِبْرِیقَهُم ظَبْیٌ علی شَرَفٍ

مُفَدَّمٌ بِسَبا الکَتّانِ مَلْثُومُ

ص:20

و قالَ آخرُ:

کأَنَّ أَبارِیقَ المُدامِ لَدَیْهِمُ

ظِباءٌ بأَعْلَی الرَّقْمَتَیْنِ قِیامُ

و شَبَّه بعضُ بنی أَسَدٍ أُذُنَ الکُوزِ بیاء«حُطِّی»فقالَ أَبو الهِنْدِیّ الیَرْبُوعِیُّ :

و صُبِّی فِی أُبَیْرِیقٍ مَلِیحٍ

کأَنَّ الأُذْنَ مِنْهُ رَجْعُ حُطِّی

و الإِبْرِیقُ أَیضاً: السَّیْفُ البَرّاقُ أَی:الشَّدیدُ البَرِیقِ ، عن کُراع،و قال غیرُه:سَیْفٌ إِبْرِیقٌ :کَثِیرُ اللَّمَعانِ و الماءِ.

و الإِبْرِیقُ فی قَوْلِ عَمْرِو بنِ أَحْمَرَ:

تَقَلَّدْتَ إِبْرِیقاً ،و أَظْهَرْت جَعْبَهً

لتُهْلِکَ حَیًّا ذا زُهاءٍ و جامِلِ (1)

قِیلَ :هی القَوْسُ فِیها تلامِیعُ هکَذا ذَکَرَه الأَزْهَرِیُّ ،قالَ الصاغانِیُّ :و الصَّوابُ أَنّه السَّیفُ البَرّاقُ (2).

و الإِبْرِیقُ : المَرْأَهُ الحَسْناءُ البَرّاقَهُ اللَّوْنِ ،قاله اللِّحْیانِیُّ ،و قِیلَ :هی التی تُظْهِرُ حُسْنَها علی عَمْدٍ.

و الأَبْرَقُ :غِلَظٌ فیه حِجارَهٌ و رَمْلٌ و طِینٌ مُخْتَلِطَهٌ ،ج:

أَبارِقُ کَسَّرَه تَکْسِیرَ الأَسْماءِ لغَلَبَتِه.

کالبَرْقاءِ ،ج: بَرْقاواتٌ هذا قولُ الأَصْمَعِیِّ و ابنِ الأَعرابِیِّ .

و الأَبْرَقُ : جَبَلٌ فیه لَوْنان من سَوادٍ و بَیاضٍ .

و قال ابنُ الأَعْرابِیِّ : الأَبْرَقُ :الجَبَل مَخْلُوطاً برَمْلِ ، و هی البُرْقَهُ ،و فی العُباب و الصِّحاح: الأَبْرَقُ :الجَبْلُ (3)الّذِی فیه لَونان،و منه

16- الحَدِیث: «انَّه رأَی رَجُلاً مُحْتَجِزاً بحَبْلٍ (4)أَبْرَقَ و هو مُحْرِمٌ ،فقالَ :وَیْحَکَ أَلْقِه،وَیْحَکَ أَلْقِه،مَرَّتینِ ». أَو کُلُّ شَیْ ءٍ اجْتَمَع فیه سَوادٌ و بَیاضٌ فهُوَ أَبْرَقُ ،یُقالُ :

تَیْسٌ أَبْرَقُ ،و عَنْزٌ بَرْقاءُ و قالَ اللِّحْیانیُّ :من الغَنَمِ أَبْرَقُ ، و بَرْقاءُ للأُنْثَی،و هو من الدَّوابِّ أَبْلَقُ و بَلْقاءُ،و من الکِلابِ أَبْقعُ و بَقْعاءُ.

و الأَبْرَقُ : دَواءٌ فارِسِیٌّ جَیِّدٌ للحِفْظِ نَقَلَهُ الصّاغانِیُّ .

و الأَبْرقُ : طائرٌ کما فی التَّکْمِله.

و أَبْرقَا زِیادٍ :تَثْنِیهُ أَبْرَقَ ،و زیادٌ:اسمُ رَجُلٍ : ع جاءَ فی رَجزِ العَجّاجِ :

عَرَفْتُ بینَ أَبْرَقَیْ زِیادِ

مَغانِیاً کالوَشْیِ فی الأَبْرادِ

و الأَبْرقانِ ،إِذا ثَنَّوْا،فالمُرادُ به غالباً: أَبْرقا حِجْرِ الیَمامهِ ،و هو مَنْزِلٌ بینَ هکَذا فی النُّسخِ ،و الصوابُ بعدَ رُمَیْلَهِ اللِّوَی بطَرِیقِ البَصْرَهِ للقاصِدِ إِلی مَکَّهَ زِیدَتْ شَرَفاً، و منها إِلی فَلْجَهَ .

و الأَبْرَقانِ :ماءٌ لبَنِی جَعْفَرٍ قالَ أَعْرابِیٌّ :

أَلِموا بأَهْل الأَبْرَقَیْنِ فسَلِّمُوا

و ذاکَ لأَهْلِ الأَبْرَقَیْنِ قَلِیلُ

و قالَ آخَرُ (5):

سُقْیاً لأَیْامٍ مَضَیْنَ مِنَ الصِّبا

و عَیْشٍ لنا بالأَبْرَقَیْنِ قَصِیرِ (6)

و الأَبْرَقُ البادِی :من الأَبارِقِ المَعْرُوفَهِ ،قال المَرّارُ بنُ سَعِیدٍ:

قِفا و اسْأَلا مِن مَنْزِلِ الحَیِّ دِمْنَهً

و بالأَبْرَقِ البادِی أَلِمّا عَلَی رَسْمِ

و أَبْرَقُ ذِی الجُموعِ بناحِیهِ الکُلابِ ،قال عُمَرُ بنُ لَجَأَ:

بأَبْرَقِ ذی الجُموعِ غداهَ تَیْمٌ

تَقُودُکَ بالخِشاشَهِ و الجَدِیلِ (7)

ص:21

و أَبْرَقُ الحَنّانِ ماءٌ لبَنی فَزارَهَ ،قالُوا:سُمِّیَ بذلِکَ لأَنَّه یُسْمَعُ فیه الحَنِینُ ،و یُقالُ :إِنَّ الجِنَّ فیه تَحِنُّ إِلی مَنْ قَفَلَ عنها،قالِ کُثِّیرٌ:

لِمَنِ الدِّیارُ بأَبْرَقِ الحَنّانِ

فالبُرْقِ فالهَضَباتِ من أُدْمانِ

و أَبْرَقُ الدَّآثَی بوزن دَعاثَی (1)،قال کُثَیِّرٌ:

إِذا حَلَّ أَهْلِیَ بالأَبْرَقَیْ

نِ أَبْرَقِ ذِی جُدَدٍ أَو دَآثَی

و جَعَله عَمْرُو بنُ أَحْمَرَ الباهِلِیُّ الأَدْأَثِینَ للضَّرُورهِ ، فقال:

بحَیْثُ هَراقَ فی نَعْمَانَ مَیْثٌ

دوافِعُ فی بِراقِ الأَدْأَثِینَا (2)

و أَبْرَقُ ذِی جُدَدٍ بوزن صُرَدٍ،هو بالجیمِ ،و قد مَرَّ شاهدُه فی قولِ کُثَیِّرٍ.

و أَبرَقُ الرَّبَذَهِ مُحَرَّکهً ،کانت به وَقْعَهٌ بینَ أَهْلِ الرِّدَّهِ و أَبی بَکْرٍ الصِّدِّیقِ -رضی اللّه عنه-ذُکِرت فی کِتابِ الفُتُوحِ ،کانَ من مَنازلِ بنی ذُبْیانَ ،فغَلَبَهُمْ علیهِ أَبو بَکْرٍ رضِیَ اللّه عنه لَمَّا ارْتَدُّوا،و جَعَلَه حِمیً لخُیولِ المُسْلِمین، و إِیَّاهُ عَنیَ زِیادُ بنُ حَنْظَلَه بقَوْلِه:

و یَوْمٍ بالأَبارِقِ قد شَهِدْنا

عَلَی ذُبْیانَ یَلْتَهِبُ (3)الْتِهابَا

أَتَیْناهُم بداهِیَهٍ و نارٍ

مع الصِّدِّیقِ إِذ تَرَکَ العِتابَا (4)

و أَبْرَقُ الرَّوْحان قال جَرِیرٌ:

لمَن الدِّیارُ بأَبْرَقِ الرَّوْحانِ

إِذا لا نَبِیعُ زمانَنا بزَمانِ

و أَبْرَقُ ضَحْیانَ کذا فی النُّسَخ،و مثلُه فی العُبابِ ، و الَّذِی فی المُعْجَم:ضَیْحانَ ،بتقدِیم الیاءِ علی الحاء، هکَذا ضَبَطه،و أَنشَد لجَرِیرٍ:

و بأَبْرَقَیْ ضَیْحانَ لاقَوْا خِزْیَهً

تلکَ المَذَلَّهُ و الرِّقابُ الخُضَّعُ

و أَبْرَقُ الأَجْدَلِ ،و أَبْرقُ الأَعْشاشِ و قَدْ ذُکِر فی الشِّینِ بما أَغْنَی عن إِعادَتِه هنا.

و أَبْرَقُ أَلْیَهَ بفَتْحٍ فسُکُون و أَبْرَقُ الثُّوَیْرِ مُصَغَّراً و أَبْرَقُ الحَزْنِ بالفَتْح،قال:

هَلْ تُؤْنِسانِ بأَبْرَقِ الحَزْنِ

و الأَنْعَمَیْنِ بَواکِرَ الظُّعْنِ

و أَبْرَقُ ذات سلاسِل هکذا فی النُّسخِ ،و صوابُه ذاتُ مَأْسَلٍ ،قال الشَّمَرْدَلُ بنُ شَرِیکٍ الیَرْبُوعِیّ :

سَقَیْناه بعدَ الرِّیِّ حتی کأَنّما

یُرَی حِینَ أَمْسَی أَبْرَقَیْ ذاتِ مَأْسَلِ

و أَبْرَقُ مازِن و المازِنُ :بَیْضُ النَّمْلِ ،قالَ الأَرْقَطُ :

إِنّی و نَجْماً یومَ أَبْرَقِ مازِنٍ

عَلَی کَثْرهِ الأَیْدی لمُؤْتَسِیانِ (5)

و أَبْرَقُ العَزّافِ کشَدّادٍ؛لأَنّهم یَسْمَعُونَ فیه عَزِیفَ الجِنِّ ،و هو ماءٌ لبَنی أَسدِ بنِ خُزَیْمَهَ بنِ مُدْرِکَهَ ،له ذِکْرٌ فی أَخْبارِهم،و قد ذُکِر فِی«ع ز ف»قال ابنُ کَیْسانَ :

أَنْشَدَنا المُبَرِّد لرَجُلٍ (6)یهجُو بَنِی سَعِیدِ بنِ قُتَیْبَهَ الباهِلیّ :

و کأَنَّنی لما حَطَطْتُ إِلَیْهمُ

رَحْلِی نَزَلْتُ بأَبْرَقِ العَزّافِ

و أَبْرقُ عَمْرانَ بفتح العَیْنِ کما ضَبَطه یاقوت،و أَنشَد لدَوْسِ بنِ أُمِّ غَسّانَ الیَرْبُوعِیِّ :

تَبَیَّنْتُ من بینِ العِراقِ و واسِطٍ

و أَبْرَقِ عَمْرانَ الحُدُوجَ التَّوالِیَا

و أَبْرَقُ العَیْشُوم قال السَّریُّ بنُ مُعتِّبٍ الکِلابِیُّ :

وَدِدْتُ بأَبْرقِ العَیْشُوم أَنَّی

و إِیّاها،جمِیعاً،فی رِداءِ

ص:22

أُباشِرُهُ ،و قَدْ نَدِیَتْ رُباهُ ،

فأُلْصِقُ صِحَّهً منه بدائِی

و الأَبْرَقُ الفَرْدُ قال:

خَلِیلَیَّ مُرّا بِی علی الأَبْرَقِ الفَرْدِ

عُهُوداً لِلَیْلی حَبَّذا ذاکَ مِن عَهْدِ

و أَبْرقُ الکِبْرِیتِ و کانَتْ فیه وقْعَهٌ ،قال:

علی أَبْرَقِ الکِبْرِیتِ قَیْسُ بنُ عاصِمٍ

أَسرْتُ و أَطرافُ القَنا قِصَدٌ حُمْرُ

و أَبْرَقُ المُدَی جمع مُدْیَهٍ ،قال الفَقْعَسِیُّ :

بذاتِ فَرْقَینِ فأَبْرَقِ المُدَی

و (1) أَبْرقُ النَّعّارِ کشَدّادٍ،و هو ماءٌ لطَیِّیءٍ و غَسّانَ قُرْبَ طَرِیقِ الحاجِّ ،قال:

حیِّ الدِّیارَ فقد تقادمَ عَهْدُها

بینَ الهَبِیرِ و أَبْرَقِ النَّعّارِ

و أَبْرَقُ الوَضّاحِ قالَ الهُذَلِیُّ (2):

لِمن الدِّیارُ بأَبْرَقِ الوَضّاحِ

أَقْوَیْنَ من نُجْل العُیُونِ مِلاحِ

و أَبْرقُ الهَیْجِ قال ظُهَیْرُ بنُ عامِرٍ الأَسَدِیُّ :

عَفا أَبْرقُ الهَیْجِ الَّذِی شَحنَتْ بهِ

نواصِفُ من أَعْلَی عَمایَهَ تَدْفعُ

و هی أَسماءُ مَواضِع فی دِیار العَرَب.

و مما فاته: أَبْرَقُ الخَرْجاءِ،قال (3):

حَیِّ الدِّیارَ عَفاها القَطْرُ و المُورُ

حیثُ ارْتَقی أَبرقُ الخَرْجاءِ فالدُّورُ

و الأَبْرَقُ ،غیرَ مُضافٍ :من مَنازِل عمرِو بنِ رَبِیعهَ . و أَبْراقٌ :جَبَلٌ بنَجْدٍ لبَنِی نَصْرِ بنِ هَوازِنَ (4)،و قال الشَّرِیفُ عُلَیُّ بنُ عِیسَی الحَسَنِیُّ : أَبراقٌ :جَبَلٌ فی شَرْقِیِّ رَحْرَحانَ ،و إِیَّاه عَنَی سَلامهُ بنُ رِزْقٍ الهِلالِیُّ :

فإِنْ تَکُ عَلْیَا یومَ أَبْراقِ عارِضٍ

بَکَتْنا و عَزَّتْها العَذارَی الکَواعِبُ

و الأَبْرَقَهُ :ماءٌ من مِیاهِ نَمْلَهَ هکذا فی النُّسَخ،و صوابُه نَمَلَی (5)،قُرْبَ المَدِینه،نقله الزَّمَخْشَرِیُّ و ضَبَطه.

و الأُبْرُوقُ ،کأُظْفُورٍ و ضبَطَه یاقُوت بفَتْحِ الهَمْزَه: ع، بِبلادِ الرُّوم،یَزورُه المُسْلِمُونَ و النَّصارَی من الآفاقِ ،قال أَبو بَکْرٍ الهَرَوِیُّ :بَلغَنِی أَمرُهُ فقَصَدْتُه،فوَجَدْتُه فی لِحْفِ جَبَلٍ یُدْخَلُ إِلیه من بابِ بُرْجٍ ،و یَمْشِی الدَّاخِلُ تحتَ الأَرضِ إِلی أَنْ یَنْتَهِیَ إِلی موضعٍ واسِعٍ ،و هو جبلٌ مَخْسُوفٌ ،تَبِینُ منه السَّماءُ من فَوْقِه،و فی وسَطِه بُحَیْرهٌ ، و فی دائِرَها بُیوتٌ للفَلاّحِین مِنَ (6)الرُّوم،و زَرْعُهم ظاهِرُ الموضع،و هُناکَ کَنِیسَهٌ لطیفهٌ ،و مَسْجِدٌ،فإِنْ کانَ الزائرُ مُسْلِماً أَتَوْا به إِلی المَسْجِدِ،و إِن کانَ نَصْرانِیًّا أَتوْا به إِلی الکَنِیسهِ ،ثُمَّ یَدْخُلُ إِلی بَهْوٍ فیه جَماعهٌ مَقْتُولون،فیهم آثار طَعَناتِ الأَسِنّهِ ،و ضَرَباتِ السُّیوفِ ،و مِنْهُم من فُقِدَت بعضُ أَعضائِه،و علیهم ثِیابُ القُطْنِ لم تَتَغَیَّرْ،إِلی آخِرِ ما ذکَره من العَجائِب،انْظُرْه فی المعجم.

و أَبارِقُ غیر مُضافٍ : ع،بکِرْمانَ عن مُحَمَّدِ بنِ بَحْرٍ الرُّعَیْنِیّ الکِرْمانِیِّ .

و أَبارِقُ الثَّمَدَیْنِ مُثَنَّی الثَّمَدِ،و هو الماءُ القَلِیلُ ،و قد ذُکِر الثَّمَدُ فی مَوْضِعِه،قال القَتّالُ الکِلابِیُّ :

سَرَی بدِیارِ تَغْلِبَ بینَ حَوْضَی

و بینَ أَبارِقِ الثَّمَدَیْنِ سارِ

سِماکِیٌّ تَلَأْلَأَ فِی ذُراهُ

هَزِیمُ الرَّعْدِ رَیّانُ القَرارِ

و أَبارِقُ طِلْخامٍ بکسرِ الطّاءِ،و الخاءُ معجمهٌ ،و یُرْوَی بالمُهْملهِ أَیضاً،و سَیُذْکَرُ فی موضِعه،قال ابنُ مقبِلٍ :

ص:23

بَیْضُ الأَنُوقِ برَعْنٍ دُونَ مَسْکَنِها

و بالأَبارِقِ من طِلْخامَ مَرْکُومُ

و أَبارِقُ النَّسْرِ قالَ العِتْرِیفُ (1):

و أَهْوَی دِماثَ النَّسْرِ أَنْ حَلَّ بَیْتُها (2)

بحیثُ الْتَقَتْ سُلاّنُه و أَبارِقُه

و أبارِقُ اللِّکاکِ ککِتابٍ ،قال:

إذا جاوَزَتْ بطْنَ اللِّکاکِ تجاوَبَتْ

به ودَعاها رَوْضُه و أبارِقُه

و هَضْبُ الأَبارِقِ فی قولِ عَمْرِو بنِ مَعْدِی کَرِبَ :

أَ أَغْزُو رجالَ بنی مازِنٍ

بهَضْبِ الأَبارِقِ ،أَمْ أَقْعُدُ؟

مواضِعُ و قد فاتَه: أَبارِقُ بُسْیانَ ،کعُثْمانَ ،قالَ جَبّارُ (3)بنُ مالِکٍ الفَزارِیّ :

ویلُ امِّ قومٍ صَبَحْناهم مُسَوَّمَهً

بین الأَبارِق من بُسْیانَ فالأَکَمِ ؟

الأَقْرَبِینَ فلم تَنْفَعْ قرابَتُهم

و المُوجَعِینَ فلم یَشْکُوا من الأَلَمِ

و أَبارِقُ حَقِیلٍ ،کأَمِیرٍ،قال عُمَرُ بنُ لَجَأَ:

أَلَمْ تَرْبَعْ (4)علی الطَّلَلِ المُحِیلِ

بغَرْبِیِّ الأَبارِقِ مِنْ حَقِیلِ

و أَبارِقُ قَنا،بالفَتْحِ مَقْصوراً،قالَ الأَشْجَعِیُّ :

أَحِنُّ إِلی تِلْک الأَبَارِقِ مِنْ قَنا

کأَنَّ امْرَأً لم یَجْلُ عن دارِه قَبْلِی

و البَرَقُ ،مُحرَّکَهً :الحَمَلُ (5)،معرَّبُ بَرَهْ بالفارِسِیَّهِ ،و منه

16- الحَدِیثَ (6): «تَسُوقُهم النّارُ سَوْقَ البَرَقِ الکَسِیر». أَی:المَکْسُورِ القَوائِم،یَعْنِی تَسُوقُهم النّارُ سَوْقاً رَفِیقاً،کما یُساقُ الحَمَلُ (7)الظالِعُ ج: أَبْراقٌ ،و بِرْقانٌ ،بالکسرِ و الضَّمِّ الأَوّلُ کسَبَبٍ و أَسْبابٍ ،و علی الأَخِیر اقتصرَ الجَوْهَرِیُّ .

و قالَ الفَرَّاءُ: البَرَقُ : الفَزَعُ زادَ غَیْرُه: و الدَّهَشُ و الحَیْرَهُ و قد بَرِقَ الرجُلُ بَرَقاً ،و تَقدَّم شاهِدُه،و منه أَیضاً

17- حدیثُ عَمْرِو بنِ العاصِ : «إِنَّ البَحْرَ خَلْقٌ عَظِیم،یَرْکَبُه خَلْقٌ ضَعِیفٌ ،دُودٌ علی عُودٍ،بینَ غَرَقٍ و بَرَقٍ ».

و بَرّاقٌ ، کشَدّادٍ :ظَرِبٌ ،أَو جَبَلٌ بینَ سَمِیراءَ و حاجِرٍ عنده المَشْرَفه.

و عَمْرُو بنُ بَرّاقٍ :من العَدّائِینَ و إِیّاهُ عَنَی تأَبَّطَ شَرًّا بقولهِ :

لیلَهَ صاحُوا و أَغْرَوْا بی کِلابَهُمُ

بالعَیْکَتَیْنِ لَدَی مَعْدَی ابنِ بَرّاقِ (8)

أَی:لَدَی مَوْضِعِ عَدْوِه،و یُقالُ :لَدَی عَدْوِه نَفْسِه، فیکونُ مَوْضِعاً،و یکونُ مَصْدَراً.

و البَرّاقَهُ :المرأَهُ لها بَهْجَهٌ و بَرِیقٌ أَی:لَمَعانٌ ،و قِیلَ :

هی التی تُظْهِر حُسْنَها عَلَی عَمْدٍ،و قالَ ذُو الرُّمَّهِ :

بَرّاقَهُ الجِیدِ و اللَّبّاتِ واضِحَهٌ

کأَنَّها ظَبْیَهٌ أَفْضَی بها لَبَبُ

و أَبُو عَبْدِ اللّه جَعْفَرُ بنُ بُرْقان الجَزَرِیُّ بالکسرِ و الضَّمِّ الأَخیرُ هو المَشْهُور: مُحَدِّثٌ کِلابِیٌّ من شُیُوخِ سُفْیانَ الثَّوْرِیِّ ،و وَکِیعِ بنِ الجَرّاحِ ،و قد حَدَّثَ عن زِیادِ بنِ الجَرّاحِ الجَزَرِیِّ .

14- و البُراقُ کغُرابٍ :اسم دابَّه رَکِبَها رَسُولُ اللّه صلّی اللّه علیه و سلّم لیلَهَ المِعْراجِ ،و کانَتْ دُونَ البَغْلِ و فَوْقَ الحِمارِ سُمِّیَ بذلِکَ لنُصُوع لَوْنِه،و شِدَّهِ بَرِیقِه ،و قِیلَ :لسُرْعَهِ حَرَکَتِها،شَبَّهه فیهِما بالبَرْقِ .

و بُراق :ه بحَلَبَ بینَهُما نحو فَرْسَخٍ ،و بها مَعْبَدٌ یقصِدُه المَرْضَی و الزَّمْنَی فیَبِیتُونَ فیه،فیَرَی المَریضُ مَنْ یَقُولُ له:

ص:24

شِفاؤُک فی کَذَا و کَذَا،و یَرَی شَخْصاً یَمْسَحُ بیَدِه علی رَأْسِه أَو جَسَدِه فیَبْرَأُ،و هذا مُسْتَفاضٌ فی أَهْلِ حَلَبَ ،و لعَلَّ الأَخْطَلَ إِیّاه عَنَی بقولِه:

و ماءٍ تُصْبِحُ القَلَصاتُ منه

کخَمْرِ بُراقَ قد فَرَطَ الأُجُونا (1)

و البُرْقَهُ ،بالضّمِّ :غِلَظٌ فیه حِجارَهٌ و رَمْلٌ و طِینٌ مختَلِطٌ بعضُها ببعض کالأَبْرَقِ و حِجارَتُها الغالبُ علیها البیاض، و فیها حجارهٌ حُمرٌ و سُودٌ،و التُّرابُ أَبیضُ و أَعْفَرُ،یکونُ إِلی جَنْبِها الرَّوْضُ أَحیاناً،و الجمعُ بُرَقٌ .

و بُرَقُ دِیارِ العَربِ تُنِیفُ علی مائهٍ و قد سُقْتُ فی شَرْحِها ما أَمْکَنَنِی الآن منها: بُرْقَهُ الأَثْمادِ قال رُدَیْحُ بن الحارِثِ التَّمِیمِیُّ :

لِمَن الدِّیارُ ببُرْقَهِ الأَثْمادِ

فالجَلْهَتَیْنِ إِلی قِلاتِ الوادِی ؟

و بُرْقَهُ الأَجاوِلِ جمعُ الأَجْوالِ ،و الأَجْوالُ :جَمْعُ جَوْلٍ ،لجِدارِ البِئْرِ،قال کُثَیِّرٌ:

عَفا مَیْثُ کُلْفَی بعَدَنا فالأَجاوِل

فأَثْمادُ حَسْنَی فالبِراقُ القَوابِلُ

و قال نُصَیْبٌ :

عَفا الحُبُجُ الأَعْلَی فبُرْقُ الأَجاوِلِ (2)

و بُرْقَهُ الأَجْدادِ جمع جَدٍّ،أَو جَدَدٍ،قال:

لمَنِ الدِّیارُ ببُرْقَهِ الأَجْدادِ

عَفَّتْ سَوارٍ رَسْمَها و غَوادِی

و بُرْقَهُ الأَجْوَلِ أَفْعَلُ ،من الجَوَلانِ ،قال المُتَنَخِّلُ الهُذَلیُّ :

فالْتَطَّ بالبُرْقَهِ شُؤْبُوبُه

و الرَّعْدُ حَتّی بُرْقَهِ الأَجْوَلِ (3)

و بُرْقَهُ أَحجارٍ قال:

ذَکَرْتُکِ و العِیسُ العِتاقُ کأَنّها

ببُرْقَهِ أَحْجارٍ قِیاسٌ من القُضْبِ

و بُرْقَهُ أَحْدَب قالَ زَبّانُ بنُ سَیّارٍ:

تَنَحَّ إِلَیْکُم یا ابْنَ کُرْزٍ فإِنَّه

و إِن دِنْتَنا راعُونَ بُرْقَهَ أَحْدَبَا

و بُرْقَهُ أَحْواذٍ جمع حاذَهٍ :شَجَرٌ یَأْلفُه بقرُ الوَحْشِ ،قال ابنُ مُقْبِلٍ (4):

طَرِبْتَ إِلی الحَیِّ الّذِینَ تَحَمَّلُوا

ببُرْقَهِ أَحْواذٍ و أَنْتَ طَرُوبُ

و بُرْقَهُ أَخْرَم (5)قالَ ابنُ هَرْمَه:

بلِوَی کُفافهَ أَو ببُرْقَهِ أَخْرَمٍ

خِیَمٌ علی آلائِهِنَّ وَشِیعُ

و یُرْوَی«بلِوَی سُوَیْقَهَ »و هکذا أَنْشَدَه ابنُ بَرِّیّ .

و بُرْقَهُ أَرْمامٍ قال النَّمِرُ بنُ تَوْلَبٍ رَضِیَ اللّهُ عنه:

فبُرْقَهُ أَرْمامٍ فجَنْبا مُتالِعٍ

فوادِی المِیاهِ ،فالبَدِیُّ فأَنْجَلُ

و بُرْقَهُ أَرْوَی من بلادِ تَمِیم،و هو جَبَلٌ ،قال حامِیَهُ بنُ نَصْرٍ الفُقَیْمِیُّ :

ببُرْقَهِ أَرْوَی و المَطِیُّ کأَنَّها

قِداحٌ نَحاهَا بالیَدَیْنِ مُفِیضُها (6)

و بُرْقه أَعیار (7)قالَ عُمَرُ بنُ أَبی رَبِیعَهَ المَخْزُومِیُّ :

ص:25

أَ لَمْ تَسْأَلِ الأَطْلالَ و المَنْزِلَ الخلَقْ

ببُرْقَهِ أَعْیارٍ فَیُخْبِرَ إِنْ نَطَقْ (1)؟

و بُرْقَهُ أَفْعَی قال زَیْدُ الخَیْلِ الطّائِیُّ -رضی اللَّهُ عنه-:

فبُرْقَه أَفْعَی قد تَقادَمَ عَهْدُها

فما إِنْ بِها إِلا النِّعاجُ المَطافِلُ

و بُرْقَهُ الأَمالِح قال کُثَیِّرٌ یذکُر رسمَ الدّارِ:

وَقَفْتُ بهِ مُسْتَعْجِماً لبَیانِها

سِفاهاً کحَبْسِی یومَ بُرْقِ الأَمالِحِ

و بُرْقَهُ الأَمْهارِ قال ابنُ مُقْبِلٍ :

و لاحَ ببُرْقَهِ الأَمْهارِ مِنْها

لعَیْنِک ساطِعٌ من ضَوْءِ نارِ (2)

و بُرْقَهُ أَنْقَذ بالذّالِ و الدّالِ ،و من الأَخِیرِ قولُ الأَعْشَی:

إِنّ الغَوانِی لا یُواصِلْنَ امْرَأً

فقَدَ الشَّبابَ و قد تُواصِلُ أَمْرَدَا (3)

یا لیتَ شِعْرِی هَلْ أَعُودَنْ ثانیاً

مِثْلِی زُمَیْنَ هُنا ببُرْقَهِ أَنْقَدَا (4)

و یُرْوَی:

...«زُمَیْنَ أَحُلُّ بُرْقَهَ أَنْقَدَا»

و زُمَیْنَ هنا أَی:یومَ الْتَقَیا،و قِیلَ :هُنا بمَعْنَی أَنا،و زَعَم أَبو عُبَیْدَهَ أَنّه أَرادَ بُرْقَهَ القُنْفُذِ الذی یَدْرُجُ ،فکَنَی عنه للقافِیَهِ ؛إِذْ کان مَعْناهُما واحِداً،و القُنْفُذُ لا یَنامُ اللّیلَ ،بل یَرْعَی.

و بُرْقَهُ الأَوْجَر قال:

بالشِّعْبِ من نَعْمانَ مَبْدًی لنا

و البُرْقِ من خُضْرَهِ ذِی الأَوْجَرِ

و بَرْقَهُ ذی الأَوْداتِ جمع أَوْدَه،و هی الثِّقَلُ ،قال جَرِیرٌ:

عَرَفْتُ ببُرْقَهِ الأَوْداتِ رَسْماً

مُحِیلاً طالَ عَهْدُکَ من رُسُومِ 5

هکذا أَنْشَدَه ابنُ فارِسٍ فی کِتاب الدّاراتِ و البُرَقِ ،و فی شِعْرِ جَرِیرٍ ببُرْقَهِ الوَدّاءِ،و سیأْتِی ذکرُها قَرِیباً.

و بُرْقَه إِیرٍ،بالکسرِ و إِیرُ:جَبَلٌ بأَرْضِ غَطَفانَ ،قال:

عَفَتْ أَطْلالُ مَیَّهَ من حَفِیرِ

بهَضْبِ الوادِیَیْنِ فبُرْقِ إِیرِ

و بُرْقَهُ بارِقٍ و بارِقٌ :جَبَلٌ للأَزْدِ بالیَمَنِ ،و قد أَهمله المُصَنِّفُ ،قال:

و لَقَبْلُه أَودَی أَبُوه و جَدُّه

و قَتِیلُ بُرْقَهِ بارِقٍ لی أَوْجَعُ

و بُرْقَهُ ثادِق و ثادِقٌ فی دیارِ أَسَدٍ،یأْتِی ذکرُه،قال الحُطَیْئَهُ :

و کأَنَّ نَقْعَهُما ببُرْقَهِ ثادِقٍ

و لِوَی الکَثِیبِ سُرادِقٌ مَنْشُورُ 6

و بُرْقَهُ ثَمْثَمٍ کجَعْفَرٍ،قال:

تَبَیَّنْ خَلِیلِی هَلْ تَرَی من ظَعائِنٍ

غَرائِرَ أَبْکارٍ ببُرْقَهِ ثَمْثَمِ

و بُرْقَهُ الثَّوْرِ قالَ أَبو زِیادٍ:هو جانِبُ الصَّمّانِ ،و أَنشَدَ لِذی الرُّمَّهِ :

بصُلْبِ المِعَی أَو بُرْقَهِ الثَّوْرِ لم یَدَعْ

لَها جِدَّهً حَوْلُ 7الصَّبا و الجَنائِبِ

و قال الأَصْمَعِیُّ :أَسْفَل الرَّنْداتِ 8أَبارِقُ إِلی سَنَدِها رَمْلٌ یُسَمَّی الثَّوْرُ 9،ذَکَرها عُقْبَهُ بن مُضَرِّبٍ من بنی سُلَیْم فقال:

ص:26

مَتَی تُشْرِفِ الثَّوْرَ الأَغَرَّ فإِنّما

لک الیَوْمَ من إِشْرافِه أَنْ تَذَکَّرَا

قالَ :إِنَّما جَعَل الثَّوْرَ أَغَرَّ لبیاضٍ کانَ فِی أَعْلاه.

و بُرْقَهُ ثَهْمَدٍ لبَنِی دارِمٍ ،قال طَرَفَهُ بنُ العَبْدِ:

لخَوْلَهَ أَطْلالٌ ببُرْقَهِ ثهْمدِ

تَلُوحُ کباقِی الوَشْمِ فی ظاهِرِ الیَدِ (1)

و بُرْقَهُ الجَبَا قال کُثَیِّرٌ:

أَلا لَیْتَ شِعْرِی هَلْ تَغَیَّرَ بعدَنا

أَراکٌ فصِرْمَا قادِمٍ فَتُناضِبُ (2)

فبُرْقُ الجَبا،أَمْ (3)لا،فهُنَّ کعَهْدِنا

تَنَزَّی علی آرامِهِنَّ الثَّعالِبُ

و بُرْقَهُ حارِبٍ قال التَّنُوخِیُّ :

لعَمْرِی لنِعْمَ المَرْءُ (4)من آلِ ضَجْعَمٍ

ثَوَی بینَ أَحْجارٍ ببُرْقَهِ حارِبِ

و بُرْقَهُ الحُرْضِ بالضَّمِّ ،قال النُّمَیْرِیُّ :

ظَعَنُوا (5)و کانُوا جِیرَهً خُلُطاً

سَوْمَ الرَّبِیعِ ببُرْقَهِ الحُرْضِ

و بُرْقَهُ حَسْلَهَ بالفَتْح،قالَ القَتّالُ :

عَفا من آلِ خَرْقاءَ السِّتارُ

فبُرْقَهُ حَسْلَهٍ منها قِفارُ

لعَمْرُکَ إِنَّنِی لأُحِبُّ أَرْضاً

بها خَرْقاءُ لو کانت تُزارُ

و بُرْقَهُ حِسْمَی بالکسرِ أَو حُسْنَی بالضمِّ و النُّونِ ،و هو مَجْرًی بینَ العُذَیْبِ و الجارِ بجَنْبِ البَحْرِ،و بِهما رُوِی قولُ کُثَیِّرٍ:

عَفَتْ غَیْقَهٌ من أَهْلِها فحَرِیمُها

فبُرْقَهُ حِسْمَی قاعُها فصَرِیمُها

و قالَ ابنُ الأَعْرابِیِّ :إِذا سَمِعْتَ فی شِعْر کُثَیِّرٍ«غَیْقَهَ » فمَعَها«حُسْنَی»بالنُّون،و إِن لم تَکُنْ غَیْقَهُ فهی حِسْمَی.

و بُرْقَهُ الحَصّاءِ فی دِیارِ بنی أَبِی بَکْرٍ،قال (6):

فیا حَبَّذا الحَصّاءُ فالبُرْقُ فالعُلا

و رِیحٌ أَتانا من هُناکَ نَسِیمُها

و بُرْقَهُ حِلِّیتٍ کسِکِّیتٍ ،قال ابنُ مالِکٍ الوالِبِیُّ :

تَرَکْتُ ابنَ نُعمانٍ کأَنَّ فِناءَه

ببُرْقَهِ حِلِّیتٍ مَباءَهُ مُجْرِبِ (7)

و قال عامِرُ بنُ الطُّفَیْلِ -و سابَقَ علی فَرَسٍ یُقالُ له:

کُلَیْبٌ ،فسُبِقَ -:

أَظُنُّ کُلَیْباً خانَنِی أَو ظَلَمْتُه

ببُرْقَهِ حِلِّیتٍ و ما کانَ خائِنَا

و بُرْقَهُ الحِمَی و یُقال له أَیْضاً: بُرْقَهُ الصَّفا،و سیأْتِی قریباً،قال بُدَیْلُ بنُ قُطَیطٍ :

و مَشْتًی بذِی الغَرَّاءِ أَو بُرْقَهِ الحِمَی

علی هَمَلٍ أَخْطارُه قد تَرَجَّعَا (8)

و قال آخر:

أَضاءَتْ له نارِی بأَبْرِقَهِ الحِمَی (9)

و عَرْضُ الصُّلَیْبِ دُونَه فالأَماثِلُ

و بُرْقَهُ حَوْزَهَ (10)قال الأَحْوَصُ :

فذُو المَرْخِ أَقْوَی فالبِراقُ کأَنَّها

بحَوْزَهَ لم یَحْلُلْ بهِنَّ عَرِیبُ

و بُرْقَهُ خاخٍ قالَ الأَحْوَصُ ،قاله ابنُ فارِسٍ ،و قالَ غیرُه:هو للسَّرِیِّ بنِ عبدِ الرَّحْمَنِ بنِ عُتْبَهَ بنِ عُوَیْمِرِ بنِ ساعِدَهَ الأَنصارِیِّ :

ص:27

و لها مَرْبَعٌ ببُرْقَهِ خاخٍ

و مَصِیفٌ بالقَصْرِ قَصْرِ قُباءِ

و بُرْقهُ الخالِ قالَ القَتّالُ الکِلابِیُّ :

أَنَّی اهْتَدَیْتِ ابْنَهَ البَکْرِیِّ من أَمَمٍ

مِنْ أَهْلِ عَدْوَهَ أَوْ مِنْ بُرْقَهِ الخالِ

و بُرْقَهُ الجُنَیْنَهِ (1)هکَذا ضَبَطه الصاغانِیُّ :أَنها الجُنَیْنَهُ بالجیمِ ،تصغیرُ الجَنَّه،و أَنْشَدَ لجَبَلَهَ بنِ الحارِثِ -و قد جَعَلَها بُرَقاً -:

کأَنَّه فَرِدٌ أَقْوَتْ مَراتِعُه

بُرْقُ الجُنَیْنَهِ فالأَخْراتُ فالدُّورُ

و بُرْقَهُ الخَرْجاءِ قال کُثَیِّرٌ:

فأَصْبَح یَرْتادُ الجَمِیمَ برابِغٍ (2)

إِلی بُرْقَهِ الخَرْجاءِ من ضَحْوَهِ الغَدِ

و بُرْقَهُ خِنْزِیرٍ قال الأَعْشَی:

فالسَّفْحُ یَجْرِی فخِنْزِیرٌ فبُرْقَتُه

حَتّی تَدافَعَ منه الرَّبْوُ فالجُبَلُ (3)

و بُرْقَهُ خَوٍّ فی دِیارِ أَبی بَکْرِ بنِ کِلابٍ ،و أَنشَدَ أَبو زِیادٍ:

فما أَنْسَ فِی الأَیّامِ لا أَنْسَ نِسْوَهً

ببُرْقَهِ خَوٍّ و العُصورَ الخَوالِیَا

و بُرْقَهُ خَیْنَفٍ کحَیْدَرٍ،قال الأَخْطَلُ :

حتّی لَحِقْنَ و قد زالَ النّهارُ و قد

مالَتْ لهُنَّ بأَعْلَی خَیْنَفِ البُرَقُ

و برْقَهُ الدَّءَّاثِ قال أَبو مُحَمَّدٍ الفَقْعَسِیُّ :

أَصْدَرَها من بُرْقَهِ الدَّآثِ

قُنْفُذُ لَیْلٍ خَرِش التَّبْعاثِ (4)

و بُرْقَهُ دَمْخٍ و دَمْخٌ :جَبَلٌ ،و قد ذُکِرَ فی موضِعِه،قال سَعْدُ بنُ البَرَاءِ الخَثْعَمِیُّ :

و فَرَّتْ ،فلمّا انْتَهَی فَرُّها

ببُرْقَهِ دَمْخٍ فأَوْطانِها

و بُرْقَهُ رامَتَیْنِ قال جَرِیرٌ:

لا یَبْعَدَنْ أَنَسٌ غَیَّرَ بَعْدَهُم (5)

طَلَلٌ ببُرْقَهِ رامَتَیْنِ مُحِیلُ

و بُرْقَهُ رَحْرَحانَ :جَبَلٌ ،قال مالِکُ بنُ نُوَیْرهَ :

أَرانِی اللَّهُ ذَا النعَمَ المُبَدَّی (6)

ببُرْقَهِ رَحْرحانَ و قد أَرانِی

حَوَیْتُ جَمیعَه بالسَّیْفِ صَلْتاً

فلَمْ تَرْعَدْ یَدایَ و لا جَنانِی

و بُرْقَهُ رَعْمٍ بالفَتْح،و هو الشَّحْم،قال یَزِیدُ بنُ أَبانَ الحارثیُّ :

ظَعَنَ الحَیُّ یومَ بُرْقَهِ رَعْمٍ

بغَزالٍ مُزَیَّنٍ مَرْبُوبِ

و قال مُرَقِّشٌ :

جَعَلْنَ قُدَیْساً و أَعْنادَه

یَمیناً و بُرْقَهَ رَعْمٍ شِمالاَ

و بُرْقَهُ الرِّکاءِ قال الرَّاعی:

بمَیْثاءَ سالَتْ من عَسِیبٍ فخالَطَتْ

ببَطْنِ الرِّکاءِ بُرْقَهً و أَجارِعا (7)

و بُرْقَهُ رُواوَهَ بالضَّمِّ :من جبالِ مُزَیْنَهَ (8)،و جَعَلَه کُثَیِّرٌ بُرَقاً ،فقالَ :

ص:28

و غَیَّرَ آیاتٍ ببُرْقِ رُواوَهٍ

تَنائِی اللَّیالِی و المَدَی المُتَطاوِلُ

و یُرْوی:«بنَعْفِ رُواوَهٍ ».

و بُرْقَهُ الرَّوْحانِ :رَوْضَهٌ تُنْبِتُ الرِّمْثَ بالیَمامه،عن الحَفْصیِّ ،قال عَبیدُ بنُ الأَبْرَصِ :

لِمَن الدِّیارُ ببُرْقَهِ الرَّوْحانِ

دَرَسَتْ لطُولِ تَقادُمِ الأَزْمانِ

فوَقَفْتُ فیها ناقَتِی لسُؤالِها

و صَرَفْتُ و العَیْنانِ تَبْتَدِرانِ

هکذا هو فی العُبابِ و المُعْجَم،و قرأَتُ فی کِتابِ الأَغانِی لأَبِی الفَرَج ما نَصُّه:.

لِمَنِ الدِّیارُ ببُرْقَهِ الرَّوْحانِ

إِذْ لا نَبِیعُ زمانَنا بزَمانِ

صَدَع الغَوانِی إِذْ رَمَیْنَ فُؤادَه

صَدْعَ الزُّجاجَهِ ما بذاکَ یَدانِ

و الأَبیاتُ لإِبراهیم (1)،و ساقَ قِصَّهً تدُلُّ علی ذلِکَ ، فَتأَمَّلْ ،و قال أَوْفَی المازِنِیُّ :

إِنَّ الَّذِی یَحْمِی دِیارَ (2)أَبِیکُمُ

أَمْسَی یَمِیدُ ببُرْقَهِ الرَّوْحانِ

و بُرْقَهُ سُعْدٍ (3)قال:

أَبَتْ دِمَنٌ بکُراعِ الغَمِیم

فبُرْقَهِ سُعْدٍ فذاتُ العُشَرْ

و بُرْقَهُ سِعْرٍ قالَ مالِکُ بنُ الصِّمَّه فجعلها بُرَقاً :

أَ تُوعِدُنِی و دُونَکَ بُرْقُ سِعْرٍ

و دُونِی بَطْنُ شَمْطَهَ و الغَیامُ

و بُرْقَهُ سُلْمانَیْنِ بالضمِّ ،قال جَرِیرٌ:

قِفا نَعْرِفِ الرَّبْعَیْنِ بینَ مُلَیْحَهٍ

و بُرْقَهِ سُلْمانَیْنِ ذاتِ الأَجارِعِ

سَقَی الغیْثُ سُلْمانَیْنِ و البُرَقَ العُلاَ

إِلی کُلِّ وادٍ من مُلَیْحَهَ دافِعِ

و بُرْقَهُ سُمْنانَ و قد جاءَ ذِکْرُها فی قولِ أَرْبَدَ بنِ ضابِیءِ بن رَجاء الکِلابِیِّ (4).

و بُرْقَهُ شَمّاءَ. هَضْبَهٌ ،قال الحارِثُ بنُ حِلِّزَهَ :

بَعْدَ عَهْدٍ لها ببُرْقَهِ شَمّا

ءَ فأَدْنَی دِیارِها الخَلْصاءُ

و بُرْقَهُ الشَّواجِن و الشَّواجِنُ :وادٍ فی دِیارِ ضَبَّهَ ،ذَکَرها ذُو الرُّمَّهِ فی شِعْرِه.

و بُرْقَه صادِرٍ :من مَنازِلِ بنی عُذْرَهَ ،قال النابِغَهُ الذُّبْیانِیُّ یمدَحُهم:

و قد قُلْتُ للنُّعْمانِ حینَ رأَیْتُه

تَجَنَّبْ بَنِی حُنٍّ (5)ببُرْقَهِ صادِرِ

و بُرْقَهُ الصَّراهِ قال الحَجّاج العُذْرِیُّ ،و جَعلها بُرَقاً :

أُحِبُّکِ ما طابَ الشَّرابُ لشارِبٍ

و ما دامَ فی بُرْقِ الصَّراهِ وُعُورُ

و بُرْقَهُ الصَّفا قال بُدَیْلُ بنُ قُطَیْطٍ :

و مَشْتیً بذِی الغَرّاءِ أَو بُرْقَهِ الصَّفا

علی هَمَلٍ أَخْطارُه (6)قد تَرَجَّعَا

و قد ذُکِرَ هذا البیتُ أَیضاً فی« بُرْقَهِ الحِمَی»و هما واحِدٌ.

و بُرْقَهُ ضاحِکٍ بالیَمامه لبَنِی عَدِیٍّ ،قال أَبو جُوَیْرِیَهَ :

و لقد تَرَکْتِ غداهَ بُرْقَهِ ضاحِکٍ

فی الصَّدْرِ صَدْعَ زُجاجَهٍ لا تُشْعَبُ

و قال الأَفْوَهُ الأَوْدِیُّ :

فسائِلْ حاجِراً عنّا و عَنْهُم

ببُرْقَهِ ضاحِکٍ یومَ الجَنابِ

و بُرقه ضارِجٍ قال:

ص:29

أَ تَنْسَوْنَ أَیّاماً ببُرْقَهِ ضارِجٍ

سَقَیْناکُمو فیها حُراقاً من الشِّرْبِ

و بُرْقَهُ طِحالٍ و قد جَعَلها الشاعِرُ بُرَقاً ،فقال:

و کانَتْ بها حِیناً کَعابٌ خَریدَهٌ

لبُرْقِ طِحالٍ أَو لبَدْرٍ مَصِیرُها

و طِحال:أَکَمَهٌ بحِمَی ضَرِیَّهَ ،و به بئْرٌ یقالُ له بَدْر.

و بُرْقَهُ عاذِبٍ قال الخَطِیمُ العُکْلیُّ -من اللُّصُوص-:

أَ مِنْ عَهْدِ ذِی عَهْدٍ بحَوْمانَهِ اللَّویَ

و مِنْ طَلَلٍ عافٍ ببُرْقَهِ عاذِبِ

و مَصْرَعِ خَیْمٍ فی مُقامٍ و مُنْتَأَی

و رِمْدٍ کسَحْقِ المَرْزُبانیِّ (1)کائبِ

و بُرْقَهُ عاقِلٍ قال جَرِیرٌ:

إِنَّ الظَّعائِنَ یومَ بُرْقَهِ عاقِلٍ

قَدْ هِجْنَ ذَا خَبَلٍ فزِدْنَ خَبالاَ

و بُرْقَهُ عالِجٍ قال المُسَیَّبُ بنُ عَلَسٍ -و جَعَلَها بُرَقاً -:

بکَثِیبِ حَرْبَهَ أَو بحَوْمَلَ أَو

مِنْ دُونِه من عالِجٍ بُرَقُ

و بُرْقَهُ عَسْعَسٍ قال جَمِیلٌ :

جَعَلُوا أَقارِحَ کُلَّها بیَمِینِهم

و هِضابَ بُرْقَهِ عَسْعَسٍ بشِمالی

و بُرْقَهُ (2) العُنابِ ،کغُرابٍ و العُنابُ :جَبَلٌ بطَرِیقِ مَکَّهَ ، قال کُثَیِّرٌ-و جَعَلَها بُرَقاً -:

لیالِیَ منها الوادِیانَ مَظِنَّهٌ

فبُرْقُ العُنابِ دارُها فالأَمالِحُ

و بُرْقَهُ عَوْهَقٍ و عَوْهَقٌ :وادٍ،قال ابنُ هَرْمَهَ :

قِفا ساعهً و اسْتَنْطِقا الرَّسْمَ ینْطِقِ

بسُوقَهِ أَهْوَی أَو ببُرْقَهِ عَوْهَقِ

و بُرْقَهُ العِیَراتِ بکسرٍ ففَتْحٍ ،قال امرُؤُ القَیْسِ :

غَشِیتُ دِیارَ الحَیِّ بالبَکَراتِ

فعارِمَهٍ فبُرْقَهِ العِیَراتِ

و بُرْقَهُ عَیْهَلٍ کحَیْدَرٍ،قالَ بشْرٌ:

فإِنَّ الجِزْعَ بینَ عُرَیْتِناتٍ

و بُرْقَهِ عَیْهَلٍ مِنْکُم حَرامُ

و یُرْوَی:عَیْهَم و بُرْقَهُ عَیْهَمٍ بالمیمِ ،قال جَوّاسُ بنُ نُعَیْمٍ :

فما رَدَّکُمْ بُقْیَا (3)ببُرْقَهِ عَیْهَمٍ

علینَا و لکن لم نَجِدْ مُتَقَدَّمَا

و قالَ الحُطَیْئَهُ -و قد جَعَلَها بُرَقاً -:

یَنْجُو بها من بُرْقِ عَیْهَمَ طَامِیاً (4)

زُرْقَ الجِمَامِ رِشاؤُهُنَّ قَصِیرُ

و سیُذْکَرُ فی مَوْضِعِه.

و بُرْقَهُ ذِی غانٍ قال أَبو دُوادٍ الإِیادِیُّ :

نَحْنُ حَذَّرْنا (5)ببُرْقَهِ ذی غا

نٍ عَلَی شَحْطِ المَزارِ الأَعدا

و یُرْوَی:«برَحْبَهِ ذِی غانٍ ».

و بُرْقَهُ الغَضَی قال حُمَیْدٌ الأَرْقَطُ :

و مِنْ أَثافِی المَوْقِدِ المُزَعْزَعِ

رَواکِدٌ کالحِدَآتِ الوُقَّعِ

ببُرْقَهٍ بینَ الغَضَی و لَعْلَعِ (6)

و بُرْقَهُ غَضْوَرٍ کجَعْفَرٍ،ببلادِ فَزارَهَ ،قال نَجَبَهُ بنُ رَبِیعَهَ الفَزارِیُّ :

ص:30

و باتُوا علی مِثْلِ الَّذِی حَکَمُوا لَنا

غداهَ تَلاقَیْنا ببُرْقهِ غضْوَرَا

و بُرْقَهُ قادِمٍ قال العَلاءُ بنُ قُرْظَهَ خالُ الفَرَزْدَقِ :

و نحن سَقَیْنا یومَ بُرْقَهِ قادِمٍ

مصارَ نُفَیْلٍ بالذُّعاقِ المُسَمَّمِ

و بُرْقَهُ ذی قارٍ و ذُو قارٍ:ماءٌ لبَکْرِ بنِ وائِلٍ قُرْبَ الکُوفَه،قال:

لقَدْ خَبَّرَتْ عَیْنَاکَ یوماً بحُبِّها

ببُرْقَهِ ذی قارٍ و قد کَتَمَ الصَّدْرُ

و بُرْقَهُ القُلاخِ بالضَّمِّ ،قال أَبو وَجْزَهَ -و جَعَلَها بُرَقاَ -:

أَجزاعُ لِیْنَهَ فالقُلاخُ فبُرْقُها

فشُواحِطُ فرِیاضُه فالمَقْسَمُ

و بُرْقَهُ الکَبَوانِ مُحَرَّکَهً ،قالَ لَبِیدٌ رضِیَ اللّهُ عنه:

طالَتْ إِقامَتُهُ و غَیَّرَ عَهْدَه

رِهَمُ الرَّبِیعِ ببُرْقَهِ الکَبَوانِ (1)

و بُرْقَهُ لَعْلَعٍ و شاهِدُه فی قولِ حُمَیْدٍ الأَرْقَطِ ،و قد تَقَدَّمَ فی« بُرْقَهِ الغَضَی».

و بُرْقَهُ لَفْلَفٍ (2):بینَ الحِجازِ و الشّامِ ،قال حُجْرُ بنُ عَقْبَهَ الفَزارِیُّ :

باتَتْ مُجَلَّلَهً ببُرْقَهِ لَفْلَفٍ

لیلَ التِّمامِ قَلِیلهَ الإِطْعامِ (3)

و بُرْقَهُ اللَّکِیکِ کأَمِیرٍ،و یُرْوَی اللُّکاک،کغُرابٍ ،قالَ الرّاعِی و جَعَلها أَبارِق :

إِذا هَبَطَتْ بَطْنَ اللَّکِیکِ تَجاوَبَتْ

بهِ و دَعاها رَوْضُه و أَبارِقُهْ (4)

و بُرْقَهُ اللِّوَی قالَ مُصْعَبُ بنُ الطُّفَیْلِ القُشَیْرِیّ :

بناصِفَهِ العَمْقَیْنِ أَو بُرْقَهِ اللِّوَی

علی النَّأْی و الهِجْرانِ شُبَّ شَبُوبُها

و بُرْقَهُ مَأْسَلٍ کمَقْعَدٍ،قال الرَّاعِی:

تَباهَی المُزْنُ و اسْتَرْخَتْ عُراهُ

ببُرْقَهِ مَأْسَلٍ ذاتِ الأَفانِی (5)

و بُرْقَهُ مِجْوَلٍ کمِنْبَرٍ،قال جَمِیلٌ :

طَرَباً و شاقَکَ (6)ما لَقِیتَ و لم تَخَفْ

بینَ الحَبِیبِ غَداهَ بُرْقَهِ مِجْوَلِ

و بُرْقَهُ مُرَوْراهَ قال الطِّرِمّاحُ :

و لَسْتُ براءٍ من مَرَوْراهَ بُرْقَهً

بها آلُ سَلْمَی (7)و الجَنابُ مَرِیعُ

و بُرْقه مُکَتَّلٍ کمُعَظَّمٍ :جَبَلٌ ؛أَنْشَد أَبو زِیادٍ:

أَحْمِی لَها مِنْ بُرْقَتَیْ مُکَتَّلِ

و الرِّمْثِ من بَطْنِ الحَرِیمِ الهَیْکَلِ

ضَرْبَ رِیاحٍ قائِماً بالمِعْوَلِ

و بُرْقَهُ مُنْشِدٍ :ماءٌ بینَ تَمِیم و بَنِی أَسَدٍ،قال کُثَیِّرٌ:

فقُلْتُ له:لم تَقْضِ ما عَهِدَتْ له

و لم تَأْتِ أَصْراماً ببُرْقَهِ مُنْشِدِ (8)

و بُرْقَهُ مَلْحُوبٍ قال ابنُ مُقْبِلٍ :

عَشِیَّهَ قالَتْ لِی و قالَتْ لصاحِبِی

ببُرْقَهِ مَلْحُوبٍ :أَلا تَلِجانِ ؟

و بُرْقَهُ النَّجْدِ :من نواحِی الیَمامَهِ ،قال عبدُ المَلِک بنُ عَبْدِ العَزِیزِ السَّلُولِیُّ الیَمامیُّ :

ما تَزالُ الدِّیارُ فی بُرْقَهِ النَّجْ

دِ لسُعْدَی (9)بقَرْقَرَی تُبْلیِنِی

ص:31

و بُرْقَهُ نُعْمِیٍّ بالضَّمِّ :وادٍ بتِهامَهَ ،قال النابِغَهُ الذُّبْیانِیُّ :

أَ هاجَکَ من أَسْماءَ رَسْمُ المَنازِلِ

ببُرْقَهِ نُعْمِیٍّ فرَوْضِ الأَجاوِلِ

و بُرْقَهُ النِّیرِ بالکسرِ،قال عُمَرُ بن لَجَأَ:

تَرَبَّعَتْ فی السِّرِّ من أَوْطانِها

بینَ قُطَیّاتٍ إِلی دُغْمانِها

فبُرْقَهِ النِّیرِ إِلی ضرَبانِها (1)

و فاتَهُ : بُرْقَهُ النِّعاجِ ،و قد أَهمَلَه الصّاغَانِیُّ أَیْضاً،و أَوْرَده یاقُوت،و أَوْرَدَ له شاهِداً من قولِ القَتّالِ الکِلابِیِّ :

عَفا النَّجْبُ بَعْدِی فالعُرَیْشانِ فالبُتْرُ (2)

فبُرْقُ نِعاجٍ من أُمَیْمَهَ فالحِجْرُ

و بُرْقَهُ واحِفٍ قالَ لَبِیدٌ رضِیَ اللَّهُ عنه:

کأَخْنَسَ ناشِطٍ جادَتْ علیهِ

ببُرْقَهِ واحِفٍ إِحْدَی اللَّیالِی

و بُرْقَهُ واسِطٍ قال یاقُوت:لم یَحْضُرْنِی شاهِدُها، و کَذلک الصّاغانِیُّ لم یُورِدْ لها شاهِداً.قلتُ :و شاهِدُها قولُ کُثَیِّرٍ فیما أَنْشَدَ ابنُ السِّکِّیتِ :

فإِذا غَشِیتُ لها ببُرْقَهِ واسِطٍ

فلِوَی حَبِیبٍ مَنْزِلاً أَبْکانِی

و بُرْقَهُ واکِفٍ قالَ الأَفْوَهُ الأَوْدِیُّ :

فسائِلْ حاجِراً عنّا و عَنْهُم

ببُرْقَهِ واکِفٍ یومَ الجَنابِ

و یُرْوَی:

« ببُرْقَهِ ضاحِکٍ »..

و هذه الرِّوایهُ أَصَحُّ ،و قد تَقدَّمَ ذکرُها.

و بُرْقَهُ الوَدّاءِ :وادٍ أَعلاهُ لبَنِی العَدَوِیَّه،و أَسفَلُه لبَنِی کُلَیْبٍ و ضَبَّهَ ،قالَه السُّکَّرِیُّ ،قال جَرِیرٌ:

عَرَفْتُ ببُرْقَهِ الوَدّاءِ رَسْماً

مُحِیلاً طابَ عَهْدُکِ من رُسُومِ (3)

و بُرْقَهُ هارِبٍ و یُرْوَی للنّابِغَهِ الذُّبْیانِیِّ -فی بعضِ الرِّوایاتِ -:

لعَمْرِی لنِعْمَ المَرْءُ مِنْ آل ضَجْعَمٍ

تَزُورُ ببُصْری أَو بِبُرْقَهِ هارِبِ

فتیً لم تَلِدْهُ بنتُ أُمٍّ قَرِیبهٍ

فیَضْوَی،و قد یَضْوَی رَدِیدُ (4)الأَقارِبِ

و بُرْقَهُ هَجِینٍ :بینَ الحِجازِ و الشّامِ ،و جَعَلَها جَمِیلٌ بُرَقاً ،فقال:

قَرَضْنَ شِمالاً ذا العُشَیْرَهِ کُلَّهُ

و ذاتَ الیَمِینِ البُرْقَ بُرْقَ هَجِینِ

و بُرْقَهُ هُولَی بالضَّم،قال العُجَیْرُ السَّلُولِیُّ :

أَبْلِغْ کُلَیْباً بأَنَّ الفَجَّ بینَ صَدًی

و بَیْنَ بُرْقَهِ هُولَی غَیْرُ مَسْدُودِ

و بُرْقَهُ یَتْرَبَ کیَمْنَع،بالتاءِ (5)الفوقیه،و قد جاءَ ذِکْرُها فی قَوْلِ النَّمِرِ بنِ توْلَب.

و بُرْقَهُ الیَمامَهِ قالَ مُضَرِّسُ (6)بنُ رِبْعِیٍّ -و جَعَلَها بُرَقاً -:

و لو أَنَّ غُفْراً فی ذُرا مُتَمَنّعٍ

من الضُّمْرِ أَو بُرْقِ الیَمامَهِ أَو خِیَمْ

تَرَقَّی إِلیهِ المَوْتُ حَتَّی یَحُطَّهُ

إِلی السَّهْلِ أَو یَلْقَی المَنِیَّهَ فی العَلَمْ

هذِه بُرَقُ العَرَبِ التی تَقَدَّمَ الوَعْدُ بذِکْرِها.

و قال ابنُ الأَعرابِیِّ : البُرْقُ ،بالضم:الضِّبابُ ،جَمْعُ ضَبٍّ .

و البَرِیقُ :اسمٌ من التَّلَأْلُؤ.

و قال أَبو صاعِدٍ الکِلابِیُّ : البَرِیقَهُ بِهاءٍ:اللَّبَنُ یُصَبُّ عَلَیْه إِهالَهٌ ،أَو سَمْنٌ قلیلٌ ،ج: بَرائِقُ هکذا نَقَله ابنُ السِّکِّیتِ ،و قال غیرُه: البَرِیقَهُ :طَعامٌ فیه لَبَنٌ و ماءٌ یُبْرَقُ بالسَّمْن و الإِهالَهِ .

ص:32

و البُورقُ ،بالضمّ الذی یُجْعَل فی العَجِین،و هو أَصْنافٌ أَرْبَعَه: مائیٌّ ،و جبلیٌّ ،و أَرْمنیٌّ ،و مصْریٌّ ،و هو النَّطْرُونُ أَجوَدُه الأَرْمَنیُّ ،و قالَ :الإِطْلاقُ یُخَصُّ به،لتَوَلُّدِه بها أَوَّلاً (1)،و یُسَمّی الأَرْمَنیُّ أَیضاً بُورَقَ الصّاغَهِ ؛لأَنَّه یَجْلُو الفِضَّهَ جَیِّداً،و الأَغْبَرُ منه یُسمَّی بُورَقَ الخَبّازِینَ ،و أَما النَّطْرُونُ فهُوَ الأَحْمَرُ منه،و منه ماله دُهْنِیّه،و منه قِطَعٌ رِقاقٌ زُبْدِیَّهٌ ،و هذِه إِن کانَتْ خَفِیفَهً صُلْبَهً فهو الإِفْرِیقِیُّ ،و المُتَوَلِّدُ بمِصْر أَجْوَدُه مسْحُوقُه یُلْطخُ به البطْنُ قَریباً من نارٍ،فإِنَّه یُخْرجُ الدُّود،و مدُوفا بعَسَلٍ أَو دُهْنِ زَنْبَقٍ تُطْلی به المذاکیرُ فإِنَّه عجِیبُ للباءه کما شاعَ عند الحُکَماءِ عن تَجْرِبَهٍ .

و مِمَّنْ نُسِبَ إِلی بَیْعِه:أَبُو عَبْدِ اللّهِ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدِ بنِ عَمْرٍو البُورَقِیُّ ،وضَّاعٌ .

و الإِسْتَبْرَقُ بالکسرِ: الدِّیباجُ الغَلیظُ أَخْرَجَهُ ابنُ أَبِی حاتِمٍ عن الضَّحّاکِ ،کما فی الإِتْقان،و هو فارسِیٌّ مُعَرَّبٌ هنا نَقَلَه الجَوهَرِیُّ ،هکذا عَلَی أَنَّ الهَمْزهَ و التاءَ و السِّینَ من الزَّوائِدِ،و ذَکَرَها أَیضاً فی السِّین و الرَّاءِ،و ذَکَرَها الأَزْهَرِیُّ فی خُماسِیِّ القافِ علی أَنَّ هَمْزَتَها وَحْدَها زائِدَهٌ ،و قال:

إِنَّها و أَمْثالَها من الأَلفاظِ حُروفٌ غریبهٌ ،وقَعَ فیه وِفاقٌ بین العَرَبِیَّهِ و العَجَمیَّهِ ،قالَ ابنُ الأَثِیر:و هذا عِنْدِی هو الصَّوابُ ،ثم اخْتَلَفُوا فیه،فقیلَ :إِنه مُعَرَّب اسْتَرْوَه و هو نَصُّ ابنِ دُرَیْدٍ فی الجَمْهَرهِ ،فی:بابِ ما أُخِذَ من السُّریانِیَّه،و وقَعَ فی تَفْسِیرِ الزَّجّاجِ اسْتَفْرَه،و قِیلَ :هو فارِسِیٌّ تَعْرِیبُ اسْتَبْرَه،و معنی سِتَبْر،و اسْتَبْر:الغَلیظ مُطْلَقاً،ثُمَّ خُصَّ بغلیظِ الدِّیباجِ ،فقِیلَ :سِتَبْرَه،و اسْتَبْرَه، بتاء النَّقْل،ثم عُرِّبَ بالقافِ بدلَ الهاءِ،و علی هذا الوجه اقْتَصَرَ الشِّهابُ الخَفاجیُّ فی شَرْحِ قولِ البَیْضاوِیّ :هو معرَّب«اسْتَبْرَه»و قولُه:«فما فی القامُوس خَطَأٌ و خَبْطٌ » قلت:لا خَطَأَ فیه و لا خَبْطَ ،بل أَوْرَدَ الأَقْوالَ بعَیْنِها،کما نَصَّ علیه أَئمَّهُ اللُّغَهِ ،کما ستَقفُ علیه،و أَمّا کونُه مُعَرَّب «اسْتَرْوَه»فقد عَرَّفْناک أَنَّه بعینِه نصُّ ابنِ دُرَیْدٍ فی الجَمْهَرَهِ ، و أَنّه مُعَرَّبٌ عن السُّرْیانِیَّه،فلا وَهَمَ فیه،فتَأَمَّلْ .و قالَ شیخُنا:الصَّوابُ فی اسْتَبْرَق أَن یُذْکَرَ فی فَصْلِ الهَمْزَهِ ؛لأَنَّهُ عَجَمِیٌّ إِجْماعاً،و همزَتُه قَطْعٌ فی صَحِیحِ الکلامِ ،لا أَنَّه مأْخُوذٌ من البَرْقِ ،حَتَّی یُتَوَهَّمَ أَنَّه اسْتَفْعَل، کما تَوَهَّمه المصنِّفُ .

قلتُ :و لکِنّه سَیَأْتِی أَنَّ تَصْغِیرَه أُبَیْرِقٌ ،کما نصَّ علیه الجَوْهَرِیُّ و غیرهُ ،و فی التَّصْغِیر یُرَدُّ الشیءُ إِلی أَصْلهِ ،فعُلِمَ أَنَّ أَصْلَه« برق »و هذا مَلْحَظُ الجوهَرِیِّ ،و لو أَنَّ ابنَ الأَثیرِ و غَیْرَه خالَفُوهُ فی ذلِکَ ،ثُمّ نَقَلَ شَیْخُنا عن الشِّهابِ فی العِنایهِ -فی أَثناءِ الدُّخانِ -ما نَصُّه:أَیَّدَ کَوْنَه عَربِیًّا من البَرّاقَهِ ،فَوَصَلَ الهَمزَهَ ،قال شیخُنا:فی إِثباتِ الوَصْلِ نَظَرٌ:انتهی.

قلتُ :لا نَظَر فیهِ ،فقد نَقَلَه أَبو الفَتْحِ بنُ جِنِّی فی کتاب الشَّواذِّ عن ابْنِ مُحَیْصِنٍ فی قَوْلِه تَعالی: بَطائِنُها مِن اسْتَبْرَقَ (2)قالَ :و کأَنّه تَوَهَّمَه فِعْلاً،إِذْ کانَ عَلَی وَزْنِه، فتَرَکَه مَفْتُوحاً علی حالِه،فتَأَمَّلْ .

أَو دِیباجٌ صَفِیقٌ غَلیظٌ حَسَنٌ یُعْمَلُ بالذَّهَبِ و به فُسِّرَ قولُه تَعالی: عالِیَهُمْ ثِیابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَ إِسْتَبْرَقٌ (3)أَو ثِیابُ حَرِیرٍ صفاقٌ نَحْوُ الدِّیباجِ و هو قولُ ابنِ دُرَیْدٍ،و قِیلَ :هو ما غَلُظَ من الحَرِیرِ و الإِبْرِیسَمِ ،قالَهُ ابنُ الأَثِیر أَوقِدَّهٌ حَمْرَاءُ کَأَنّها قِطَعُ الأَوْتارِ نَقَله ابنُ عَبّادٍ و تَصْغِیرُه أُبَیْرِقٌ نقله الجَوْهَرِیُّ .

و البُرَیْقُ بنُ عِیَاض بنِ خُوَیْلِدٍ الخُناعِیُّ کزُبَیْرٍ:شاعِرٌ هُذَلِیٌّ من بَنِی خُناعَهَ .

و أَرْعَدُوا و أَبْرَقُوا :إِذا أَصَابَهُم رَعْدٌ و بَرْقٌ .

و حَکَی أَبُو عُبَیْدَهَ و أَبُو عَمْرٍو:أَرْعَدَت السَّماءُ و أَبْرَقَتْ :

إِذا أَتَتْ بهما و کذلِکَ رَعَدَت و بَرَقَتْ ،و قد تَقَدَّمَ .

و أَرْعَدَ فلانٌ و أَبْرَقَ :إِذا تَهَدَّدَ و أَوْعَدَ و کذلِک رَعَدَ وَ بَرَقَ ،و قد تَقَدَّم،و لو ذَکَر الثُّلاثِیَّ و الرُّباعِیَّ فی موضعٍ واحِدٍ کان أَتْقَنَ فی الصِّناعهِ ،کما لا یَخْفَی،و قد تَقَدَّم إِنکارُ الأَصْمَعِیِّ أَرْعَدَ و أَبْرَقَ .

ص:33

و حَکَی أَبو نَصْرٍ: أَبْرَقَ الرَّجُلُ :إِذا لَمَعَ (1)بسَیْفه.

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: أَبْرَقَ عن الأَمْر :إِذا تَرَکَهُ یَقُولُونَ :لَئِنْ أَبْرَقْتَ عَنْ هذا الأَمْرِ و إِلاّ فَعَلْتُ کذا و کذا،أَی:لَئِنْ تَرَکْتَهُ .

قالَ : و أَبْرَقَت المرأَهُ عن وَجْهها :إِذا أَبْرَزَتْهُ و نَصُّ اللِّحْیَانِیِّ ؛بوَجْهِهَا و سائِرِ جِسْمِها:إِذا تَحَسَّنَتْ ،و قد تَقَدَّم.

و أَبْرَقَ الصَّیْد:أَثارهُ .

و أَبْرَقَ المُضحِّی :إِذا ضحَّی بالشَّاه البَرْقاء و منه

16- الحَدِیث: « أَبْرِقُوا فإِنَّ دَمَ عَفْراءَ أَزْکَی عندَ اللّه من دَمِ سَوْداوَیْنِ ». أَی:ضَحُّوا بالبَرْقاءِ : أَی الشّاهِ التی یَشُقُّ صُوفها الأَبْیَض طاقاتُ سُودٌ و قِیلَ :مَعْنَی الحَدِیثِ :اطْلُبُوا الدَّسَمَ و السِّمَنَ ،مِن بَرَقْتُ له:إِذا دَسَّمْتَ طَعامَه بالسَّمْنِ .

و برَّق بَصَرَه:لَأْلَأَ به.

و قالَ اللَّیْثُ : بَرَّقَ عَیْنَیْهِ تَبْرِیقاً :إِذا وسَّعَهُما،و أَحَدَّ النَّظَر قال أَعْرابِیٌّ فی المُعاتَبَه بینَه و بینَ أَهْلِه:

فعَلِقَتْ بکَفِّها تَصْفِیقَا

و طَفِقَتْ بِعَیْنِها تَبْرِیقَا

نَحْوَ الأَمِیرِ تَبْتَغِی تَطْلِیقَا

و قالَ المُؤَرِّجُ : بَرَّقَ فُلانٌ تَبْرِیقاً :إِذا سافَرَ سَفَراً بَعِیداً.

قال: و بَرَّقَ مَنْزِلَه أَی: زَوَّقَهُ وَ زَیَّنَهُ .

قالَ : و بَرَّقَ فی المَعاصِی :إِذا لَجَّ فِیها.

و بَرَّقَ بی الأَمْرُ أَی: أَعْیَا عَلَیَّ .

و قال ابنُ الأَعْرابِیِّ : بَرَّقَ :إِذا لَوَّحَ بشیءٍ لیسَ له مِصْداقٌ ،تَقولُ العَرَب: بَرَّقْتَ و عَرَّقْتَ ،أَی:لَوَّحْتَ بشیءٍ لیس له مِصْداقٌ ،و عَرَّقْتَ ،أَی:قَلَّلْتَ .

و البُرْقُوقُ بالضمِّ : إِجّاصٌ صِغارٌ و یُعْرَفُ بالشام بجابزک (2)و قِیلَ :هو المِشْمِشُ ،مُوَلَّدهٌ و به سُمِّیَ المَلِکُ الظاهرُ سُلْطانُ مِصْرَ المُتَوَفَّی سنه 801.

*و مما یُسْتَدرَک علیه: البُرْقَه ،بالضَّمِّ :المِقْدارُ من البَرْقِ ،و قُرِیءَ: یَکادُ سَنا بُرَقِهِ (3)فهذا لا مَحالَهَ جَمْعُ بُرْقَهٍ .

و سَحابَهٌ بَرّاقَهٌ :کبارِقَهٍ .

و أَبْرَقُوا :دَخَلُوا فی البَرْقِ .

و أَبْرَقُوا البَرْقَ :رَأَوْهُ ،قالَ طُفَیْلٌ :

ظَعائِنُ أَبْرَقْنَ الخَرِیفَ و شِمْنَه

و خِفْنَ الهُمامَ أَنْ تُقادَ قَنابِلُهْ

قال الفارِسِیُّ :أَرادَ أَبْرَقْنَ بَرْقَهُ .

و یُقال: أَبْرَقَ الرَّجُلُ :إِذا أَمَّ البَرْقَ أَیْ :قَصَدَهُ .

و یُقالُ : بَرَقَ :إِذا طَلَبَ .

و بَرْقُ خُلَّبٍ ،بالإِضافَهِ ،و بَرْقٌ خُلَّبٌ ،بالصِّفَهِ ،و هذا الَّذِی لَیْسَ فیه مَطَرٌ.

و اسْتَبْرَقَ المَکانُ :لمعَ بالبَرْقِ ،قال الشّاعِرُ:

یَسْتَبْرِقُ الأُفُقُ الأَقْصَی إِذا ابْتَسَمَتْ

لَمْعَ السُّیُوفِ سِوَی أَغْمادِها القُضُبِ

و

17- فی صِفَهِ أَبی إِدْرِیس: «دَخَلْتُ ،مَسْجِدَ دِمَشْقَ ،فإِذَا فَتیً بَرّاقُ الثَّنایا». وصَفَ ثَنایاهُ بالحُسْنِ و الضِّیاءِ (4)،و أَنَّها تَلْمَعُ کالبَرْقِ ،أَرادَ صِفَهَ وَجْهِه بالبِشْرِ و الطَّلاقَهِ .

و أَبْرَقَه الفَزَعُ .

و رَجُلٌ بَرُوقٌ :جَبانٌ .

و البُرْقُ ،بالضمِّ :العَیْنُ المُنْفَتِحَهُ ،رواه ثَعْلَبٌ عن ابنِ الأَعْرابِیِّ .

و بَرِقَتْ قدَماه،کفَرِحَ :ضَعُفَتا،و هو من قَوْلِهم: بَرِقَ بَصَرُه،أَی:ضَعُفَ .

و تُجْمَعُ البُرْقَهُ بالضمِّ علی بِراقٍ بالکسرِ،و بُرَقٍ کصُرَدٍ.

و یُقال:قُنْفُذُ بُرْقَهٍ ،کما یُقال:ضَبُّ کُدْیَهٍ .

و عَیْنٌ بَرْقاءُ :سَوْداءُ الحَدَقهِ مع بَیاضِ الشَّحْمَهِ ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ :

ص:34

و مُنْحَدِرٍ من رَأْسِ بَرْقاءَ حَطَّهُ

مَخافَهَ بَیْنٍ مِن حَبِیبٍ مُزایِلِ (1)

یَعْنِی دَمْعاً انْحَدَر من العَیْنِ ،و فی المُحْکَم:أَرادَ العَیْنَ ، لاخْتلاطِها بلَوْنَیْنِ من سَوادٍ و بَیاضٍ .

و رَوْضَهٌ بَرْقاءُ :فیها لَوْنانِ من النَّبْتِ ،أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :

لَدَی رَوْضَهٍ قَرْحاءَ بَرْقاءَ جادَها

من الدَّلْوِ و الوَسْمِیِّ طَلٌّ و هاضِبُ

قال ابنُ بَرِّیّ :و یُقال للجَنادِبِ : البُرْقُ ،قالَ طَهْمَانُ الکِلابِیُّ :

قَطَعْتُ و حِرْباءُ الضُّحَی مُتَشَوِّسٌ

و للبُرْقِ یَرْمَحْنَ المِتانَ نَقِیقُ

و البُرْقَهُ ،بالضمِّ :قِلَّهُ الدَّسَمِ فی الطَّعَامِ .

و التّبارِیقُ :هی البَرائِقُ من الطَّعامِ .

و یُقال: ابْرُقُوا الماءَ بزَیْتٍ ،أَی:صُبُّوا علیهِ زَیْتاً قَلِیلاً.

و البُرَقِیُّ ،بضمٍّ ففتح:الطُّفَیْلِیُّ ،حِجازِیَّهٌ .

و بُرَیْقٌ ،و بارِقٌ ،و بُرَیْرِقٌ ،و بَرْقانُ ،و بَرّاقَهُ :أَسماءٌ.

و الصِّحافُ البارِقِیَّهُ :إِلی بارِقِ الکُوفَهِ ،قال أَبو ذُؤَیْبٍ :

فما إِن هُما فی صَحْفَهٍ بارِقِیَّهٍ

جَدِیدٍ أُمِرَّتْ بالقَدُومِ و بالصَّقْلِ (2)

و تُبارِقُ :اسمُ موضِعٍ ،عن أَبِی عَمْرٍو،قالَ عِمْرانُ بنُ حِطّانَ :

عَفَا کَنَفا حَوْرانَ من أُمِّ مَعْفَسٍ

و أَقْفَرَ مِنْها تُسْتَرٌ و تُبارِقُ

14- و بُرْقَهُ ،بالضمِّ :موضعٌ بالمَدِینه به مالٌ کانت صَدَقاتُ سیِّدِنا رسولِ اللّه صلّی اللّه علیه و سلم منها،و قِیلَ :إِنّ ذلک من أَموالِ بَنِی النَّضِیرِ. و قد رَواه بعضُهم بالفتح.

و بُرْقَهُ :موضِعٌ من نواحِی الیمامه.و أَیضاً:موضعٌ کان فیه یومٌ من أَیّامِ العَرَبِ ،أُسِرَ فیه شِهابٌ فارِسُ هَبُّودٍ،من بنی تَمِیمٍ ،أَسَره یَزِیدُ بنُ حُرْثَهَ (3)،أَو بُرْدٌ الیَشْکُرِیُّ ،فمَنَّ علیه،و فی ذلِکَ قالَ شاعِرُهُم:

و فارِسَ طِرْفِهِ هَبُّود نِلْنا

ببُرْقَهَ بعدَ عِزٍّ و اقْتِدارِ

و بارِقٌ :جَبَلٌ نَزَلَه سَعْدُ بنُ عَدِیٍّ فلُقِّبَ بهِ فی قَوْلِ المُؤَرِّجِ ،و قالَ ابنُ عَبْدِ البَرِّ: بارِقٌ :ماءٌ بالسَّراهِ ،و قال غیرُه:موضِعٌ بتِهامَهَ .

و بارِقٌ :رُکْنٌ من أَرْکانِ عارِضِ الیَمامَهِ .

و بارِقٌ :نَهَرٌ ببابِ الجَنَّهِ فی حَدِیثِ ابن عَبّاسٍ ،ذَکَرَهُ ابنُ (4)حاتِمٍ فی التَّقاسِیمِ و الأَنْواعِ فی حَدِیثِ الشُّهَداءِ.

و البَرَقِیُّ ،مُحَرَّکَهً :نِسْبَهُ الإِمامِ أَبِی عَبْدِ اللّهِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ (5)بنِ یُوسُفَ الخُوارَزْمِیِّ الحَنَفِیِّ ،و هم بیتٌ کبیرٌ فی بُخَاری،إِلی البَرَقِ ،و هو وَلَدُ الشاهِ ،رَوی عنه شَمْسُ الْأَئمَّهِ الأُوزْجَنْدِیّ ،و بُرْهانُ الأَئِمَّهِ ،و غیرُهما،و یُلَقَّبُ أَیضاً بشَرَفِ الرُّؤَساءِ،ترجَمه الذَّهَبِیُّ فی التارِیخ.

و بُرُوقانُ ،بضمتین (6):قریَهٌ من نواحِی بَلْخَ ،منها محمَّدُ بنُ خاقانَ ،و غیرُه.

و أَبارِقُ بَیْنَهَ :موضِعٌ قُربَ الرُّوَیْثَهِ ،قال کُثَیِّرٌ:

أَ شاقَکَ بَرْقٌ آخِرَ اللَّیْلِ خافِقُ

جَرَی من سَناهُ بَیْنَهٌ فالأَبارِقُ

و الأَبْراقاتُ :ماءٌ لبَنِی جَعْفَرِ بنِ کِلابٍ .

و أَبْرُوقا :قریهٌ جلیلهٌ من ناحیهِ الرُّومَقَان من أَعْمالِ الکُوفَه،و فی کتابِ الوُزراء أَنّها کانَتْ تُقَوَّمُ علی الرَّشِیدِ بأَلْفِ أَلْفٍ و مائِتَی أَلْفِ دِرْهَم.

و یُقال:حَدَّثْتُه فأَرْسَل بَرْقاوَیْهِ ،أَی:عَیْنَیه لبَرْقِ لونِهِما، و هو مجازٌ،کما فی الأَساسِ .

ص:35

و بَرَّاقهُ ،مشَّدده:قریهٌ من أَعْمالِ الیَمامهِ .

و للعَرَبِ بِراقٌ قد أَخَلَّ بذِکْرِهِنَّ المُصَنِّفُ و الصاغانِیُّ ، أَوردها یاقوت فی المُعْجَم (1)،منها: بِراقُ بَدْرٍ،و بِراقُ جَبا:

موضع بالجَزِیره،أَما بِراقُ حَبا فبالشَّأَمِ ،عن أَبی عُبَیْدَهَ ، ذَکَرَهما معاً نصرٌ.

و بِراقُ التِّینِ ،و بِراق ثَجْرٍ:قُرْبَ وادِی القُرَی.

و بِراقُ حَوْرَهَ :من ناحِیَهِ القِبْلِیَّه.

و بِراقُ خَبْتٍ :بینَ الحَرَمَیْنِ .

و بِراقُ الخَیْلِ :قُربَ راکِس.

و بِراقُ سَلْمَی،و بِراقُ غَضْوَرَ،و بِراقُ غَوْلٍ ،و بِراقُ اللِّوَی،و بِراقُ لِوَی سَعِیدٍ،و بِراقُ النِّعافِ ،و قد حَذَفْنا شواهِدَها؛لِئَلاّ یَطُولَ الکتابُ .

و ذُو البِراقِ ،بالکسرِ أَیضاً:موضِعٌ فی شِعْرِ جمیلٍ .

و بُرَیْقٌ کزُبَیْرٍ:جدُّ أَبی الفَضْلِ جَعْفَرِ بنِ عمّارٍ البَزّاز، ضبطَه الخَطِیبُ ،و قال:وَهِمَ فیه الطَّبَرانیُّ ،فقال:ابنُ بُوَیْقٍ ،بالواو.

و بابُ بارِقَه :أَحد الأَبْوابِ فی جَبَل القَبْقِ .

و البُرْقَهُ ،بالضمِّ :قِلَّهُ الدَّسَم.

و البُرَقِیّات ،بضمٍّ ففتحٍ ،من الطَّعامِ :الأَلْوانُ التی یَبْرُق بِها.

و البُرَقِیُّ :الطُّفَیْلیُّ بلغهِ أَهْلِ مَکَّه.

*و مما یُسْتَدْرَکُ علیه:

هارُونَ بنِ بَرْطَق المُکَارِیّ ،مُحَدِّثٌ بَغْدادِیٌّ .

و لا یُسْتَبُّ ساکِنُها عِشاءً

بکِشْخانٍ و لا بالقَرْطَبانِ

و البُسْتُوقَهُ ،بالضّمِّ من الفَخّارِ:مُعَرَّبُ بُسْتُو بالضمِّ أَیضاً،نقله الصاغانِیُّ ،و قال:مَعْرُوفَهٌ .

الجَوْهَرِیُّ ،و فی نوادِرِ الأَعْرابِ :أَی: ضَرَبَه و کَذلِک فَشَخَه.

و بَشَقَ فلانٌ :إِذا أَحَدَّ النَّظَرَ عن ابنِ عَبّادٍ.

14- و فی حَدِیثِ الاسْتِسْقاءِ من کتابِ صَحِیحِ البُخارِیِّ فی بابِ رَفْعِ النّاسِ أَیْدِیَهُم مع الإِمام: «فأَتَی الرَّجُلُ إِلی رَسُولِ اللّه صلّی اللّه علیه و سلم فقال:یا رسولَ اللّه بَشَقَ المُسافِرُ و مُنِعَ الطَّرِیقُ ». قِیلَ :مَعْناه أَی:تَأَخَّرَ و لم یَتَقَدَّمْ قیل (1): أَی:

حُبِسَ ،أَو مَلَّ أَو ضَعُفَ أَو عَجَز عن السَّفَرِ لکَثْرَهِ المَطَرِ، کعَجْزِ الباشَقِ عن الطَّیَرانِ فی المَطَرِ،أَو لِعَجْزِه عن الصَّیْدِ،فإِنَّه یُنَفِّرُ و لا یَصِیدُ و قالَ أَبو عَبْدِ اللّه البُخارِیُّ :

أَی:انْسَدَّ، أَو بَشِقَ لیس بشَیْ ءٍ،و الصّوابُ :لَشَقَ بالَّلامِ و الشین،کذا فی النُّسَخِ ،و لم یَذْکُرْه فی موضِعِه،و لیس هو فی العُبابِ فهو تَصْحِیفٌ ،و الذی یَظْهَر أَنّه بالسِّینِ المُهْمَله، و اللُّسُوق هو اللُّصُوقُ ،کما سَیَأْتِی. أَو لَثِقَ بالَّلامِ و المُثَلَّثَهِ من اللَّثَقِ ،و هو الوَحَلُ ،و هکَذا ضَبَطَه الخَطّابِیَّ ،قالَ :

و کذا هو فی رِوایه عائِشَهَ (2)،قالَ : أَو مَشِقَ بالمیم و المعنی:

صارَ مَزِلَّهً و زَلَقاً،و المِیمُ و الباءُ مُتقارِبان،و قالَ غیرُه:و جائِزٌ أَنْ یکونَ «نَشِقَ »بالنُّون،من قَوْلِهمِ :نَشِقَ الظَّبْیُ فی الحِبالَهِ :إِذا عَلِقَ فیها.

و الباشَقُ ، کهاجَرَ :اسمُ طائِر أَعْجَمِیٌّ مُعَرَّبُ باشَهْ و رَوَی السَّیُوطِیُّ فی دِیوانِ الحَیَوان کَسْرَ الشِّین أَیضاً (3)، و سیأْتِی للمُصَنِّفِ فی«وشق»أَنَّ الواشِقَ لغهٌ فیه،و هو طائرٌ حارُّ المِزاجِ ،قَوِیُّ الزَّعارَّهِ ،قَوِیُّ النَّفْسِ ،کَثِیرُ الشَّبَقِ ، یَأْنَسُ وَقْتاً،و یستَوْحِشُ وَقْتاً،خَفیفُ المَحْمَل،ظَریفُ الشَّمائِلِ ،و قالَ أَبو حاتِمٍ فی کِتابِ الطَّیْرِ:البازِیُّ ، و الصَّقْرُ،و الشّاهِینُ ،و الزُّرَّقُ ،و الیُؤْیُو،و الباشِقُ ،کُلُّ هؤُلاءِ:صُقُورٌ.

و بَشَقُ مُحَرَّکهً : ه،بجُرْجانَ .

و إبْشاقُ :ه،بمصْرَ بالصَّعیدِ الأَدْنَی من کُورَهِ البَهْنَسا،و یَشْتَبِه بإِنْشاقَ ،بالنون،و هی قریهٌ أُخْرَی یَأْتی ذِکْرُها فی مَحَلِّها.

*و مما یُسْتَدرک علیه:

بَشِقَ ،کَفرِحَ أَسْرَع،مثل بَشَکَ ،عن ابْن دُرَیْدٍ.

و بَشَقْتُ الثَّوْبَ ،و بَشَکْتُه:إِذا قَطَعْتَه فی خِفَّهٍ ،و به فَسَّرَ بعضٌ لَفْظَ الحَدِیث المُتَقَدِّمِ ،و المَعْنی:أَی قُطِعِ المُسافرُ.

و رَجلٌ بَشِقٌ :إِذا کانَ یَدْخُلُ فی أُمُورٍ لا یَکادُ یَخْلُصُ منها.

*و مما یُسْتَدْرَکُ علیه:

محمَّدُ بنُ بَشّارٍ،و غیرُهما.

و التَّبَطْرُقُ :مَشْیُ الحِصانِ و مَشْیُ المَرْأَهِ ،کما فی العُبابِ .

و باطِرْقانُ ،بکَسْرِ الطّاءِ:ه،بأَصْفَهانَ منها أَبو بَکْرٍ عَبْدُ الواحِدِ بنُ أَحْمَدَ بنِ محمَّدِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ العَبّاسِ الباطِرْقانِیّ (1)إِمامٌ فی القِراءَهِ و الحَدِیثِ ،قُتِلَ بأَصْبَهانَ فی فِتْنَهِ الخُراسانِیَّهِ سنه 421 أَیّامَ مَسْعُودِ بنِ سُبُکْتِکِینَ .

*و مما یُسْتَدْرَکُ علیه:

البِطْرِیقُ ،بالکسرِ:لقبُ امْرِیءِ القَیْسِ بنِ ثَعْلَبَهَ البُهْلُول بنِ مازِنِ بن الأَزْدِ.

و التَّبْعِیقُ :التَّشْقِیقُ و قد بَعَّقَ زِقَّ الخَمْرِ تَبْعِیقاً ،أَیْ :

شَقَّقَها،نَقَلَه الجَوْهِرِیُّ .

و الانبِعاقُ :أَنْ یَنْبَعِقَ علیک الشیءُ فَجْأَهً من حَیْثُ لا تَحْسِبُه و أَنْتَ لا تَشْعُرُ نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ:

بَیْنَما المَرءُ آمِنٌ راعَهُ را

ئِعُ حَتْفٍ لم یَخْشَ منه انْبِعاقَهْ (1)

و انْبَعَقَ المُزْنُ :انْبَعَجَ بالمَطَرِ نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و هو مَجازٌ،قال الزَّمَخْشَرِیُّ :و ذلِکَ إِذا انْفَتَح بشِدَّهٍ ،قال رُؤْبَهُ :

یَرِدْنَ تَحْتَ الأَثْلِ سَیّاحَ الدَّسَقْ

أَخْضَرَ کالبُرْدِ غَزِیرَ المُنْبَعَقْ

و انْبَعَقَ فی الکَلامِ :إِذا انْدَفَعَ فیه،و منه

16- الحَدِیثُ : «أَنّه تَکَلَّمَ لَدَیْهِ رَجُلٌ فقالَ له:کَمْ دُونَ لِسانِکَ من حِجابٍ ؟ قال:شَفَتای و أَسْنانِی،فقال:إِنَّ اللَّهَ یَکْرَهُ الانْبِعاقَ (2)فی الکَلامِ ،فرَحِمَ اللَّهُ امْرَأً أَوْجَزَ فی کلامِه». أَی:التَّوَسُّعَ فیه، و التَّکَثُّرَ منه،و

17- رُوِیَ عن عُمَرَ-رضِیَ اللَّهُ عنه-:

« الانْبِعاقُ فیما لا یَنْبَغِی من شَقاشِقِ الشَّیْطانِ ».

کتَبَعَّقَ و منه قَوْلُ رُؤْبَهَ یَمْدَحُ مَرْوانَ بنَ محمَّدِ بنِ مَرْوانَ بنِ الحَکَم:

وَ جُودُ مَرْوانَ (3)إِذا تَدَفَّقا

جُودٌ کجُودِ الغَیْثِ إِذْ تَبَعَّقَا

و ابْتَعَقَ مثلُه،و هو عَلَی افْتَعل،نَقَلَهُ الصّاغانِیُّ .

*و مما یُسْتَدْرَکُ علیه:

الباعِقُ :المُؤَذِّنُ ،قالَ :

تَیَمَّمْتُ بالکِدْیَوْنِ کی لا یَفُوتَنِی

من المُقْلَهِ البیضاءِ تَقْرِیظُ (4)باعِقِ

یَعْنِی تَرْجِیعَ المُؤَذِّنِ ،قالَ الأَزْهَرِیُّ :و یُرْوی:«ناعِق» بالنُّون،من نعَقَ الرّاعِی بغَنَمِهِ ،و لعلَّهُما لُغتانِ .

و أَرضٌ مَبْعُوقَهٌ :أَصابَها البُعاقُ ،کذا فی نوادِرِ العَرَبِ .و مَبْعَقُ المَفازَهِ :مُتَّسَعُها،عن ابنِ فارِسٍ و الزِّمَخْشَرِیِّ .

و انْبَعَقَ فلانٌ بالجُودِ و الکَرَمِ ،و هو مَجازٌ.

و سَحابٌ بُعاقٌ :یتَصَبَّبُ بشِدَّه.

و البَعْقُ :الشَّقُّ ،کالبَعْجِ .

*و مما یستدرک علیه:

دَعا بالبَقَّهِ الأُمَراءَ یَوْماً

جَذِیمَهُ یَسْتشَیِرُ الناصِّحِینَا (1)

و منه المَثَلُ : «خَلَّفْتُ الرَّأْیَ ببَقَّهَ » و هذَا قولُ قَصِیرِ بنِ سَعْدٍ اللَّخْمِیِّ ،لجَذِیمَهَ الأَبْرَشِ حِینَ أَشارَ علیه أَلاّ یَسِیرَ علی الزَّبّاءِ،فلما نَدِمَ علی سَیْرِهِ ،قالَ له قَصِیرٌ ذلِکَ ، یُضْرَبُ لمن یَسْتَشِیرُ بعدَ فَوْتِ الأَمرِ.

و البَقَّهُ : المَرْأْهُ الکَثِیرَهُ الأَوْلادِ نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ.

و بِلا لامٍ :اسمُ امْرَأَهٍ و أَنْشَدَ الأَحْمَرُ:

یومُ أَدِیمِ بَقَّهَ الشَّرِیمِ

أَفْضَلُ من یَوْمِ احْلِقِی و قُومِی

و قالَ ابنُ فارِسٍ : بَقَّ یَبُقُّ بَقًّا :إِذا أَوْسَعَ فی العَطِیَّهِ و فی بعضِ النُّسَخِ :«فی العَظَمَهِ » (2).

و بَقَّ عِیالَه:نَشَرَها هکذا فی النُّسَخِ ،و هو غَلَطٌ ، صوابُه:«عِیابَه»کما هُو فِی اللِّسانِ ،و مَعْنَی نَشَرَها أَخْرَجَ ما فِیها،و منه قولُ الرّاعِی:

رَعَتْ من خُفافٍ حینَ بَقَّ عِیابَه

و حَلَّ الرَّوایا کُلُّ أَسْحَمَ هاطلِ (3)

و بَقَّ مالَه:فَرَّقَهُ [ کَبَقَّقَهُ ] (4)قالَ الرّاجِزُ:

أَمْ کَتَمَ الفَضْلَ الَّذِی قد بَقَّهْ

فی المُسْلِمِینَ جِلَّهُ و دِقَّهْ

و بَقَّ النَّبْتُ :إِذا طَلَعَ عن ابنِ فارِسٍ .

و بَقَّ الجِرَابَ :شَقَّهُ و جِرابٌ مَبْقُوقٌ ،أَی:مَشْقُوقٌ مَفْتُوحٌ ،عن ابنِ عَبّادٍ.

و بَقَّتِ المَرْأَهُ :کَثُرَ أَولادُها قال سِیبَوَیْه: بَقَّتْ ولداً، و بَقَّت کَلاماً،کقَوْلِکَ :نَثَرَتْ وَلَداً،و نَثَرَتْ کَلاماً. و قالَ الزَّجّاجُ : بَقَّ الرَّجُلُ علی القَومِ بَقًّا و بَقاقاً -مِثال فَکَّ الرَّهْنَ یَفُکُّهُ فَکًّا و فَکاکاً-:إِذا کَثُرَ کَلامُه و منه

16- حَدِیثُ یَزِیدَ بنِ مَیْسَرَهَ : «أَنَّ حَکِیماً من الحُکماءِ کَتَب ثَلاثَمائهٍ و ثَلاثِینَ مُصْحَفاً حِکَماً،فبَثَّها فی النّاسِ (5)،فأَوْحَی اللَّهُ إِلی نَبِیٍّ من أَنْبِیائِهم أَنْ قُلْ لِفُلانٍ :إِنَّکَ قد مَلَأْتَ الأَرضَ بَقاقاً ، و أَنَّ اللّه لم یَقْبَلْ من بَقاقِکَ شَیْئاً».

کأَبَقَّ فیهما أَی:فی کَثْرهِ الأَوْلادِ،و کَثْرهِ الکَلامِ ،یُقال:

أَبَقَّتِ المَرأَهُ :إِذا کَثُرَ وَلَدُها،و أَبَقَّ الرَّجُلُ :إِذا کَثُرَ کلامُه، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و بَقَّت السَّماءُ:جاءَت بمَطَرٍ شَدِیدٍ نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ، و ذلِکَ إِذا تَتابَعَ .

و البَقاقُ ، کسَحابٍ :أَسْقاطُ مَتاعِ البَیْتِ و به فُسِّرَ أَیضاً حَدِیثُ یَزِیدَ بنِ مَیْسَره.

و قال ابنُ عَبّادٍ: البَقاقُ : طائِرٌ صَیّاحٌ ،واحِدَتُه بهاءٍ و ضَبَطه الصّاغانِیُّ فی التَّکْمِلَهِ بالتَّشْدِیدِ (6).

و البَقاقُ : الرجلُ المِکْثارُ و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ :

و قَدْ أَقُودُ بالدَّوَی المُزَمَّلِ

أَخْرَسَ فی السَّفْرِ بَقَاقَ المَنْزِلِ

کالبَقاقَهِ قال الجَوْهَرِیُّ :و الهاءُ للمُبالَغَهِ ،یقول:إِذا سافَرَ فلا بَیانَ له،و إِذا أَقَامَ بالمَنْزِلِ کَثُرَ کَلامُهُ .

و المِبَقُّ ،کالمِجَنِّ نَقَلَه الصّاغانِیُّ ،و قالَ :تَکَلَّمَ أَعرابِیُّ فأَکْثَرَ،فقالَ له:أَحْسَنُ أَسْمائِکَ أَنْ تُدْعَی مِبَقًّا.

و رَجُلٌ لَقٌّ بَقٌّ :کثیرُ الکَلامِ ،و منه

14- الحَدِیثُ : «أَنَّه صلّی اللّه علیه و سلم قالَ لأَبِی ذَرٍّ«مالی أراکَ لَقَّاً بَقّاً کیفَ بِکَ إِذا أَخْرَجُوکَ من المَدِینَهِ »و کان فی أَبی ذَرٍّ رَضِیَ اللّه عنه شِدَّهٌ علی الأُمَراءِ، و إِغْلاظٌ لهم،و کان عُثْمانُ رضی اللَّهُ عنه یُبَلَّغُ عنه،إِلی أَن اسْتَأْذَنَه فی الخُروجِ إِلی الرَّبَذَهِ ،فأَذِن له،و یُرْوَی:«لَقًی بَقًی ». بوزن عَصاً،و هو تَبَعٌ للَقًی:المَرْمِیّ المَطْرُوح.

و رَجُلٌ لَقْلاقٌ بَقْباقٌ و کذا فَقْفاقٌ و ذَقْذاقٌ و ثَرْثارٌ و بَرْبارٌ،

ص:43

کل ذلِک أَی: مِکْثارٌ هَذِرٌ،نَقَلَه الجَوْهرِیُّ .

و أَبَقَّهُم خَیْراً،أَو شَرَّا :إِذا أَوْسَعَهُم عن ابْنِ عَبّادٍ.

و أَبَقَّ الوادِی:خَرَجَ بَقَاقُه هکَذا فی النُّسَخ،و الصوابُ نَباتُه،کما فی العُبابِ و اللّسانِ ،ففی العُبابِ :خَرَج،و فی اللَّسانِ :أَخْرَجَ (1).

و أَبَقَّتِ الغَنَمُ فی الجَدْبِ هکَذا فی النُّسَخِ ،و الَّذِی فی العُباب: انْبَقَّت الغَنَمُ فی عامِ جَدْبٍ :إِذا وَلَدَتْ و هیَ مَهازِیلُ .

و البَقْبَقَهُ :حِکایَهُ صَوْت کما فی الصِّحاحِ ،کما یُبَقْبِقُ الکُوز فی الماءِ و نَحْوِه و کما تَفْعَلُ القِدْرُ فی غَلَیانِها.

[ و البَقْباقُ :الفَمُ ] (2).

و یُقال: بَقْبَقَ علینا الکَلامَ :إِذا فَرَّقَهُ .

و عَبْدُ المُؤْمِنِ أَبو سالِمٍ مُظَفَّرُ بنُ عَبْدِ القاهِرِ بنِ البَقَقِیِّ ،مُحَرَّکَهً الحَمَوِیُّ : مُحَدِّثٌ سمِعَ أَبا أَحْمَدَ بنَ سُکَیْنَهَ ،و غیرَه و نَسِیبُه الفَتْحُ أَحمَدُ بنُ البَقَقِیِّ الّذی قُتِلَ علی الزَّنْدَقَهِ سنه إِحْدَی و سَبْعِمائهٍ .

*و مما یُسْتَدرَکُ علیه:

بَقَّ المَکانُ ،و أَبَقَّ :کَثُرَ بَقُّهُ .

و أَرضٌ مَبَقَّهٌ :کَثِیرهُ البَقِّ .

و بُقُوقُ النَّبْتِ :طُلُوعُه.

و بَقَّ الرُّجُلُ یَبِقُّ ،من حَدِّ ضَرَب،و قد سَبَق للمُصَنِّفِ الاقْتِصارُ علی حَدِّ نَصَرَ،نَقْلاً عن الزَّجّاجِ ، یَبِقُّ و یَبُقُّ ، بَقًّا و بَقَقاً و بَقِیقاً :کَثُرَ کلامُه.

و بَقَّ عَلَیْنا کَلامَه:أَکْثَرَه.

و امْرَأَهٌ مِبَقَّهٌ ،مِفْعَلَهٌ ،من بَقَّتْ وَلَداً:إِذا نَثَرَتْ ،قالَ الرّاجِزُ:

إِنّ لَنا لکَنَّهْ

مِبَقَّهً مِفَنَّهْ

مِنْتِیجَهً مِعَنَّهْ

سِمْعَنَّهً نِظْرَنَّهْ

کالذِّئْبِ وَسْطَ القُنَّهْ (3)

إِلاّ تَرَهْ تَظُنَّهْ

و أَبَقَّ وَلَدُ فُلانٍ إِبْقاقاً :إِذا کَثُروا.

و أَثَرٌ بَقٌّ ،أَی:واضِحٌ .

و أَبَقَّت السَّماءُ:کَثُرَ مَطَرُها و تَتابَعَ .

و بَقَّ الشَّیءَ یَبُقُّه :أَخْرَجَ ما فِیه.

و قالَ ابنُ الأَعْرابِیِّ : البَقَقَهُ :الثَّرْثارُونَ .

وَ بَقَّ الخَبَرَ بَقًّا :أَرْسَلَه وَ نَشَره.

و بَقَّهُ :اسمُ حِصْنٍ (4)،و به فُسِّرَ قَوْلُ المُرَقِّصَهِ طِفْلَها:

حُزُقَّهٌ حُزُقَّهْ

تَرَقَّ عَیْنَ بَقَّهْ

أَی:اعْلُ عینَ بَقَّهً ،و قِیل:إِنّها شَبَّهَتْه بالبَقَّهِ لصِغَرِ جُثَّتِه،و قوله:

أَلَمْ تَسْمَعَا بالبَقَّتَیْنِ المُنَادِیا

أَرادَ بَقَّهَ الحِصْنِ ،و مَکاناً آخَرَ معه (5).

و عَیْنٌ بَلاثِقُ :کَثِیرهُ الماءِ.

*و مما یُسْتَدْرَکُ علیه:

ناقهٌ بَلْثَقٌ :غَزِیرَهٌ ،عن ابن الأعرابی و أنْشَد:

بلاثِقٌ نِعْمَ قِلاصُ المُحْتَلِبْ

تَصْغِیرُ تَرْخِیمٍ لأَبْلَقَ ، یُضْرَبُ فی المُحْسِنِ یُذَمُّ و الأَبْلَقُ الفَرْدُ؛حِصْنٌ للسَّمَوْأَلِ بن عادِیَا الیَهُودِیِّ ، قِیلَ : بَناهُ أَبُوه عادِیاً،و فیه یَقُول:

بَنَی لی عادِیَا حِصْناً حَصِیناً

و عَیْناً کُلَّما شِئْتُ اسْتَقَیْتُ (1)

و أُطْماً تَزْلَقُ العِقْبانُ عَنْه

إِذا ما ضَامَنِی أَمْرٌ أَبَیْتُ (2)

و قالَ أَیضاً:

هو الأَبْلَقُ الفَرْدُ الذی سارَ ذِکْرُه

یَعِزُّ عَلَی مَنْ رامَهُ و یَطُولُ (3)

أَو بَناهُ سُلَیْمانُ بنُ داوُدَ علیه و عَلَی أَبِیه السَّلامُ بأَرْضِ تَیْماءَ هکَذا ذکَره الأَعْشَی،فقالَ :

و لا عادِیَا لم یَمْنَعِ المَوْتَ مالُه

و وِرْدٌ (4)بتَیْماءِ الیَهُودِیِّ أَبْلَقُ

بَناهُ سُلَیْمانُ بنُ داوُدَ حِقْبَهً

له أَزَجٌ حُمٌّ (5)و طَیٌّ مُوَثَّقُ

و أَنَّما قِیلَ له: الأَبْلَقُ ؛لأَنَّهُ کان فی بِنائِه بیاضٌ و حُمْرَهٌ ، و قِیلَ :لأَنَّه بُنِیَ من حِجارَهٍ مُخْتَلِفَهِ الأَلْوان و قَصَدَتْهُ الزَّبّاءُ مَلِکَهُ الجَزِیرَهِ فعَجَزَتْ عنه،و عن مارِدٍ :حِصْنٍ آخرَ تَقَدَّمَ ذِکْرُه فقالَتْ :« تَمَرَّدَ مارِدٌ،و عَزَّ الأَبْلَقُ »فسَیَّرَتْهُ مَثَلاً.

و بَلْقاءُ :د،بالشّامِ و فی سِیرَهِ الشّامِیّ أَنَّها مَقْصُورهٌ ، و علیه فتُکْتَبُ بالیاءِ،و وقع فی نُورِ النِّبْراسِ أَنَّها بالمَدِّ، و علیه فتُرْسَمُ بالأَلِفِ و بَعْدَها همزه.

قلتُ :و القولُ الأَخِیرُ هو الصَّوابُ ،و هی:کُورهٌ مشتملهٌ علی قُرًی کَثِیرَهٍ ،و مَزارِعَ واسِعَهٍ ،و أَنشَدَ ابنُ بَرِّیّ لحَسّان:

انْظُرْ خَلِیلِی ببابِ جِلِّقَ هَلْ

تُؤْنِسُ دُونَ البَلْقاءِ من أَحَدِ؟

و بَلْقاءُ : ماءٌ لبَنِی أَبِی بَکْرٍ و بَنِی قُرَیْطٍ ،و کذلک بُلَیْقٌ ، و قد تَقَدَّم.

و البَلْقاءُ : فَرَسٌ للأَحْوَصِ بنِ جَعْفَرٍ،و أُخْرَی لعَیْزارَهَ هکَذا فی النُّسَخِ ،و الصّوابُ -کما فی التَّکْمِلَهِ -:لابنِ عَیْزارَهَ ،و هو قَیْسُ بنُ عَیْزارَهَ الهُذَلِیُّ ،أَحَدُ الشُّعَراءِ.

و البَلُّوقَهُ ،کعَجُّورَهٍ ،و یُضَمُّ نَقَلَهُما أَبو عَمْرٍو،و قالَ :

هی المَفازَهُ و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:رُبَّما قالُوا: بُلُّوقَهٌ بالضمِّ ، و الفَتْحُ أَکثرُ (6)و هی: الأَرْضُ المُسْتَوِیَهُ اللَّیِّنَهُ قالَ الأَصْمَعِیُّ : أَو الرَّمْلَهُ الَّتِی لا تُنْبِتُ إِلاّ الرُّخامَی و الثِّیرانُ تُولَعُ به،و تَحْفِرُ أُصُولَه فتَأْکُلُ عُروقاً فیه،قال ذُو الرُّمَّهِ یصِفُ ثَوْراً:

یَرُودُ الرُّخامَی لا یَرَی مُسْتَزَادَهُ

ببَلُّوقَهٍ إِلا کَبِیرَ المَحَافِرِ (7)

أَراد أَنّه یَسْتَثِیرُ الرُّخامَی و هی البُقْعَهُ الَّتِی لیسَ بِها شَجَرٌ، و لا تُنْبِتُ (8)شَیْئاً البَتَّهَ و قِیلَ :هی قَفْرٌ من الأَرْضِ لا یَسْکُنُها إِلاّ الجِنُّ ،و قال أَبو عُبَیْدٍ:السَّبارِیتُ :الأَرضُونَ التی لا شَیْ ءَ فِیها،و کذلِکَ البَلالِیقُ و المَوامِی،و قالَ أَبو خَیْرَهَ : البَلُّوقَهُ :مکانٌ صُلْبٌ بینَ الرِّمالِ ،کأَنَّه مَکْنُوسٌ ، تَزْعُم الأَعْرابُ أَنّه مَساکِنُ الجِنِّ ،و قالَ الفَرّاءُ: البَلُّوقَهُ :

أَرْضٌ واسِعَهٌ مُخْصِبَهٌّ ،لا یُشارِکُکَ فِیها أَحَدٌ،یُقال:تَرَکْتُهم فی بَلُّوقَهٍ منَ الأَرْضِ .

کالبَلُّوقِ ،کتنُّورٍ،ج: بَلالِیقُ قالَ الأَسْوَدُ بنُ یَعْفر:

...ثُمَّ ارْتَعَیْنَ البَلالِقَا

و البَلُّوقَهُ : ع،بناحِیَهِ البَحْرَیْنِ فوقَ کاظِمَهَ قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: یَزْعُمُونَ أَنّه من مَساکِنِ الجِنِّ ،و قد جَمَعَها هکَذا فی النُّسَخِ ،و کأَنَّه نَظَر إِلی لَفْظِ البَلُّوقَه لا المَوْضِع عُمارَهُ بنُ طارِقٍ -و یُقالُ :عُمارَهُ بنُ أَرْطاهَ -عَلَی بَلالِقَ فقالَ :

ص:46

فَوَرَدَتْ من أَیْمَنِ البَلاِلقِ

و یُرْوَی:البلائِقِ .

و بَلِقَ الرَّجُلُ ، کفَرِحَ :إِذا تَحَیَّرَ و دَهِشَ .

و بَلَقَ کنَصَر بُلُوقاً أَی: أَسْرَعَ عن ابنِ عَبّادٍ.

قالَ : و بَلَقَ السَّیْلُ الأَحْجارَ :إِذا جَحَفَها و نَصُّ المُحیطِ :اجْتَحَفَها.

و بَلَقَ البابَ :فتَحَهَ کُلَّهُ یَبْلُقُه بَلْقاً ،و قِیلَ :مَرَّ زَیْدُ بنُ کُثْوَهَ بقَوْمٍ ،فقالُوا:مِنْ أَینَ ؟فقالَ :أَتَیْتُ بنِی فُلانٍ فی وَلِیمَهٍ ، فبُلِقَ البابُ ،فانْدَمَقَ فیه سُرْعانُ النّاسِ ،فانْدَمَقْتُ فیه،فدُلِظَ فی صَدْرِی،و کانَ دَخَلَ البَصْرَهَ ،فصادَفَ قَوْماً یَدْخُلُونَ دار العُرْسِ ،فأَرادَ أَنْ یَدْخُلَ .

أَو :فَتَحَهُ فَتْحاً شَدِیداً،کأَبْلَقَه فانْبَلَقَ نَقلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، و أَنْشَد لرَجُل من الشُّراهِ (1):

سَوْداءُ حالِکَهٌ أَلْقَتْ مَراسِیَها

فالحِصْنُ (2)مُنْثَلِمٌ و البابُ مُنْبَلِقُ

و قِیلَ : بَلَقَ البابَ :إِذا أَغْلَقَه قال ابنُ فارِسٍ :هذا هو الصَّحِیحُ عندِی (3)،فهُو ضِدٌّ.

و قالَ أَبو عَمْرٍو: بَلَق الجارِیَه بَلْقاً :فَتَحَ کُعْبَتَها،أَی:

افْتَضَّها و أَزالَ عُذْرَتَها،قال:أَنْشَدَنِی فتیً من الحَیِّ :

رَکَبٌ تَمَّ و تَمَّتْ رَبَّتُهْ

قَدْ کانَ مَخْتُوماً ففُضَّتْ کُعْبَتُهْ

و بالِقانُ (4)، بکسرِ الّلامِ :ه،بمَرْوَ خَرِبَتْ و انْدَرَسَتْ ، و بقِیَ النَّهْرُ مُضافاً إِلیها،و باؤُها فارِسِیَّهٌ بثلاثِ نُقَطٍ من تَحْت،منها:أَبو الفَتْحِ محمَّدُ بنُ أَبی حَنِیفَهَ النُّعْمان بنِ محمَّدِ بنِ أَبِی عاصِمٍ ،المَعْروفُ بابْنِ أَبِی حَنِیفَهَ ،من المُتَفَنِّنِین،مات بهراهَ سنه 557.

و بَیْلَقانُ ،بفَتْحِها:د،قُرْبَ دَرْبَنْدَ و باب الأَبْوابِ ،بَناه بَیْلقانُ بنُ أَرْمِینی بنِ لَنْطَی بنِ یُونانَ ،منها:أَبُو المَعالِیعبدُ المَلِکِ بنُ عَبْدِ البَیْلَقانِیُّ ،سَمِعَ ببَغْدادَ أَبا جَعْفَر بنَ المُسْلِمَهِ ،تُوفِّیَ ببلده سنه 498.

و أَبْلَقَ الفَحْلُ :وَلَدَ وُلْداً بُلْقاً عن الزَّجّاج.

و التَّبْلیقُ :إِصْلاحُ البِئْرِ السَّهْلَه بتَوابِیتَ من ساجٍ .

و هو من قولهم: رَکِیَّهٌ مُبَلَّقَهٌ کمُعَظَّمَهٍ ،أَی: مُصْلَحَهٌ .

و ابْلَقَّ الفَرَسُ ابْلِقاقاً ،و ابْلاقَّ ابْلِیقَاقاً : صارَ أَبْلَقَ قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:لا یُعْرَف فی فِعْلِه غَیْرُهما،و قد أَشَرْنا إِلیه آنِفاً.

و ابْلَنْقَقَ الطَّرِیقُ :وَضَحَ من غَیْرِه نقَلَه الصّاغانِیُّ .

قالَ :و التَّرْکِیبُ یدُلُّ علی الفَتْحِ ،و قد یُسْتَبْعَدُ البَلَقُ فی الأَلْوانِ ،و هو قَرِیبٌ ،و ذلِک أَنَّ البَهِیمَ مُشْتَقٌّ من البابِ المُبْهَم،و إِذا ابْیَضَّ بعضُه فهو کَالشَّیْ ءِ یُفْتَحُ .

*و مما یُسْتَدْرَکُ علیه:

البَلِقُ ،کوَجِلٍ :الّذِی بَرِقَتْ عینُه و حارَتْ .

و یُقالُ فی الشَّتْمِ :حَلْقَی بَلْقَی .

و ابْلَوَلَقَ الدَّابَّهُ ابْلِیلاقاً (5)،مثل ابْلَقَّ .

و قال الخلِیلُ : البالُوقَه :لغهٌ فی البالُوعَهِ .

و البُلْقُ ،بالضمِّ :اسم موْضعٍ ،قال:

رَعَتْ بمُعَقِّبٍ فالبُلْقِ نَبْتاً

أَطارَ نَسِیلَها عَنْها فطَارَا

و بَلَّقَ کِذْبَهً حَرْشاءَ:صَنَعَها و زَوَّقَها،کذا فی نَوادِرِ الأَعْرابِ .

و بَلَقَ ظَهْرَه بالسَّوْطِ :إِذا قَطعَه،کذا فی النَّوادِرِ أَیضاً.

و بُلاَق ،کغُرابٍ ،و العامَّهُ تقولُ : بُولاق ،کطُوبار:مَدِینَهٌ کبیرهٌ علی ضَفَّه النِّیلِ ،علی فَرْسَخٍ منِ مصر.

و قال ابنُ السِّکّیتِ :سَمِعْتُ الکِلابِیَّ یَقولُ : البلْهقُ (1)، بالضَّمِّ و الکَسْرِ:التی لا صَیُّورَ لها.

قالَ :و یُقالُ :لَقِینا فُلاناً فبَلْهَقَ لَنَا فی کَلامِه و عِدَتِه، فیقُولُ السامِعُ :لا تَغُرَّنَّکُم بَلْهَقَتُه فما عِنْدَه خَیْرٌ.

و قال ابنُ الأَعْرابِیّ :فی کَلامِه بَلْهَقَهٌ ،و طَرْمَذَهٌ ،و لَهْوَقَهٌ ، أَی:کِبْرٌ،قالَ :و فی النّوادِرِ کَذلِک.

*و مما یُسْتَدْرَکُ علیه:

البَلْهَقَه :الدّاهِیَهُ .

حُبِّها»و أَرادَ بالأَطْفالِ و الأَبْناءِ:الأَحْزانَ المُتَوَلِّدَهَ ،عن الحُبِّ قال ابنُ بَرِّیّ :و قولُ المَجْنُون من المَقْلُوبِ لأَنَّ الأَزْرارَ هی الّتِی تَضُمُّ البَنائِقَ ،و لیست البنائِقُ هی التی تَضُمُّ الأَزْرارَ،و کان حَقُّ إِنْشادِه:

کما ضَمَّ أَزْرارُ القَمِیصِ البِنائِقَا

إِلاّ أَنّه قَلَبَه،و فَسَّرَ أَبو عَمْرٍو الشَّیْبانِیُّ البَنائِقَ هُنا بالعُرَی التی تُدْخَلُ فیها الأَزْرارُ،و المَعْنَی علی هذا واضِحٌ بَیِّنٌ ،لا یُحْتاجُ معه إِلی قَلْبٍ و لا تَعَسُّفٍ ،إِلاّ أَنَّ الجُمْهُورَ علی الوَجْهِ الأَوَّل،و ذکر ابنُ السِّیرافِیِّ أَنَّه رَوَی بعضُهم:

کما ضَمَّ أَزرارُ القَمِیصِ البَنائِقَا

قالَ :و لیس بصَحِیحٍ ؛لأَنَّ القَصِیدَهَ مَرْفُوعهٌ (1)،و بَعْدَه:

و ماذَا عَسَی الواشُونَ أَن یَتَحَدَّثُوا

سِوَی أَنْ یَقُولوا إِنَّنِی لَکِ عاشِقُ

و قالَ أَبُو الحَجّاجِ الأَعْلَمُ : البَنِیقَهُ :اللَّبِنَهُ ،و کُلُّ رُقْعَهٍ تُزادُ فی ثَوْبٍ أَو دَلْوٍ لیَتَّسِعَ ،فهی بَنِیقَهٌ ،و یُقَوِّی هذا القولَ قولُ الأَعْشَی:

قَوَافِیَ أَمْثالاً یُوَسِّعْنَ جِلْدَه

کما زِدْتَ فی عَرْضِ الأَدِیمِ الدَّخارِصَا (2)

فجَعَلَ الدِّخْرِصَهَ رُقْعَهً فی الجِلْد زِیدَتْ لیَتَّسِعَ بها،قالَ السِّیرافِیُّ :و الدِّخْرِصَهُ أَطْوَلُ من اللَّبِنَهِ ،قال ابن بَرّی:و إِذَا ثَبَتَ أَنَّ بَنِیقَهَ القَمِیصِ هی جُرُبّانُه،فُهِمَ مَعْناهُ ؛لأَنَّ جُرُبّانَه مَعْرُوفٌ ،و هو طَوْقُه الَّذِی فِیه الأَزْرارُ مَخِیطَهٌ ،فإِذا أُرِیدَ ضَمُّه أُدْخِلَتْ أَزْرارُه فی العُرَی،فضَمَّ الصَّدْرَ إِلی النَّحْرِ، و علی ذلِک فُسِّرَ بیتُ المَجْنون،قال:و یُبَیِّنُ صِحَّهَ ذلِکَ ما أَنْشَدَه القالِی فی نَوادِرِه:

له خَفَقانٌ یَرْفَعُ الجَیْبَ و الحَشَی

یُقَطِّعُ أَزْرارَ الجُرُبّانِ (3)ثائِرُهْ

و هذا مِثْلُ بَیْتِ ابنِ الدُّمَیْنَهِ :

رَمَتْنِی بطَرْفٍ لو کَمِیًّا رَمَتْ بِه

لبُلَّ نَجِیعاً نَحْرُه و بَنائِقُهْ

لأَنَّ البَنِیقَهَ هی الجُرُبّانُ ،و مما یَدُلُّکَ علی أَنَّ البَنِیقَهَ هی الجُرُبّانُ قولُ جَرِیرٍ:

إِذا قِیلَ هذا البَیْنُ راجَعْتُ عَبْرَهً

لَها بجُرُبّانِ البَنِیقَهِ واکِفُ

و إِنما أَضافَ الجُرُبّانَ إِلی البَنِیقَهِ -و إِن کانَ إِیّاها فی المَعْنَی-لیُعْلَمَ أَنَّهما بمَعْنیً واحِدٍ،و هذا من بابِ إِضافهِ العامِّ إِلی الخاصِّ ،و لمّا کانَ الجُرُبّانُ إِمّا یَنْطَلِقُ علی البَنِیقَهِ و عَلَی غِلاف السَّیْفِ ،و أُرِیدَ به البَنِیقَه ،أَضافَهُ إِلی البَنِیقَهِ ، لیُخَصِّصَه بذلک،و قال أَبو العَبّاسِ الأَحْوَلُ : البَنِیقَهُ :

الدِّخْرِصَهُ ،و علیه فُسِّرَ بیتُ ذِی الرُّمَّهِ السابِقُ .

و قد عُرِفَ مما تَقَدَّم أَنَّ البَنِیقَهَ اخْتُلِف فی تَفْسِیرها، فقِیلَ :هی لَبِنَهُ القَمِیص،و قیلَ :جُرُبّانُه،و قِیلَ :دِخْرِصَتُه، فعَلَی هذَا تَکُونُ البَنِیقَهُ و الدِّخْرِصَهُ و الجُرُبّانُ بمَعْنَیً واحدٍ، و سُمِّیَتْ بَنِیقَهً لجَمْعِها و تَحْسِینِها،هذا حاصِلُ ما ذَکَرُوه، فتَأَمَّلْ ذلِکَ .

کالبِنَقَهِ ،کعِنَبَهٍ قالَ ابنُ عَبّادٍ: البِنَقَهُ بِنَقَهُ :القَمِیصِ ، و جَمْعُها بِنَقٌ ،و لم یُفَسِّرْها،و فی اللِّسانِ :قال ثَعْلَبٌ : بنائِقُ و بِنَقٌ ،و زَعَم أَنَّ بِنَقاً جَمْعُ الجَمْعِ ،و هذا مِمّا لا یُعْقَلُ .

و البَنِیقَتانِ : دائِرتانِ فی نَحْرِ الفَرَس.

و البَنِیقَهُ : زَمَعَهُ الکَرْمِ إِذا عَظُمَت.

و قال ابنُ عَبّادٍ: البَنِیقَهُ : الشَّعَرُ المُخْتَلِفُ وَسَطَ المَوْقِفِ من الشّاکِلَهِ و فی اللِّسان: بَنِیقَهُ الفَرَسِ :الشَّعَرُ المُخْتَلِفُ فی وَسَطِ مِرْفَقِهِ ،و قِیلَ :مما یَلِی الشّاکِلَهَ و بَنَقَ :

وَصَلَ یُقال:أَرضٌ مَبْنُوقهٌ ،أَی:مَوْصُولهٌ بأُخْرَی،کما تُوصَلُ بَنِیقَهُ القَمِیصِ ،قالَهُ ابنُ سِیدَه،و أَنشَدَ قولَ ذِی الرُّمَّهِ :

و مُغْبَرَّهِ الأَفْیافِ مَسْحُولَهِ (4)الحَصَی

دَیامِیمُها مَبْنُوقَهٌ بالصَّفاصِفِ

ص:49

هکذا رواه أَبو عَمْرٍو،و رَواه غَیْرُه:«مَوْصُولهٌ ».

و بَنَقَ :إِذا غَرَسَ شِراکاً واحِداً من الوَدِیِّ ، کأَبْنَقَ ، و بَنَّقَ تَبْنِیقاً ،و کذلک نَبَّق،بتَقْدِیم النُّونِ ،فیُقال:نَخْلٌ مبَنَّقٌ ،و مُنَبَّقٌ :کلُّ ذلِکَ عن ابْن الأَعْرابِیِّ .

و بانُوقَهُ :امرأَهٌ .

و بَنَّقَ بالمَکانِ تَبْنِیقاً :إِذا أَقامَ بِهِ .

و قالَ ابنُ الأَعْرابِیِّ : بَنَّقَ کلامَه :إِذا جَمَعَه و سَوَّاه و قد بَنَّقَ الکِتَابَ ،و فی الأَساس: بَنَّقَ الکِتابَ :زَرَّه،و إِذا فَرَغْتَ من قِراءَهِ الکِتاب فبَنِّقْه ،و لا تَضَعْهُ غیرَ مُبَنَّقٍ .

قال: و فی النَّوادِرِ: بَنَّقَ فلانٌ کِذْبَهً حَرْشاءَ،و بَلَّقَها (1):

إِذا صَنَعَها و زَوَّقَها.

و بَنَّقَ ظَهْرَه بالسَّوْطِ و بَلَّقَه،و قَوَّبَه،و فَتَّقَه،و فَلَّقَه،أَی:

قَطَعَه.

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: بَنَّقَ الشَّیْ ءَ :إِذا قَلَّدَه.

و بَنَّقَ القَمِیصَ :جَعَلَ له بَنِیقَهً قال رُؤْبَهُ :

مُوَشَّحَ التَّبْطِینِ أَو مُبَنَّقَا

و من المَجازِ: بَنَّقَ الجَعْبَهَ :إِذا فَرَّجَ أَعْلاَها،و ضَیَّقَ أَسْفَلَها یُقال:جَعْبَهٌ مُبَنَّقَهٌ ،أَی:مُفَرَّجَهٌ ،قاله ابنُ عَبّادٍ، و فی الأَساسِ :جَعْبَهٌ مُبَنَّقَهٌ :زِیدَ فی أَعْلاهَا شِبْهُ بَنِیقَهٍ لتَتَّسِعَ .

*و مما یُسْتَدرک علیه:

بَنَّقَ الکِتابَ :جَوَّدَه و جَمَعَه،لغهٌ فی نَبَّقَه،و قَوْلُ ذِی الرُّمَّهِ :

إِذا اعْتَفاها صَحْصَحانُ مَهْیَعُ

مُبَنَّقٌ بآلِه مُقَنَّعُ (2)

قالَ الأَصْمَعِیُّ :یَقُولُ :السَّرابُ فی نَواحِیه مُقَنَّعٌ ،قد غَطَّی کُلَّ شَیْ ءٍ منه.

و البَنِیقَهُ :السَّطْرُ من النَّخْلِ .

و طَریقٌ مُبَنَّقٌ ،أَی:واسِعٌ ،و هو مَجازٌ.و مَفازَهٌ مَبْنُوقَهٌ بأُخْرَی:مَوْصُولهٌ بها،و هو مَجازٌ أَیضاً.

و البَنِیقَتانِ :عُودانِ فی طَرَفَیِ المِضْمَدِهِ .

*و مما یُسْتدرَکُ علیه:

هَوَوْا لنا زُمَراً من کُلِّ ناحِیَهٍ

کأَنَّما فَزِعُوا من نَفْخَهِ البُوقِ

و أَصَابَتْنا بُوقَهٌ بالضَّمِّ ،أَی: دُفْعَهٌ من المَطَرِ کما فی الصِّحاح،زادَ غَیْرُه: شَدِیدَهٌ ،أَو مُنْکَرَهٌ و فی الصِّحاح:

انْبَعَجَتْ ضَرْبَهً ج : بُوَقٌ کصُرَدٍ قال رُؤْبهُ :

من باکِرِ الوَسْمِیِّ نَضّاحِ البُوَقْ (1)

و البائِقَهُ :الدّاهِیَهُ و البَلِیَّهُ تَنْزِلُ بالقَومِ ج: بَوائِقُ و منه

16- الحَدِیثُ : «لا یَدْخُلُ الجَنَّهَ مَنْ لا یَأْمَنُ جارُه بَوائِقَهُ » (2). قال قَتادَهُ :أَی:ظُلْمَه و غَشْمَه،و قالَ الکِسائِیُّ :غَوائِله و شَرّه.

و باقَ یَبُوقُ بَوْقاً :إِذا جاءَ بالشَّرِّ و الخُصوماتِ .

و فِی الصِّحاح: باقَت البائِقَهُ القَوْمَ تَبُوقُهم بَوْقاً :

أَصابَتْهُم،کانْباقَتْ عَلَیْهم مثالُ انْباجَتْ ،کما فی الصِّحاحِ ، و قالَ ابنُ فارِسٍ :أُراها مُبْدَلَهً من جِیمٍ (3)،قال الجَوْهَریُّ :

أَی انْفَتَقَتْ .

و انْباقَ علیهم الدَّهْرُ،أَیْ :هَجَمَ عَلَیْهِمْ بالدَّاهِیَهِ .کما یَخْرُجُ الصَّوْتُ من البُوقِ .

و الباقَهُ :الحُزْمَهُ من البَقْلِ نَقَله الجَوْهَرِیُّ .

و باقَ بکَ الرَّجُلُ :إِذا طَلَعَ علیکَ من غَیْبَهٍ .

و باقَ بهِ :مثلُ حاقَ به.

و یُقال: باقَ القَوْمُ علیه بَوْقاً :إِذا اجْتَمَعُوا عَلَیْه فقَتَلُوه ظُلْماً و قِیلَ : باقُوا عَلَیْهِ :قَتَلُوه،و انْباقُوا به:ظَلَمُوه.

و باقَ المالُ أَی: فَسَدَ و بارَ.

قلتُ :و کذلِک الأَرْضُ إِذا بارَتْ فقَدْ باقَتْ ،مصِریَّهٌ .

و قالَ ابنُ الأَعْرابِیِّ : باقَ فلانٌ یَبُوق بَوْقاً :إِذا تَعَدَّی عَلَی إِنسانٍ .

أَو باقَ :إِذا هَجَم علی قَومٍ بغَیْرِ إِذْنِهِم،کانْباقَ یُقال:

انْباقَ الدَّهْرُ عَلَیْهِم،أَی:هَجَم بالدّاهِیَهِ . و قالَ ابنُ عبّادٍ: باقَ القَوَمَ بَوْقاً :إِذا سَرَقَهُمْ .

قالَ : و مَتاعٌ بائِقٌ :لا ثَمَنَ له کأَنَّه کاسِدٌ.

قالَ : و الخاقِ باقْ مَبْنِیّانِ علی السُّکُونِ ،و علی الکَسْرِ:

صَوْتُ الفَرْجِ عند الجِماعِ و سَیَأْتی فی:«خ و ق»أَیضاً.

و المُبَوَّقُ ،کمُعَظَّمٍ :الکلامُ الباطِلُ عن ابْنِ الأَعْرابِیِّ :

و انْباقَ بهِ :إِذا ظَلَمَه.

و انْباقَت علیهِ بائِقَهٌ :مَثْلُ انْباجَتْ ،أَی: انْفَتَقَتْ کما فی الصِّحاحِ ،و قد تَقَدَّم الکَلامُ علیهِ قَرِیباً.

و من المَجازِ: تَبَوَّقَ الوَباءُ فی الماشِیَهِ :إِذا وَقَعَ فِیها المَوْتُ ،و فَشَا و انْتَشَرَ،کأَنَّما نُفِخَ فیها،نَقَله ابنُ عَبّادٍ و الزَّمَخْشَرِیُّ .

و قالَ ابنُ فارِسٍ فی المَقایِیسِ (4):الباءُ و الواوُ و القافُ لیسَ بأَصْلٍ مُعَوَّلٍ عَلَیْهِ ،و لا فِیهِ عِنْدِی کَلِمَهٌ صَحِیحهٌ .

*و مما یُسْتدرک علیه:

داهِیَهٌ بَؤُوقٌ :شَدِیدهٌ .

و باقَتْهُم بَؤُوقٌ :أَصابَتْهُم بَوْقاً و بُؤُوقاً ،کقُعُودٍ،و أَنشَدَ ابنُ بَرِّیّ لزُغْبهَ الباهِلِیِّ :

تَراها عندَ قُبَّتِنا قَصِیراً

و نَبْذُلُها إِذا باقَتْ بَؤُوقُ

و باقَ بَوْقاً :إِذا کَذَب،و قالَ ابنُ الأَعْرابِیّ :أَی جاءَ بالبُوقِ ،و هو الکَذِبُ السُّماقُ :قالَ الأَزْهَرِیُّ :و هذا یَدُلُّ علی أَنَّ الباطِلَ یُسَمَّی بُوقاً .

و تَبَوَّقَ :تَکَذَّبَ .

و نَفَخَ فی البُوقِ :إِذا نَطَقَ بما لا طَائِلَ تَحْتَه،و هو مَجازٌ.

و باقَ الشیءُ بَوْقاً :غابَ .

و باقَ بَوْقاً :ظَهَر،ضِدٌّ.

و باقَت السَّفِینَهُ بَوْقاً و بُؤُوقاً :غَرِقَتْ .

و البَوْقُ ،بالفتحِ و الضَّمِّ :کَثْرَهُ المَطَرِ.

و البُوْقُ من کُلِّ شیءٍ:أَشَدُّه.

ص:51

و فی المَثَلِ : «مُخْرَنْبِقٌ لیَنْباقَ » :أَیْ لیَنْدَفعَ فیُظْهِرَ ما فی نَفْسِه.

و انْباقَت المَطْرَهُ :انْدَفَعَتْ .

و البُوقَهُ :بالضمِّ :شَجَرهٌ من دِقِّ الشَّجَرِ شَدِیدهُ الالْتِواء (1)،و به فَسَّرَ بعضٌ قَوْلَ رُؤْبَهَ السابقَ ،کذا فی العَیْنِ ،و قال غیرُه:هو ضَرْبٌ من الشَّجَرِ رَقِیقٌ (2)شَدِیدُ الالْتِواءِ.

و بَوَّقَ فُلانٌ کِذْبَهً حَرْشاءَ،أَی:زَیَّنَها و زَوَّقَها،کما فِی النّوادِر.

و نَهْرُ بُوق ،بالضَّمِّ :طَسُّوجٌ من سَوادِ بَغْدادَ قُرْبَ کَلْواذا.

و بُوقَهُ ،بالضمِّ ،مدِینَهٌ بأَنطاکِیَهَ .

و ثَغْرُ بُوق :من أَعْمالِ الأُشْمُونین.

و بُوقُ :قریهٌ .

و کجَعْفَرٍ:الدّاهِیَهُ قال رُؤْبَهُ :

حَتَّی تَرَی الأَعْداءُ مِنِّی بَهْلَقَا

أَنْکَرَ مِمّا عِنْدَهُم و أَقْلَقَا

و البَهْلَقَهُ :الکِبْرُ،و شِبْهُ الطَّرْمَذَه و قد بَهْلَقَ .

و قالَ ابنُ عَبّادٍ (1): البَلْهَقَهُ ،بتَقْدِیمِ الّلامِ ،فرَدَّ ذلِکَ ثَعْلَبٌ ،و قالَ :إِنَّما هی البَهْلَقَه بتَقْدِیمِ الهاءِ علی الّلامِ ، کما ذَکرناه آنِفاً.

و البَهْلَقَهُ : الدَّاهِیَهُ .

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: البَهْلَقَهُ : أَنْ یَلْقاکَ الإِنْسانُ بکَلامِه و لِسانِه.

و قالَ الفَرّاءُ: البَهْلَقَهُ : الکَذِبُ ، کالتَّبَهْلُقِ و قد بَهْلَقَ ، و تَبَهْلَقَ .

و جامعٌ بَهْلِیقَی (2)بالفَتْح: غَرْبِیَّ بَغْدادَ من الجَوامِعِ المَعْروفهِ ،نَقَلَه الصّاغانِیُّ .

*و مما یُسْتَدرکُ علیه:

البِهْلِقُ بالکَسْرِ (3):الدّاهِیَهُ ،کذا فی التَّکْمِله.

و بَهْلَقَ ،و تَبَهْلَقَ :کَذَبَ ،عن الفرّاء.

أَصْمَعِ الکَعْبَیْنِ مَهْضُومِ الحَشی

سَرْطَمِ اللَّحْیَیْنِ مَعّاجٌ تَئِقْ

و قالَ الأَصْمَعِیُّ أَیضاً: تَئِقَ الرَّجُلُ :إِذا امْتَلَأَ غَضَباً و غَیْظاً،و مَئِقَ :إِذا أَخَذَه شِبْهُ الفُواقِ عِنْدَ البُکاءِ قَبْلَ أَنْ یَبْکِیَ ،و قالَ فی قَوْلِ رُؤْبَهَ :

کأَنَّما عَوْلَتُها منَ التَّأَقْ

عَوْلَهُ ثَکْلَی وَلْوَلَتْ بعدَ المَأَقْ

و المَأَقُ :نشَیجُ البُکاءِ أَیْضاً،و التَّأَقُ :الامْتِلاءُ.و قالَ أَبُو الجرّاحِ : التَّئِقُ :المَلْآنُ شِبَعاً و رِبَّا،و المَئِقُ :الغَضْبانُ و قِیلَ : التَّئِقُ هُنا:المُمْتَلِیءُ حُزْناً،و قِیلَ :النَّشِیطُ ،و قِیلَ :

السَّیِّیءُ الخُلُقِ .

و قالَ اللَّیْثُ : التَّئِقُ : الفَرَسُ المُمْتَلِیءُ نَشَاطاً و شَباباً و جَرْباً،و هو مَجازٌ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ لزُهَیْرِ بنِ مَسْعُودٍ الضَّبِّیِّ یصِفُ فَرَساً:

ضافِی السَّبِیبِ أَسِیلُ الخَدِّ مُشْتَرِفٌ

حابِی الضُّلُوعِ شَدِیدٌ أَسْرُه تَئِقُ (1)

و قالَ أَبُو عَمْرٍو: التَّأَقَهُ ،مُحَرَّکَهً :شِدَّهُ الغَضَبِ ، و السُّرْعَهُ إِلی الشَّرِّ،و هو تَیّاقٌ ،و به تَأَقَهٌ ،و المَأَقَهُ :شِدَّهُ البُکاءِ.

و قالَ اللَّیْثُ : أَتْأَقَ القَوْسَ :إِذا شَدَّ نَزْعَها،و أَغْرَقَ السَّهْمَ فِیها و هو مَجازٌ.

*و مما یُسْتَدْرَکُ علیه:

التَّأَقُ ،مُحَرَّکَهً :ضِیقُ الخُلُقِ .

و تَئِقَ الصَّبِیُّ و غَیْرُه تَأَقاً ،و تأَقَهً ،عن اللِّحْیانِیِّ ،فهو تَئِقٌ :

إِذا أَخَذَهُ شِبْهُ الفُواقِ عندَ البُکاءِ،و من کَلامِ أُمِّ تأَبَّطَ شَرًّا:

«و لا أَبَتُّه تَئِقاً ».

و إِناءٌ مُتْأَقٌ ،بالضَّمِّ :شَدِیدُ الامْتِلاءِ.

و أَمّا سَلامَهُ بنُ ناهِضٍ التِّرْیاقِیُّ المَقْدِسِیُّ فإِنّه إِلی عَمَلِ التِّرْیاقِ -المَعْجُونِ المَشْهُورِ-رَوَی عنه أَبُو القاسِم الطَّبَرانِیُّ .

و التِّرْیاقُ : فَرَسٌ کانَ للخَزْرَجِ قالَ إِبراهِیمُ بنُ بَشِیرٍ الأَنْصارِیُّ :

بَیْن القَتادِیّ (1)و التِّرْیاقِ نِسْبَتُها

جَرْداءُ مَعْرُوقَهُ اللَّحْیَیْنِ سُرْحُوبُ

و التِّرْیاقُ : الخَمْرُ، کالتِّرْیاقَهِ هکَذا کانَت العَرَبُ تُسَمِّیها؛لأَنَّها-فِیما یَزْعُمون-تَذْهَبُ بالهَمِّ ،کما فِی الصِّحاحِ ،و فی العُبابِ :دَواءٌ للهُمُومِ .

قلتُ :و لِذا تُسَمَّی أَیْضاً صابُونَ الهُمُومِ ،و منه قَوْلُ ابنِ مُقْبِلٍ : (2):

سَقَتْنِی بصَهْباءَ تِرْیاقَهٍ

مَتَی ما تُلَیِّنْ عِظامِی تَلِنْ

و یُرْوَی«دِرْیاقَهٍ »و سیأْتی.

و التَّرْقُوَهُ بالفَتْحِ ، و لا تُضَمُّ تاؤُه ،کما فی الصِّحاحِ :

العُظَیْمُ الَّذِی بینَ ثُغْرَهِ النَّحْرِ و العاتِقِ و هما تَرْقُوَتانِ ،تکونُ للنّاسِ و غیرِهم ج: التَّراقِی أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ -فی صِفَهِ قَطاهٍ -:

قَرَتْ نُطْفَهً بینَ التَّراقِی کأَنَّها

لَدَی سَفَطٍ بینَ الجَوانحِ مُقْفَلِ

و قالَ الفَرّاءُ:قالَ بعضُهُم: التَّرایِقُ : التَّراقِی ،و أَنْشَدَ یَعْقُوبُ :

هُمُ أَوْرَدُوکَ المَوْتَ حِینَ أَتَیْتَهُم

و جاشَتْ إِلیکَ النَّفْسُ بینَ التَّرایِقِ (3)

وَزْنُه: فَعْلُوَهٌ بالفتح- لقَوْلِهِم تَرْقَیْتُه تَرْقاهً ،أَی:أَصَبْتُ تَرْقُوَتَهُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ عن ابنِ السِّکِّیتِ ،و قد أَعادَ المُصَنِّفُ التَّرْقُوَهَ أَیضاً فی المُعْتَلِّ بالواو أَصَالَهً ،و فی«قرن»اسْتِطْراداً فَتأَمّل.

*و مما یُسْتَدْرَکُ علیه:

التَّرَقُ ،محرَّکَهً :شَبِیهٌ بالدَّرَجِ ،قالَ الأَعْشَی:

و مارِدٌ من غُواهِ الجِنِّ یَحْرُسُها

ذُو نِیقَهٍ مُسْتَعِدٌّ دُونَها تَرَقَ (4)

دُونَها:یعنی دُونَ الدُّرَّهِ .

و یُقال:بَلَغَت[الروحُ (5)] التَّراقِیَ :إِذا شارَفَ المَوْتَ .

و قالَ الفَرّاءُ: التَّقْتَقَهُ : سَیْرٌ عَنِیفٌ و کذلِکَ الذَّوْحُ و الطَّمْلُ ،و قالَ غیرُه:هو سُرْعَهُ السَّیْرِ و شِدَّتُه،قال أَبو حِزامٍ العُکْلِیُّ :

عَلَی قُودٍ تُتَقْتِقُ شَطْرَ طِنْ ءٍ

شَأَی الأَخْلامَ ماطٍ ذِی شُحُوطِ (1)

و یُقالُ : تَقْتَقَ من الجَبَلِ :إِذا وَقَعَ و قالَ ابنُ الأَعْرابِیِّ :

هَبَطَ ،و قِیلَ : التَّقْتَقَهُ :الهُوِیُّ من فَوْقُ إِلی أَسْفَل علی غَیْرِ طَرِیقٍ ،و قد تَتَقْتَقَ . و تَقْتَقَتْ عَیْنُه :إِذا غارَتْ ،عن أَبی عُبَیْدَهَ ،و قالَ أَبو عَمْرٍو،و ابنُ الأَعْرابِیِّ :هو بالنُّونِ ،و أَنشَدَ ابنُ الأَعْرابِیِّ :

خُوصٌ ذَواتُ أَعْیُنٍ نَقانِقِ

جُبْتُ بها مَجْهُولَهَ السَّمالِقِ

*و مما یُسْتَدْرَکُ علیه:

تَتَقْتَقَ فِی الجَبَلِ :إِذا انْحَدَرَ فِیه،عن اللِّحْیانِیِّ .

و تَقَاق ،کسَحابٍ :البَقلَهُ الیَهُودِیَّهُ .

و المُتَوَّقُ ،کمُعَظَّمٍ :الکَلامُ الباطِلُ ،کما فی اللِّسانِ .

قلتُ :أَو هُوَ تَصْحِیفُ المَبُوَّقِ ،بالمُوَحَّدهِ .

و

14- فی حَدِیثِ عُبَیْدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ-رضی اللّه عنهما:

«کانَتْ ناقَهُ رَسُولِ اللّه صلّی اللّه علیه و سلم مُتَوَّقَهً »کذا رَواهُ بالتاءِ،فقِیلَ له:ما المُتَوَّقَهُ ؟فقال:مِثْلُ قَوْلِکَ :فرَسٌ تَئِقٌ . أَی:جَوادٌ، قال الحَرْبِیُّ :و تَفْسِیرُه أَعْجَبُ من تَصْحِیفِه،و إِنّما هی مُنَوَّقَهٌ ،بالنّون،و هِیَ الّتِی قد رِیضَتْ ،و أُدِّبَتْ .

و یُقال: تاقَ إِلی الغایَهِ :إِذا أَسْرَعَ و خَفَّ .

و تُقْ إِلیَّ یا فُلانُ :أَسْرِعْ ،و هو مَجازٌ.

و ثَدَقَ الخَیْلَ :أَرْسَلَها و کذلِکَ الماءَ،قالَه الخَارْزَنْجِیّ .

قالَ : و ثَدَقَ بَطْنَ الشّاهِ :إِذا شَقَّه.

قالَ : و انْثَدَقَت بُطُونُها أَی: اسْتَرْخَتْ .

قال: و انْثَدَقَ علیکَ الناسُ :إِذا انْهَدُّوا.

قالَ : و یُقال: وَجَدْتُ الناسَ (1)مُنْثدِقِینَ أَی: مُغِیرِینَ کُلُّ ذلک أَوْرَدَه الخارْزَنْجِیُّ فی تکملهِ العَیْن.

*و مما یُسْتَدْرَکُ علیه:

مَثادِقُ الوادِی،و مَداعِقُه،و مَذابِحُه،و مَهارِقُه:مَدافِعُه.

و عِرْقُ ثادِق :موضِعٌ بالبَصْرهِ ،یأْتِی ذِکْرُه فی:

«ع ر ق».

النَّسَفِیُّ ،کان یَقْطَعُ (1)ظُهُورَ الأَجْزاءِ التی فیها السَّماعُ مات سنه 448.

و جَوْبَق (2): ع،بمَرْو الشّاهِجانِ فِیه خُضَرٌ و فَواکِهُ منه أَبو بَکْرٍ تَمِیمُ بنُ علیٍّ الجَوْبَقِیّ شیخٌ صالِحٌ ،عن أَبِی مُحمَّدٍ کامکار بنِ عَبْدِ الرزّاق الأَدِیب،و عنه السَّمْعانِیّ بمَرْوَ.

و الجَوْبَقَهُ بهاءٍ:ع،بنَیْسابُورَ،منه أَبو حاتِمٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحمَدَ هکَذا فی النُّسَخِ ،و الصوابُ :أَحمدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَیُّوبَ بنِ سُلَیْمانَ الجَوْبَقِیُّ النَّیْسابُورِیّ عن أَبِی عَمْرٍو أَحمَدَ بنِ نَصْرٍ،و عنه الحاکِمُ أَبو عَبْدِ اللَّهِ ،توفی سنه 435 (3).

و رَجُلٌ جُراقَهٌ ،ککُناسَهٍ أَی: هَزِیلٌ و کذلک جُلاقَهٌ ،کذا فی نَوادِرِ الأَعرابِ .

و قالَ فی موضِعٍ آخرَ منه: ما عَلَیْهِ جُراقَهُ لَحْمٍ و جُلاقَهُ لَحْمٍ ،أَی: شَیْ ءٌ منه.

*و مما یُسْتَدْرَکُ علیه:

جُوْرَقانُ بالضمِّ :قریهٌ بنواحِی هَمَذانَ ،و ذکره المصنِّف فی«ج ز ق»،کما سیأْتی.

*و مما یُسْتَدْرَکُ علیه:

جَوْرَقانُ ،بالفتح:قریهٌ بنَیْسابُورَ،منها:إِسماعِیلُ بنُ أَحمدَ بنِ إِسماعیلَ الباخَرْزِیُّ الجَوْرَقانِیُّ النَّیْسابُورِیُّ ، مولدُه سنه 433.

و الجَوْسَقُ : لَقَبُ محمَّدِ بن مُسْلمٍ المُحَدِّثِ نقَله الصّاغانیُّ .

و جَوْسَقُ : ه،بدُجَیْلٍ ،و بِقُرْبها (1)جَبَلٌ .

و جَوْسَقُ : ه،أُخْرَی ببَغْدادَ.

و جَوْسَقٌ : ه،بالنَّهْرَوانِ من أَعْمالِ بَغْدادَ منها :أَبُو طاهِرٍ الخَلِیلُ بنُ عَلِیّ بنِ إِبراهِیمَ الضَّرِیرُ المُقْرِیءُ سَکَنَ بَغْدادَ،و روی عن ابن البَطِرِ و النِّعالِیِّ (2)،و عنه السَّمْعانِیُّ ، وُلد (3)سنه 482.

و جَوْسَقُ : ه،بنَهْرِ المَلِکِ .

و جَوْسَقُ : ه،تُجاهَ بُلْبَیْسَ شرقِیَّ مِصْرَ.

و جَوْسَقُ : قَلْعَهٌ هناک.

و جَوْسَقُ : قَرْیتانِ بالرَّیِّ .

و جَوْسَقُ : دارٌ بُنِیَتْ للمُقْتَدِرِ باللَّهِ الخَلِیفَهِ فی دارِ الخِلافَهِ یُقال:إِنَّ فی وَسَطِها بِرْکَه مِنَ الرَّصاصِ ثَلاثُون ذِراعاً فی عِشْرِینَ ذِراعاً.

و جُواسَقان ،بالضَّمِّ و فَتْحِ السِّینِ و فی العُبابِ :

جَوْسَقان : ه،بِأسْفِرایِنَ متَّصِلَهٌ بها،و مثلُه فی التَّکْمِلَه (4).

*و مما یُسْتَدْرَکُ علیه:

أَتانٌ جَلَنْفَقٌ :سَمِینَهٌ .

و جَلَوْفَق ،کسَفَرْجَلٍ :اسمٌ .

قال ابنُ فارِسٍ :الجیمُ و الّلامُ و القافُ لیس أَصْلاً و لا فَرْعاً.

*و مما یستدرک علیه:

رَجُلٌ جُلاقَهٌ بالضمِّ ،أَی:هَزِیلٌ .

و جَوْلَقٌ ،کجَوْهَرٍ:اسمٌ .

و الجَلْقَهُ ،بالفتح:المَکْشِرُ،لغهٌ فی المُحَرَّکَهِ ،عن ابنِ عَبّادٍ.

و الجَلالِقَهُ :جِیلُ من النّاسِ .

و أَبو عِصْمَهَ أَحمَدُ بنُ محمَّدِ بن عُمَر الجُوالِقِیّ (1)البُخارِیّ ،مُحَدِّثٌ ،رَوَی عنه غُنْجارُ الحافِظُ توفی سنه 372.

و الإِمامُ أَبو مَنْصُورٍ مَوْهُوبُ بنُ أَبِی طاهِرٍ البَغْدادِیُّ اللُّغَوِیُّ المَعْرُوفُ بابن الجَوالِیقِیّ صاحبُ کتابِ المُعَرَّبِ ، توفی سنه 539.

مَجانِیقُ و فی التَّصْغِیرِ مُجَیْنِیقٌ ،و لأَنَّها لو کانَت زائِدَهً ، و النونُ زائِدَهً لاجْتَمَعَتْ زائِدَتانِ فی أَوّل الاسمِ ،و هذا لا یَکُونُ فی الأَسْماءِ،و لا الصِّفاتِ التی لیْسَت علی الأَفْعالِ المَزِیدَهِ ،و لو جَعَلْتَ النُّونَ من نَفْسِ الحَرْفِ صارَ الاسمُ رُباعِیًّا،و الزِّیاداتُ لا تَلْحَقُ بَناتِ الأَرْبَعَهِ أَوَّلاً إِلاّ الأَسماءَ الجارِیَهَ علی أَفْعالِها،نحو مُدَحْرَجٍ .

و قد جَنَقُوا یَجْنِقُونَ جَنْقاً عن ابْنِ الأَعْرابِیِّ .

و حکی الفارِسِیُّ عن أَبِی زَیْدٍ: جَنَّقُوا تَجْنِیقاً :إِذا رَمَوْا بأَحْجارِ المَنْجَنِیق.

و قالَ اللَّیْثُ : مَجْنَقُوا مَنْجَنِیقاً عندَ من جَعَل المِیمَ أَصْلِیَّهً قال:و قد یَجُوز أَنْ تکونَ زائِدَهً ؛لأَنَّ العَرَبَ رُبَّما تَرَکُوا هذه المِیمَ فی کلمه سِوَی ذلک،کقولِهِمْ للمِسْکِینِ :

قد تَمَسْکَنَ ،و إِنّما المِسْکِینُ علی قَدْرِ مِفْعِیلٍ ،کالمِنْطِیق، و المِحْضِیرِ،و نحو ذلک،قال شیخُنا:و قد اخْتَلَفُوا فی وزنِ هذا اللَّفْظِ علی أَقوالٍ للفَرّاءِ و المازِنِیِّ و أَبی عُبَیْدٍ و التَّوَّزِیّ ، و هل المِیمُ هی الأَصْلِیّه أَو النونُ أَو غیرُ ذلک،و استَدَلُّوا بجَنَقُونا،و بعدم زِیادَهِ المِیم فی مثله إِلی غیرِ ذلک مما لا طائِلَ تَحْتَه،و الصوابُ عندی أَنَّ حُرُوفَه کُلَّها أَصْلیّهٌ ؛لأَنّه عَجَمِیٌّ لا سَبِیلَ فیه إِلی دَعْوَی الاشْتِقاق،و لا مُرَجِّحَ فی ادّعاءِ زیادَهِ بعضِ الحُروفِ دُونَ بَعْضٍ ،و لا داعِیَ لذلِک، فالصوابُ إِذَنْ أَنْ یُذْکَرَ فی فَصْلِ المیمِ ،کما هو ظاهِرٌ، و اللّه أَعلم.

و إِلیه نُسِبَ أَبُو محمَّدٍ عبدُ اللَّهِ بنُ عَلِیّ بنِ عَبْدِ اللَّهِ القاضِی المَنْجَنِیقِیُّ الطَّبَرِیُّ قاضِی جُرْجانَ الفَقِیهُ الشافِعِیُّ الأُصولِیُّ الأَشْعَرِیُّ ،رَوَی عن عِمْرانَ بنِ مُوسَی، و أَحْمَدَ بنِ صاعِدٍ،توفی سنه 359.

و جُنْقانُ ،کعُثْمانَ :ع،بخُوارَزْمَ .

و أَیضاً: ناحِیَهٌ بفارِسَ .

و أَجْنِقانُ ،بکسرِ النُّونِ الأُولَی هکذا ضَبَطَه (1)،و الصوابُ بکسرِ الجیمِ و سکونِ النُّون: ه بسَرَخْسَ ،معرَّبُ أَجِنْکان.

*و مما یُسْتَدْرَک علیه:

الجُنُقُ ،بضمتین:حِجارَهُ المَنْجَنِیق .و قالَ ابنُ الأَعْرابیِّ : الجُنُقُ :أَصْحابُ تَدْبیر المَنْجَنِیق .

و جَنِیقَا ،بفتحٍ فکَسرٍ:جَدُّ أَبِی القاسِمِ عَبْدِ (2)اللّه بنِ عُثْمانَ بنِ یَحْیَی الدَّقّاق،یُعرَفُ بابنِ جَنِیقَا ،ثِقهٌ مُکْثِرٌ،عن أَبِی عَبْدِ اللّه المَحامِلِیِّ ،و غیرِه،توفی سنه 390.

و بِرْکَهُ جَناقٍ ،کسَحابٍ :إِحْدَی المُنْتَزَهاتِ .

*و مما یُسْتَدْرَک علیه (3):

و مما یُسْتَدرکُ علیه:

عَدُوٌّ أَجْوَقُ الفَکِّ ،أَی:مائِلُ الشِّقِّ ،و فی العُبابِ :

الشِّدْقِ ،و جَمْعُه: جُوقَهٌ .

و الجَوْقُ :کُلُّ خَلِیطٍ من الرِّعاءِ أَمْرُهُم واحِدٌ.

و جُوقَهُ بَنِی مُعاوِیهَ :مَحَلَّهٌ بالکُوفَهِ ،منها:أَبو الحُسَیْنِ زَیْدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَینِ بنِ حاجِبٍ الجُوقِیُّ ، رَوَی له المالِینِیُّ عن أَبِی الدَّرْداءِ رضی اللّه عنه.

و قال أَبُو عَمْرٍو فی کتابِ الحُروفِ :یُقال:طَلاهُ فجَوَّقَه ، أَی:تَرَکَ بَعْضَه،فإِنْ طَلاه کُلَّه قلتَ :حَرَّدَه تَحْرِیداً، و أَدْمَجَهُ مثلهُ .

و أَکْثَرُ اسْتِعمالِه فی الإِبِلِ و الغَنَمِ و قالَ اللَّیْثُ : الحَبْقُ :

ضُراطُ المَعِزِ و قَدْ حَبَقَ یَحْبِقُ حَبْقاً بالفَتْحِ و حَبِقاً ،ککَتِفٍ ، و غُرابٍ لفظُ الاسْمِ و لفظُ المَصْدَرِ فیه سَواءٌ،و قد یُسْتَعمَلُ فی الناسِ ،و أَفْعالُ الضَّرْطِ کَثِیراً ما تَجِیءُ مُتَعَدِّیهً بحرفٍ ، کقَوْلِهمْ :عَفَقَ بها،و حَطأَ بها،و نَفَخَ بها:إِذا ضَرَطَ ،و

16- فی حَدِیثِ المُنْکَرِ الّذِی کانَوا یَأْتُونَه فی نادِیهِم: «کانُوا یَحْبِقُون فِیه».

و الحَبْقَهُ :الضَّرْطَهُ و قال ابنُ دُرَیْدٍ:الضُّرَیْطَهُ الخَفِیفه، قال (1):و

17- أَخْبَرَنا أَبو حاتِمٍ -عن أَبِی عُبَیْدَه-قالَ : لمّا قُتِلَ عُثمانُ رضِیَ اللَّهُ عنه قالَ عدِیُّ بنُ حاتِم رَضِیَ اللّه عنه:

«لا تَحْبِقُ فیه عَنْزٌ»فأُصِیبَتْ عَیْنُه یومَ صِفِّین،و قُتِلَ ابنُه طَرِیفٌ ،فدَخَلَ علی مُعاوِیَهَ بعدَ قَتْلِ علیٍّ رضی اللّه عنهما،فقالَ :هل حَبَقَت العَنْزُ فی قَتْلِ عُثْمانَ ؟فقالَ :إِی و اللَّهِ ،و التَّیْسُ الأَعْظَمُ .

و یُقال للأَمَهِ :یا حَباقِ ،کقَطامِ کما یُقالُ لها:یا دَفارِ.

و قالَ الأَصْمَعِیُّ : غِذْقُ حُبَیْقٍ ،کزُبَیْرٍ:تَمْرٌ دَقَلٌ أَغْبَرُ صَغِیرٌ مع طُولٍ فیه،رَدِیءٌ مَنْسُوبٌ إِلی ابنِ حُبَیْقٍ ،و یُقال له أَیضاً:نُبَیْقٌ ،و یُقال: حُبَیْقٌ ،و نُبَیْقٌ (2)،و ذَواتُ العُنَیْق:

لأَنواعٍ من التَّمْرِ و

14- فی الحَدِیثِ : «نَهَی رَسُولُ اللّهِ صلّی اللّه علیه و سلم عن لَوْنَیْنِ من التَّمْرِ:الجُعْرُور،و لَوْنِ حُبَیْقٍ ». یعنی فی الصَّدَقَهِ .

و الحُباقُ ککِتابٍ ،أَو غُرابٍ و علی الأُولَی اقْتَصَر ابنُ دُرَیْدٍ: أَبو بَطْنٍ من تَمِیم و هو لَقَبٌ له،قالَ أَبو العَرَنْدَسِ العَوْذِیُّ ،من بَنِی عَوْذِ بن سَوْدٍ:

یُنادِی الحُباقَ و حِمّانَها

و قَدْ شَیَّطُوا رَأْسَه فالْتَهَبْ (3)

و الحِبِقَّی کالزِّمِکَّی:سَیْرٌ سَرِیعٌ بالحاءِ و الخاءِ،قال أَبو عُبَیْدَهَ :و هو یَمْشِی الحِبِقَّی ،و الدِّفِقَّی،و الحِبِقَّی دُونَ الدِّفِقَّی،قالَ :

یَعْدُو الحِبِقَّی و الدِّفِقَّی مِنْعَبُ

و الحَبَقَهُ ،مُحَرَّکَهً :الجاهِلُ عن ابْنِ عَبّادٍ،زادالزَّمَخْشَرِیُّ :السَّفِیهُ ،و الجَمْعُ : حَبَقاتٌ ،کشَجَرهٍ و شَجَراتٍ ،و هو مَجاز.

و الحِبِقَّهُ بکَسْرتینِ مُشَدَّدَهَ القافِ :القَصِیرُ نَقَلَهُ الصّاغانِیُّ .

و قالَ أَبُو عَمْرٍو: الحُبَقُ کصُرَدٍ:القَلِیلُ العَقْلِ ، و هی بهاءٍ کهُبَعٍ ،و هُبَعَهٍ ،و أَنْشَدَ:

حِبِقَّهٌ یَتْبَعُها شَیْخٌ حُبَقْ

و إِنْ یُوَفِّقْها لِخَیْرٍ لا تُفِقْ

و الحَبْقُ بالفتحِ : الضَّرْب بالجَرِیدِ هکذا فی النُّسخ (4)و الصَّواب:بالجَرِیرِ،کما هو نَصُّ المُحِیط و کذا الضَّرْبُ بالحَبْلِ ،و بالسَّوْطِ .

و أَحْبَقَ القَوْمُ بما عِنْدَهُم أَی: سَلِسُوا به و أَذْعَنُوا عن أَبی عَمْرٍو.

و حَبَّقَ الرَّجُلُ مَتاعَهُ تَحْبِیقاً :إِذا جَمَعَه و أَحْکَم أَمْرَه.

و سَلَمَهُ بنُ المُحَبِّقِ ،کمُحَدِّثٍ :صحابِیٌّ رضِیَ اللَّهُ عنه، شَهِدَ حُنَیْناً،و فَتْحَ المَدائِن،قال أَبو أَحْمَدَ (5)العَسْکَرِیّ فی کتابِ التصحیف: المُحَبِّقُ ،بکسرِ الباءِ،و أَصحابُ الحَدِیث یُصَحِّفُون و یَفْتَحُونَ الباءَ،و قال البُخارِیُّ فی التارِیخِ الکَبِیر:قالَ لِی رَوْحُ بنُ عَبْدِ المُؤْمِنِ :اسمُ المُحَبِّق صَخْر بن عُتْبَهَ بنِ الحارِث بنِ حُصَیْن بنِ الحارِثِ بنِ عَبْدِ العَزِیز (6)بنِ دابِغَه بنِ لِحْیانَ بنِ هُذَیْلٍ ،و فی التَّکْمِلَهِ :صَخْرُ بنُ عُبَیْدٍ.

و قال ابنُ فارِس فی کتابِ المَقایِیس:الحاءُ و الباءُ و القافُ لیسَ عِنْدِی بأَصْلٍ یُؤْخَذُ به،و لا مَعْنَی له،و لکنّهم یَقُولُونَ : حَبَّقَ مَتاعَه:إِذا جَمَعَه،و لا أَدْرِی کیف صِحَّتُه.

*و مما یُستدرکُ علیه:

الحَبْقُ ،بالفتحِ :الضُّراطُ .

و قالَ ابنُ خالَوَیْهِ :جمعُ الحَبَقِ محرکهً للمَأْکُولِ : حِباقٌ ، بالکسرِ،و أَنْشَد:

ص:66

فأَتَوْنا بدَرْمَقٍ و حِباقٍ

و شِواءٍ مُرَعْبَلٍ و صِنابِ

قالَ ابنُ سِیدَه:و الحَبَاقَی :الحَنْدَقُوقَی،لغهٌ حِیرِیَّهٌ (1)، و هی بالعَرَبِیَّه الذُّرَقُ و أَنْشَدَ الأَصْمَعِیُّ لبعضِ العِبادِیِّینَ ، کما فی العُباب،و فی اللّسانِ البَغْدادِیِّینَ ،و هو تحریفٌ :

لیتَ شِعْرِی مَتَی تَخُبُّ بِیَ النا

قَهُ بین العُذَیْبِ فالصِّنِّینِ

مُحْقِباً زُکْرَهً و خُبْزاً رُقاقاً (2)

و حَباقَی و قِطْعَهً من نُونِ

و ما فی النِّحْیِ حَبَقَهٌ ،مُحَرَّکَهً ،أَی:لَطْخُ وَضَرٍ،عن کُراعٍ ،کقَوْلِکَ :ما فی النِّحْیِ عَبَقَهٌ (3).

و قال ابنُ خالَوَیْهِ : الحُبَیْبِیقُ ،کعُصَیْفِیرٍ:السَّیِّیءُ الخُلُقِ (4)،کما فِی اللِّسانِ ،و فی العُبابِ :هو الحُبَقْبِیق .

و حَبَقُ ،محرَّکَهً :ناحِیَهٌ من خَبِیصَ من أَعْمالِ کِرْمانَ ، کما فی المُعْجَمِ .

و یُقالُ :ظَلُّوا یَحْبِقُونَ علی فُلانٍ :إِذا سَبُّوه و جَهِلُوا علیه، و هو مَجازٌ.

*و مما یُسْتَدرکُ علیه:

للصّاغانِیِّ ،فالصوابُ أَنَّ أَحَدَهُما تَصْحِیفٌ عن الآخَرِ، فتَأَمَّلْ .

یُطْرِقُ کَلْبُ الحَیِّ من حِذارِها

أَعطَیْتُ فیها طائِعاً أَو کارِهَا

حَدِیقَهً غَلْباءَ فی جِدارِها

و فَرَساً أُنْثَی و عَبْداً فارِهَا

أَرادَ أَنه أَعطاها نَخْلاً و کَرْماً مُحْدَقاً عَلَیها،و ذلک أَفْخَمُ للنَّخْلِ و الکَرْمِ ؛لأَنّه لا یُحْدَقُ علیه إِلاّ و هو مَضْنُونٌ بهِ ، و إِنَّما أَرادَ أَنَّهُ غالَی بمَهْرِها عَلَی ما هِیَ به من الاشْتِهارِ، و خَلائِق الأَشْرارِ.

أَو کُلُّ ما أَحاطَ بهِ البِناءُ : حَدِیقهٌ ،و ما لمْ یَکُنْ علیه حائِطٌ ،فلیسَ بحَدِیقهٍ .

أَو الحَدِیقهُ : القِطْعَهُ من النَّخْل و منه

16- حَدِیثُ ثابِتِ بنِ قَیْسِ بن شَمّاسٍ رضِیَ اللَّهُ عنه: «اقْبَلِ الحَدِیقَهَ ،و طَلِّقْها تَطْلِیقَهً ».

و الحَدِیقَهُ : ه،من أَعْراضِ المَدِینَهِ علی ساکِنِها أَفْضَلُ الصَّلاهِ و السّلام،کانَتْ بها وَقْعَهٌ بینَ الأَوْسِ و الخَزْرَجِ ، و إِیّاها أَرادَ قَیْسُ بنُ الخَطِیمِ بِقَوْلِه:

أُجالِدُهُمْ یومَ الحَدِیقَهِ حاسِراً

کأَنَّ یَدِی بالسَّیْفِ مِخْراقُ لاعِبِ

و حَدِیقَهُ الرَّحْمنِ :بُسْتانٌ کان لمُسَیْلِمَهَ الکَذّابِ بفِناءِ الیَمامهِ ، فلمّا قُتِلَ عندَها سُمَّیَتْ حَدِیقَهَ المَوْتِ .

و الحَدِیقَهُ ،کسَفِینَهٍ ،و کجُهَیْنَهَ :ع،لبَنِی یَرْبُوع بقُلَّهِ الحَزْنِ ،و ضَبَطه فی التکملهِ کسَفِینَهِ (1).

و قد أَحْدَقَت الرَّوْضَهُ عُشْباً: صارَتْ حَدِیقَهً و إِذا لم یَکُن فیها عُشْبٌ فهی رَوْضَهٌ ،نقله الزَّجّاج.

و التَّحْدِیقُ :شِدَّهُ النَّظَرِ نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

*و مما یُسْتَدْرَکُ علیه:

الحَدِیقَهُ :القِطْعَهُ من الزَّرْعِ ،عن کُراع.

و المُحَدِّقُ ،کمُحَدِّثِ :الأَمْرُ الشَّدِیدُ تُحَدِّقُ منه الرِّجالُ .

و تَکَلَّمْتُ علی حَدَقِ القَوْمِ ،أَی:و هم یَنْظُرُونَ إِلیَّ (2).و رأَیتُ الذَّبِیحَهَ حادِقَهً .

و فلانٌ أَحْدَقَت بهِ المَنِیَّهُ ،أَی:أَحاطَتْ ،و هذا مجازٌ.

و منه أَیْضاً قولُهم:ورَدَ علیَّ کتابُک فتَنَزَّهْتُ فی[أَنَقِ ریاضه و] (3)بَهْجَهِ حَدائِقِه .

الحِذاقَهُ ،بالکسرِ الاسْمُ :إِذا تَعَلَّمَه کُلَّه،و مَهَرَ فیهِ فهو حاذِقٌ من حُذّاقٍ ،و

17- فی حَدِیثِ زَیْدِ بن ثابتٍ : «فما مَرَّ بی نِصْفُ شَهْرٍ حَتّی حَذَقْتُه ». [أَیْ :عَرَفْتُه] (1)و أَتْقَنْتُه،و هو مَجازٌ،مأْخوذٌ من الحَذْق ،و هو القَطْعُ ،کما صَرَّحَ به الزَّمَخْشَریُّ .

و یُقال:هذا یَوْمُ حِذاقِهِ بالکسر،أَی: یَوْمُ خَتْمِه للقُرْآن.

و حَذَق الشَّیءَ یَحْذِقُه بالکسر حَذاقهً و حَذْقاً بفتْحهما:

إِذا قطعَه،أَو مَدَّه لیَقْطعَه بمِنْجَلٍ و نحْوه حتی لا یَبْقی منه شیْ ءٌ فهو حاذِقٌ :قاطعٌ ،و أَنْشد الجوهریُّ لأَبی ذُؤَیْبٍ :

یُرَی ناصِحاً فیما بَدَا فإِذا خلا

فذلِک سِکِّینٌ علی الحَلْق حاذِقُ (2)

و حَذِیقٌ و مَحْذُوقٌ :مَقْطوعٌ و أَنْشد ابنُ السِّکِّیتِ لزُغْبَهَ الباهِلیِّ ،و قال الصّاغانیُّ :هو لجَزْءٍ الباهِلیِّ :

أنَوْراً سَرْعَ ماذا یا فَرُوقُ

و حَبْلُ الوَصْلِ مُنْتکِثٌ حَذِیقُ

و من المَجاز: حَذَق الخلُّ حُذُوقاً کقُعُودٍ و حَذْقاً بالفتح و یُکْسَرُ :إِذا حَمُض فلذَعَ بَاللِّسانِ ،و کذلِک اللَّبَنُ .

و من المَجازْ: حَذَق الرِّباطُ (3)یَدَ الشّاهِ :إِذا أَثَّرَ فیها بالقَطْعِ ،عن ابن دُرَیْد.

و حَذقَ الخَلُّ فاهُ :إِذا حَمَزهُ عن ابْن دُرَیْدٍ و قبَضَه و کذلِک اللَّبَنُ ،و النَّبیذُ،و نحوهُما.

و حُذاقهُ ، کثُمامَهٍ :جَدٌّ لأَبی دُؤاد الشّاعِر الإِیادِیِّ و أَبو بَطْنٍ من إِیاد هکذا فی سائِر النُّسَخِ بواو العطفِ ،و الصوابُ حَذْفُها،و هو حُذاقهُ بنُ زُهَیْر بن إِیادِ بن نِزارِ بن مَعَدٍّ بن عَدْنان،و أَبُو دُؤادٍ اسمُه:جارِیَهُ بنُ الحَجّاجِ بن حُمْران بن بَحْرِ بنِ عِصام بنِ نَبْهان بنِ مُنَبِّهِ بنِ حُذاقَهَ ، و أَسْقطَ ابنُ الکَلْبِیِّ الحَجّاجَ بینَ جارِیَهَ و حُمْرانَ ،و کُلُّ مَنْ مِنَ العَرَبِ سِواهُم حُذافَهُ بالفاءِ،و وَرَدَ فی شِعْرِ أَبی دُؤادٍ « حُذاق »بغیرِهاءٍ،و هو قولُه:

و رِجالٌ من الأَقارِبِ کانُوا

مِنْ حُذاقٍ همُ الرُّؤُوسُ الخِیارُ

و یُقال: ما عِنْدَهُ حُذَاقَهٌ أَی: شیءٌ من طَعَامِ و کذا قولهُم:

ما فی رَحْلِه حُذاقَهٌ ،و أَکَلَ الطَّعامَ فما تَرَکَ منه حُذاقَهً و حُذافَهً ،بالقافِ و بالفاءِ،و القافِ رَواهُ أَصحابُ أَبی عُبَیْد، کما فی«ح ذ ف»و احْتَمَلَ رَحْلَه فما تَرَک مِنْه حُذافَهً ، و کلُّ ذلک مَجَازٌ.

و الحُذاقِیُّ ،کغُرابِیٍّ :الجَحْشُ و به فُسِّرَ

16- الحَدِیث: «أَنَّه خَرَجَ علی صَعْدَه یَتْبَعُها حُذاقِیٌّ عَلَیْها قَوْصَفٌ لم یَبْقَ مِنْها إِلا قَرْقَرُها» (4). و الصَّعْدَهُ :الأَتانُ .

و من المَجازِ: الحُذاقِیُّ : الرّجُلُ الفَصِیحُ اللِّسانِ ، البَیِّنُ اللَّهْجَه،قال طَرَفَهُ :

إِنی کَفانِیَ من أَمْرٍ هَمَمْتُ بهِ

جارٌ کجارِ الحُذاقِیِّ الَّذِی اتَّصَفا (5)

قال الجَوْهَرِیُّ :یعنی أَبا دُؤادٍ الإِیادِیَّ الشَّاعِرَ،و کانَ جارَ کَعْبِ بن مامَهَ .

و الحُذاقِیُّ : السِّکِّینُ المُحَدَّدُ عن ابن عَبّادٍ.

و محمَّدُ بنُ یُوسفَ و أَخُوه إِسْحَاقُ الحُذاقِیّانِ من أَهْلِ صَنْعاءِ الیَمَنِ ،رَوَی مُحَمَّدٌ عن عبدِ الرَّزّاق و غیرِه، و عنهما عُبَیْدُ بنُ محمَّد الکِشْوَرِیُّ .

و حُذاقِیُّ بنُ حُمَیْدِ بن المُسْتَنِیرِ بن حُذاقِیٍّ بالضَّمِّ ، القُمِّیُّ ،روی عن آبائِه،و عنه الطَّبَرانِیُّ : مُحَدِّثُون.

و یُقالُ : تَرَکْتُ الحَبْلَ حِذاقاً ،کَکِتابٍ و غُرابٍ ،أَی:

قِطَعاً،الواحِدَهُ حِذْقَهٌ ،بالکسر.

و یُقال: حَبْلٌ أَحْذاقٌ :أَی أَخْلاقٌ ،کأَنّه حُذِقَ ،أَی:

قُطِعَ ،جَعَلُوا کُلَّ جُزْءٍ منه حَذِیقاً ،حکاه اللِّحْیانِیُّ .

و قد انْحَذَقَ الحَبْلُ ،أَی:انْقَطَع،و منه قَوْلُ الشاعِرِ:

ص:70

یَکادُ منه نِیاطُ القَلْبِ یَنْحَذِقُ

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

فلانٌ فی صَنْعَتِه حاذِقٌ باذِقٌ ،أَی:ماهِرٌ،و هو إِتْباعٌ له، و هُنا نَقَله الجَوْهَرِیُّ ،و مرَّ للمُصَنفِ فی«بذق».

و الحاذِقُ :الخَبِیثُ ،و هو مجازٌ.

و قالَ أَبو حنِیفَهَ : الحاذِقُ من الشَّراب:المُدْرِکُ البالغُ ، و أَنْشَدَ:

یُفِخْنَ بَوْلاً کالشَّرابِ الحاذِقِ

ذا حَرْوَه یَطِیرُ فی المَناشِقِ

و خَلُّ حُذَاقِیُّ : حاذِقٌ ،و هو مجازٌ.

و أَحْذَقَه الحَرُّ:جَعَلَه حاذِقاً .

و هو (1)یَتَحَذَّقُ علینا،أَی:یُظْهِرُ الحِذْقَ .

و قال الدّارَقُطْنِیُّ :و حُذاقَهُ :بُطَیْنٌ فی قُضاعَهَ ،نُسِبُوا إِلی جُشَمَ (2)قالَ :و منهم من قالَهُ بالفاءِ.

باتُوا غِضاباً یَحْرِقُونَ الأُرَّمَا

و یَکُون تَهْدِیداً و وَعِیداً من فُحُولِ الإِبل خاصَّهً ،و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ (1):و هو من النُّوق زَعمُوا من الإِعْیاءِ،قال زُهَیْرٌ:

أَبیَ الضَّیْمَ و النُّعمانُ یَحْرِقُ نابَه

علیهِ فأَفْضَی و السُّیُوفُ مَعاقِلُهْ (2)

و جَعَل ابنُ دُرَیْدٍ الفِعْلَ للنّاب،فقالَ : حَرَق نابُ البَعِیر یَحْرُقُ ،و صَرَفَ یَصْرِفُ ،و فی الأَساسِ :و إِنّه لیَحْرقُ علیکَ الأُرَّمَ ،أَی:یَسْحَقُ بعضَها ببَعْض،کفِعْل الحارِقِ بالمُبْرَدِ و هذا یُفْهَمُ منه أَنَّ حَرْقَ النّاب مَأْخُوذٌ من حَرْقِ الحَدِیدِ، کما هو صَرِیحُ کلامِ الجَوْهَرِیِّ ،فإِنّه قال:و منه حَرَقَ نابَه إِلی آخِرِه.

و الحارِقَتانِ :رُؤُوسُ الفَخِذَیْنِ فی الوَرِکَیْنِ ،أَو هُما عَصَبَتانِ فی الوَرِکِ إِذا انْقَطَعَتا مَشیَ صاحِبُهما عَلَی أَطْراف أَصابِعِه لا یَسْتَطِیعُ غیرَ ذلک،عن ابْنِ الأَعْرابِیِّ ،قالَ :و إِذا مَشَی علی أَطْرافِ أَصابِعِه اخْتِیاراً فهو مِکْتامٌ ،و قد اکْتامَ الرّاعِی،و قالَ غیرُه: الحارِقَهُ :العَصَبَهُ التی تَجْمَعُ بینَ الفَخِذِ و الوَرِکِ .و قِیلَ :هی عَصَبَهٌ مُتَّصِلَهٌ بینَ و ابِلَتَی الفَخِذِ و العَضُدِ التی تَدُورُ فی صَدَفَهِ الوَرِکِ و الکَتِفِ ،فإِذا انْفَصَلتْ لم تَلْتَئِم أَبَداً،و قِیلَ :هی فی الخُرْبَهِ تُعَلِّقُ الفَخِذَ بالوَرِکِ ، و بِها یَمْشِی الإِنْسانُ ،و قِیلَ :إِذا زالَت الحارِقَهُ عَرِجَ الإِنْسانُ .

و المَحْرُوقُ :الذی انْقَطَعَت حارِقَتُه و قد حُرِقَ کعُنِیَ ،أَو الّذِی زالَ وَرِکُه و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ لأَبِی مُحَمَّدٍ الحَذْلَمِیِّ یصفُ راعِیاً:

یَظَلُّ (3)تَحْتَ الفَنَنِ الوَرِیقِ

یَشُولُ بالمِحْجَنِ کالمَحْرُوقِ

یَقُول:إِنّه یَقُومُ علی فَرْدِ رِجْلٍ یَتَطاوَلُ للأَفْنانِ ، و یَجْتَذِبُها بالمِحْجَنِ ،فیَنْفُضُها للإِبِلِ ،کأَنّه مَحْرُوقٌ ،و قالَ ابنُ سِیدَه:أَخْبَرَ أَنّه یَقُوم بأَطْرافِ أَصابِعِه حَتّی یَتَناولَ الغُصْنَ ،فیُمِیلَه إِلی إِبِلِه،یَقُولُ :فهو یَرْفَعُ رِجْلَه لیَتَناوَلَ الغُصْنَ البَعِیدَ منه،فیَجْذِبَه.

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: المَحْروقُ فی الرَّجَزِ (4): السَّفُّودُ.

و الحارِقَهُ :النارُ یَقُول:أَلْقَی اللَّهُ الکافِرَ فی حارِقَتِه ، أَی:فی نارِه.

قالَ ابنُ دُرَیْدٍ (5): و

1- قَوْلُ علیٍّ کَرَّمَ اللّه وَجْهَه: «کذَبَتْکُم الحارِقَهُ »و قولُه:«علیکُم بالحارِقَهِ ». قالَ ابنُ الأَعرابیِّ :هی المَرْأَهُ الضَّیِّقَهُ المَلاقِی و منه

16- الحَدِیثُ الآخَر: «وجَدْتها حارِقَهً طارِقَهً فائِقَهً ». و فی الأَساسِ :هی التی تَضُمُّ الشَّیْ ءَ لضِیقِها، و تَغْمِزُه،فِعْل من یَحْرِقُ أَسْنانَه،و هی الرَّصُوف و العَصُوفُ ، و قال أَبُو الهَیْثَم:هی التی تَثْبُتُ للرَّجُلِ عَلی حارِقَتها، أَی:شِقِّها و جَنْبِها،قال:و قِیلَ :هی التی تَغْلِبُها الشَّهْوَهُ حَتَّی تَحْرِقَ أَنْیابَها بعضَها علی بَعْضٍ ،إِشْفاقاً من أَنْ تَبْلُغَ الشَّهْوَهُ بها الشَّهِیقَ أَو النَّخِیرَ فتَسْتَحِی من ذلِک.

أَو :هی التی تُکْثِرُ سَبَّ جاراتِها عن ابْنِ الأَعْرابِیِّ .

و قالَ شَمِر و أَبو الهَیْثَمِ أَیضاً: الحارِقَهُ : النِّکاحُ علی الجَنْبِ و به فُسِّرَ

1- قولُ علیٍّ رضی اللّه عنه: کذَبَتْکُم الحارِقَهُ ما قامَ لِی بهَا إِلاّ أَسْماءُ بنتُ عُمَیْسٍ ». و قالَ ابنُ سِیدَه:

عِنْدِی أَنَّ الحارِقَهَ هُنا اسمٌ لهذا الضَّرْبِ من الجِماعِ أَو المُرادُ به هُنا الإِبْراکُ و قالَ ثعلبٌ : الحارِقَهُ :هی الّتِی تُقامُ علی أَرْبَعٍ ،و به فُسِّرَ قولُ علیٍّ رضی اللّه عنه.

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: امرأَهٌ حارُوقٌ :نَعْتٌ مَحْمُودٌ لها عِنْدَ الخِلاطِ (6)،أَی: الجِماعِ و هی التی تَضُمُّ الشَّیْ ءَ لضِیقِها و تَغْمِزُه.

و الحِرْقُ ،بالکَسْرِ:شِمْراخُ الفُحّالِ الذی یُلْقَحُ بِهِ و ذلک.

أَنّه یُؤْخَذُ الشِّمراخُ من الفَحْلِ ،فیُدَسُّ فی الطَّلْعَهِ ،و سَیَأْتِی للمُصَنِّفِ ذکرُه ثانِیاً قریباً.

و الحَرَقُ بالتَّحْرِیکِ :النّارُ یُقالُ :فی حَرَقِ اللَّهِ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و منه

16- الحَدِیثُ : « الحَرَقُ و الغَرَقُ و الشَّرَق شَهادَهٌ ».

و قال رُؤْبَهُ یصفُ الحُمُرَ:

ص:72

تَکادُ أَیْدِیهِنَّ تَهْوِی فی الزَّهَقْ (1)

من کَفْتِها شَدًّا کإِضْرامِ الحَرَقْ

أَو لهبُها عن ابْنِ الأَعْرابِیِّ ،و ثَعْلَبٍ ،و به فَسَّرُوا

16- الحَدِیث: «ضالَّهُ المُؤْمِن حَرَقُ النّارِ». أَی:لَهَبُها،قال الأَزْهَرِیُّ :أَرادَ أَنَّ ضالَّهَ المُؤْمِن إِذا أَخَذَها إِنْسانٌ لیَتَمَلَّکَها فإِنَّها تُؤَدِّیهِ إِلی حَرَقِ النّارِ،و الضَّالَّهُ من الحَیوانِ :الإِبِلُ و البَقَر،و ما أَشْبَهَها مما یَبْعُدُ ذَهابُه فی الأَرْضِ ،و یَمْتَنِعُ من السِّباعِ .

و الحَرَقُ : أَثر احْتِراقٍ یُصِیبُ من دقِّ القصّار و نحْوه فی الثَّوْبِ و قالَ ابنُ الأَعرابِیِّ : الحَرَقُ :النَّقْبُ فی الثَّوْبِ من دَقِّ القَصّارِ،جَعَلَه مثلَ الحَرَقِ الّذِی هو لَهَبُ النارِ،قال الجوهرِیُّ :و قد یُسَکَّنُ ،و نَقَل الصاغانِیُّ عن ابنِ دُرَیْدٍ:و لا أَدْرِی ما صِحَّتُه،قال:و هو کلامٌ عَرَبِیٌّ معروفٌ .

و

14- فی الحَدِیثِ : «أَنّه دَخَلَ مَکَّهَ یومَ الفَتْحِ ،و علیه عِمامهٌ سَوداءُ حَرَقانِیَّهٌ قد أَرْخَی طَرَفَها علی کَتِفَیْهِ ». و هی مُحَرَّکه :التی عَلَی لَوْنِ ما أَحْرَقَتْهُ النّارُ کأَنّها مَنْسُوبهٌ بزیادَهِ الأَلفِ و النونِ إِلی الحَرَقِ ،أَی:النارِ (2).

و حَرِقَ شَعَرُه،کَفَرِحَ حَرَقاً : تَقَطَّعَ و نَسَلَ ،فهو حَرِقُ الشَّعَرِ و کذلِکَ الجَناح،و ذلِک إِذا قَصُرَ و لم یَطُلْ ،أَو انْقَطَع،و منه قولُ أَبِی کَبِیر الهُذَلِیِّ :

ذَهَبَتْ بشَاشَتُه فأَصْبَحَ واضِحاً

حَرِقَ المَفارِقِ کالبُراءِ الأَعْفَرِ (3)

هکذا أَنْشَدَهُ الجَوْهَرِیُّ و قِیلَ : الحَرِقُ ککَتِفٍ :الرَّجُلُ المُتَشَقِّقُ الأَطْرافِ و منه قَوْلُ الطِّرِمّاحِ یَصِفُ غُراباً:

شَنِجُ النَّسَا حَرِقُ الجَناحِ کأَنَّه

فی الدّارِ إِثْرَ الظّاعِنِینَ مُقَیَّدُ

هکذا أَنْشَدَه الجَوْهَرِیُّ ،و یُروی:«أَدْفَی (4)الجَناحِ » و هذه أَشْهَرُ و أَکْثَرُ. و الحَرِقُ من السَّحابِ :الشَّدِیدُ البَرْقِ نقله الجوهریُّ .

و الحَرُوقُ کشَکُورٍ،و تَنُّورٍ،و جَلُولاء،و کُناسَهٍ ، و غُرابٍ ،و تشْدِیدُهُما فهی سَبْعُ لُغاتٍ :الأُولی و الثانیه عن الفَرّاءِ،کما فی العُباب،و الثالثهُ نَقَلها ابنُ بَرِّیّ ،قال:

حکاها أَبو عُبَیْدٍ فی المُصَنَّفِ فی باب فَعُولاءَ عن الفَرّاءِ أَو تَشْدِیدُ الأُولی من الأَخِیرَتَیْنِ لَحْنٌ و فی العُبابِ :و العامَّهُ تقولُ : الحُرّاقُ و الحُرّاقَهُ بالتَّشْدِیدِ: ما یَقُع فیه النّارُ عند القَدْحِ و قال ابنُ سِیدَه:و قالَ أَبو حَنِیفَه:هی الخِرَقُ المُحْرَقَهُ التی یَقَعُ فیها السَّقْطُ ،و فی التَّهْذِیب:هو الذی تُورَی فیه النارُ.

و الحَراقُ کسَحابٍ :اسمُ رَجُل.

و الحُراقُ کغُرابٍ ،من المِیاهِ :الزُّعاقُ ،و هو الشَّدِیدُ المُلُوحَهِ قاله الجَوْهَرِیُّ و یُشَدَّدُ و کذلِکَ الجَمْعُ ،کأَنّما یُحْرِقُ حَلْقَ الشارِبِ ،و قال ابنُ الأَعرابیِّ :ماءٌ حُراقٌ و قُعاعٌ بمعنیً واحِدٍ،و لیس بعدَ الحُراقِ شَیْ ءٌ،و هو الَّذِی یَحْرِقُ أَوبارَ الإِبِل.

و الحُراقُ من الخَیْل:العَدّاءُ و ذلِکَ إِذا کانَ یَحْتَرِقُ فی عَدْوِهِ .

و قال ابنُ عَبّادٍ: الحُراقُ : مَنْ یُفْسِدُ فی کُلِّ شَیءٍ، کالحِراقِ بالکسرِ هکذا هو نَصُّ المُحیطِ ،و فی بعضِ النُّسَخِ :من یُفِیدُ کُلَّ شَیْ ءٍ،و الأُولَی الصّوابُ .قلتُ :و هو قولُ ابنِ الأَعْرابِیِّ ،و نَصُّه:رَجُلٌ حِراقٌ ،بالکسر (5):لا یُبْقِی شَیْئاً إِلاّ أَفْسَدَه،مُثِّلَ بنارٍ حِراقٍ .

و الحُراقُ : الجُشُّ (6)الّذِی یُلقَحُ به النَّخْلُ ، کالحِرْقِ و الحِراقِ بکسرهما و الحَرَق مُحَرَّکَهً ،و کصَبُورٍ و یُضَمُّ فهی سِتُّ لُغاتٍ ،الثانیهُ منها تَقَّدَم ذِکْرُها.

و نارٌ حِراقٌ ،ککِتابِ :لا تُبْقِی شَیْئاً عن ابْنِ الأَعْرابِیِّ ، و قال أَبو مالِکٍ : تَحْرِقُ کُلَّ شیءٍ،و ضَبَطَه بالکَسْرِ و بالضَّمِّ (7).

و رمْیٌ حِراقٌ بالکسرِ أَیْضاً،أَی: شَدِیدٌ.

ص:73

و یُقال: فی جَوْفِه حَرْقَهٌ بالفَتْحِ عن الفَرّاءِ فی نَوادِرِه و یُضَمُّ ،و حَریقَهٌ کسَفِینَهٍ ،أَی: حَرارَهٌ .

و الحَرّاقاتُ ،مُشَدَّدَهً :مواضِعُ القَلاّیِینَ و الفَحّامِینَ بلُغَهِ أَهْلِ البَصْرَهِ ،قاله اللَّیْثُ .

قالَ : و الحَرّاقاتُ : سُفُنٌ بالبَصْرهِ ،و فیها مَرامِی نِیرانٍ یُرْمَی بها العَدُوُّ فی البَحْرِ،و قیل:هی المَرامِی أَنْفُسُها، قالَه ابنُ سِیدَه،و فی الأَساسِ :یُقال:رَکِبُوا فی الحَرّاقَهِ ، و هی سَفِینَهٌ خَفِیفَهُ المَرِّ.

قلتُ :و منه قَوْلُه:

عَجِبْتُ لحُرّاقَهِ ابنِ الحُسَیْنِ ..

إِلی آخِرِه.

و الحُرْقَهُ ،بالضَّمِّ :اسمٌ من الاحْتِراقِ کالحَرِیقِ کأَمِیرٍ، و قولُه تعالی: فَلَهُمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَ لَهُمْ عَذابُ اَلْحَرِیقِ (1)أَی:لهم عذابٌ بکُفْرِهِم،و عَذابٌ بإِحْراقِهم المُؤْمِنینَ .

و الحُرْقَه : حَیٌّ من قُضاعَه قالَ ابنُ حَبِیب:هو حُرْقَهُ بنُ خُزَیْمَهَ بنِ نَهْدٍ،و الذی ضَبَطَه ابنُ عبّادٍ الحُرُقَهُ ، بضمَّتَیْنِ ،کما نقله عنه الصّاغانِیُّ ،و الذی فی التَّبْصِیرِ للحافظ أَنَّه کهُمَزَهٍ (2)،و ضبطه ابنُ ماکُولا بالضَّمِّ بالفاءِ، و هذَا غَریبٌ ،فتَأَمَّلْ ذلِک.

و الحُرَقَهُ کهُمَزَهٍ :بنتُ النُّعْمانِ بنِ المُنْذِرِ نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و الحُرَقَهُ من السُّیوفِ :الماضِیَهُ ، کالحُرّاقَهِ .

و الحارُوقَهِ کرُمّانهٍ و مامُوسَه عن ابنِ عبّادِ.

و الحُرْقَتان :تَیْمٌ و سَعْدٌ ابْنا قَیْسِ بنِ ثَعْلَبَهَ بنِ المُنْذِرِ بنِ عُکابَهَ بن صَعْبٍ ،هکَذا فی سائِر النُّسَخ، و الصوابُ ثَعْلَبَهُ بنُ عُکابَه،بإِسقاطِ المُنْذِرِ من بینهما،کما هو نصُّ الصِّحاحِ و العُبابِ (3)قال الصاغانِیّ : و الدَتُهُما بنتُ النُّعْمان بنِ المُنْذِرِ بنِ ماءِ السّماءِ،و نَصُّ العُباب:و حُرَقَهُ :

امرأَهٌ وَلَدَت هذین،و هی بنتُ النُّعْمانِ إِلی آخِرِه،قال ابنُ سِیدَه:و هُما رَهْطُ الأَعْشَی،قال:

عَجِبْتُ لآلِ الحُرْقَتَیْنِ کأَنَّما

رَأَوْنِی نَفِیًّا من إِیادٍ و تُرْخُمِ

و العلاءُ بنُ عبدِ الرّحْمنِ بنِ یَعْقُوبَ الحُرَقِیُّ ،مَوْلَی الحُرَقَهِ بَطْن من جُهَیْنَهَ کما فی العُبابِ و التَّبْصِیر و الثِّقاتِ لابْن حِبّان،و وقع للآخر فی ترجمته أَنّه بَطْنٌ من هَمْدانَ ، و کأَنّه غَلَطٌ ،فلیُتَنَبَّهْ لذلِکَ : تابِعِیُّ صَدُوقٌ ،قال ابنُ حِبّان:

کان مُکاتَبَ مالِکِ بنِ أَوْسِ بنِ الحَدَثانِ النَّصْرِی،و کانَتْ أُمُّه مولاهً لرَجُلٍ من الحُرَقَهِ ،یَرْوِی عن أَنَسِ بنِ مالِکٍ ، و عبدِ اللَّهِ بنِ عَمْرٍو (4)،و عن أَبِیه،عِدادُه فی أَهلِ المَدِینهِ ، رَوَی عنه مالِکٌ و شُعْبَهُ و الثَّوْریُّ ،ماتَ سنه 132 و أَبوه أَیضاً تابِعیٌّ کبیرٌ،یَرْوِی عن أَبِی سَعِیدٍ و أَبی هُرَیْرَهَ ،رَوی عنه العَلاءُ.

و فاتَه:أَبو هِنْدِ الحُرَقِیُّ عن أَبِی عُبَیْدَهَ بنِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مَسْعُودٍ.

و أَبو سَعِیدٍ عُثْمانُ بنُ عِیسَی الحُرَقِیُّ الغافِقِیُّ مولاهُم المِصْرِیّ ،أَوّلُ من رَحَلَ فی العِلمِ من مِصْرَ إِلی العِراقِ ، مات سنه 180 رَوَی عنهُ ابنُ وَهْب.

و أَبو الشَّعْثاءِ جابِرُ بنُ زَیْدٍ الحُرَقِیُّ :تابِعِیٌّ مشهورٌ،و هذا قَدْ ذَکَرَه المُصَنِّفُ مرَّتَیْنِ .

و الحَرِیقَهُ ،و الحَرُوقَهُ :طَعامٌ أَغْلَظُ من الحَساءِ الأُولَی عن یَعْقُوبَ ،و الجمعُ الحَرائِقُ ،و منه قولُهم:وجَدْتُ بنی فُلانٍ ما لَهُم عَیْشٌ إِلاّ الحَرِیقُ .

أَو ماءٌ حارٌّ یُذَرُّ علیه دَقِیقٌ قَلِیلٌ ،فیَنْتَفِخُ عندَ الغَلَیانِ و یَتقافَزُ فیُلْعَقُ ،و هی النَّفِیتَهُ أَیضاً،و کانُوا یَسْتَعْمِلُونَها فی شِدَّهِ الدَّهْرِ،و غَلاءِ السِّعْرِ،و عَجَفِ المالِ ،و کَلَبِ الزَّمانِ ، و رَوَی الأَزهَرِیُّ عن ابنِ السِّکِّیتِ : الحَرِیقَهُ و النَّفِیتَهُ :أَن یُذَرَّ الدَّقِیقُ علی ماءٍ أَو لَبَنٍ حَلِیبٍ ،حَتَّی یَنْفِتَ و یُتَحَسَّی من نَفْتِها،فیُوَسِّعَ بها صاحِبُ العِیالِ علی عِیالِه إِذا غَلَبَه الدَّهْرُ.

و أَحْرَقَها أَی: اتَّخَذَها.

و الحُرْقانُ ،بالضمِّ :المَذَحُ ،و هو اصْطِکاکُ الفَخِذَیْن

ص:74

نقله الجَوْهَرِیُّ .

و الحُرَیْقُ ، کزُبَیْرٍ:أَخُو حُرَقَه و منه قَوْلُ هانِیءِ بنِ قَبِیصَهَ یوم ذِی قارٍ:

آلَیْتُ (1)باللَّهِ نُسْلِمُ الحَلَقَه

و لا حُرَیْقاً و أُخْتَه حُرَقَهْ

و الحَرْقُوَهُ ،کتَرْقُوَهٍ :أَعْلَی اللَّهاهِ من الحَلْقِ نَقَله الصّاغانِیُّ ،و فی اللِّسانِ :أَعْلَی الحَلْقِ أَو اللَّهاهِ .

و رَجُلٌ حُرَقْرِیقَهٌ أَی: حَدِیدٌ عن ابنِ عَبّادٍ.

و الحارِقُ :سِنُّ السَّبُعِ هکَذا فی سائر النُّسَخِ ، و الصّوابُ :«مِنَ السَّبُعِ »ففی التهذیب: الحارِقَهُ من السَّبُعِ :اسمٌ له،و فی المُحْکَم: الحارِقَهُ :السَّبُع،و فی العُبابِ مثلُ ما فِی التهذیب.

و حَرَقَهُ بالنّارِ، یَحْرِقُه حَرْقاً ،فهو مَحْرُوقٌ و أَحْرَقَه ، و حَرَّقَه تَحْرِیقاً بمعنیً واحدٍ،الأَخیرُ للتَّکْثِیرِ،و

16- فی الحدیثِ : «نَهَی عن حَرْقِ النَّواهِ ». قیل:[هو] (2)بَرْدُها بالمِبْرَدِ،و قِیلَ : إِحْراقُها بالنارِ؛إِکراماً للنَّخْلَهِ ،أَو لأَنَّها قُوتُ الدَّواجِن،و قال ابنُ سِیدَه:و[لَیْسَت] (3)حَرَّقَهُ مُکَثَّرَهً عن حَرَقَه ،کما ذَهَبَ إِلیه الزَّجّاجُ فی قوله تَعالَی لَنُحَرِّقَنَّهُ بمَعْنَی لنَبْرُدَنَّه مرَّهً بعدَ مَرَّهٍ ،و رَدَّ علیه الفارِسِیُّ بقولِه:إِنَّ الجَوْهَرَ المَبْرُودَ لا یَحْتَمِلُ ذلِکَ فاحْتَرَقَ و تَحَرَّقَ و هما مُطاوِعان،و الاسمُ منهُما الحُرْقه و الحَرِیقُ .

و المُحَرِّقُ کمُحَدِّثٍ :صَنَمٌ لبَکْرِ بنِ وائِلٍ کانَ بسَلْمانَ .

و المُحَرِّقُ بنُ النُّعْمَانِ بنِ المُنْذِرِ،و الشّاعِرُ اللَّخْمِیُّ هکذا فی النُّسَخِ ،و الصوابُ بإِسقاطِ الواوِ،ففی العُباب:

و المُحَرِّقُ اللَّخْمِیُّ :شاعِرٌ أَیضاً،و هو المُحَرِّقُ بنُ النُّعْمانِ بنِ المُنْذِرِ (4).

و المُحَرِّقُ أَیضاً: لَقَبُ عُمَاره بن عَبْدٍ الشّاعِر المَدَنِیّ کذا فی النُّسَخِ ،و الصوابُ المُزَنِیُّ . و أَیضاً لَقبُ عَمْرٍو بن هِنْد؛لأَنّه حَرَّقَ مائهً من بَنِی تَمِیمٍ یومَ أُوارَه:تسعهً و تِسْعِینَ من بَنِی دارِمٍ ،و واحداً من البَراجِمِ ،کما فی الصِّحاحِ و یُقال له: المُحَرِّقُ الثّانِی، و یُقال له أَیضاً:مُضَرِّطُ الحِجارَهِ ،و قیل: لتَحْرِیقِه نَخْلَ مَلْهَمٍ ،کما فی المُحْکَمِ ،و شَأْنُه مَشْهورٌ.

و أَیضاً لقبُ الحارِث بن عَمْرٍ و مَلِک الشّامِ من آل جَفْنَهَ لأَنّه أَوَّلُ من حَرَّقَ العَرَبَ فی دِیارِهِم،فهم یُدْعَوْنَ آلَ مُحَرِّقٍ کما فی الصِّحاحِ .

و أَیضاً:لَقَبُ امْرِیءِ القَیْسِ بن عَمْرو بنِ عَدِیٍّ اللَّخْمیِّ ،و هو المُحَرِّقُ الأَکْبَرُ و هُو المُرادُ فی قَوْل الأَسْوَدِ بنِ یَعْفُرَ النَّهْشَلِیِّ :

کما فی الصِّحاحِ .

و المُحَرَّقَهُ ،کمُعَظَّمَهٍ :ه،بالیَمامَهِ قالَ ابنُ السِّکِّیتِ :

هی قُرّانُ .

و حَرَّقَ المَرْعَی الإِبِلَ أَی: عَطَّشَها قال أَبو صالِحٍ الفَزارِیُّ :

حَرَّقَها حَمْضُ بِلادٍ فِلِّ

و غَتْمُ نَجْمٍ غیرِ مُسْتَقِلِّ (5)

و قالَ آخر:

حَرَّقهَا وارِسُ عُنْظُوانِ

فالیومُ مِنْها یومُ أَرْوِنانِ

و حارَقَها مُحارَقَهً : جامَعَها علی الجَنْبِ نقله الجوهریُّ .

*و مما یُسْتَدْرَکُ علیه:

التَّحْرِیقُ :تَأْثِیرُ النّارِ فی الشَّیْ ءِ،و

16- فی الحَدِیثِ : « الحَرِقُ شَهِیدٌ». هو بکسرِ الرّاءِ:الذی یَقَعُ فی النّارِ فیَلْتَهِبُ (6)،و

16- فی حَدِیثِ المُظاهِرِ: « احْتَرَقْتُ ». أَی:هَلَکْتُ ،و منه

16- حَدِیثُ المُجامِعِ فی رمضانَ : « احْتَرَقْتُ ». أَی:هَلَکْتُ ،شَبَّها (7)ما

ص:75

وَقَعا فیه من الجِماعِ فی المُظاهَرهِ و الصَّوْمِ بالهَلاکِ .

و أَحْرَقَه :أَهْلَکَه.

و الحُرْقَهُ ،بالضَّم:ما یَجِدُه الإِنْسانُ من لَذْعَهِ حُبٍّ أَو حُزْن،أَو طَعْمِ شَیْ ءٍ فیه حَرارهٌ .

و قال الأَزْهَرِیُّ عن اللَّیْثِ : الحُرْقَهُ :ما تَجِدُ فی العَیْنِ من الرَّمَدِ،و فی القَلْبِ من الوَجَعِ ،أَو فی طَعْمِ شَیءٍ مُحْرِق .

و أَحْرِقْ لنا فی هذِه القَصَبَهِ ناراً،أَی:أَقْبِسْنا،عن ابنِ الأَعْرابِیِّ .

و الحَرِیقُ :ما أَحْرَقَ النَّباتَ من حَرٍّ أَو بَرْدٍ أَو رِیحٍ ،أَو غیرِ ذلِکَ من الآفاتِ .

و قد احْتَرَقَ النَّباتُ .

و یُقال:هو یَتَحَرَّقُ جُوعاً،کقولک:یَتَضَرَّمُ .

و نَصْلٌ حَرِقٌ ،ککَتِفٍ ،أَی:حَدِیدٌ،کأَنَّه ذُو إِحْراقٍ ، أُراهُ علی النَّسَبِ ،قال أَبُو خِراشٍ :

فأَدْرَکَه فأَسْرَعَ فی نَساهُ

سِناناً نَصْلُه حَرِقٌ حَدِیدُ (1)

و أَحْرَقَنا فُلانٌ ،أَی:بَرَّحَ بنا،و آذانَا،قال:

أَحْرَقَنِی النّاسُ بتَکْلِیفِهمْ

ما لَقِیَ النّاسُ من النّاسِ

و حَرِیقُ النّابِ :صَرِیفُه غَیْظاً و حَنَقاً،و کذلک الحُرُوق بالضمِّ .

و حَرِقَ الرَّجُلُ حَرَقاً ،کفَرِحَ :انْقَطَعَتْ حارِقَتُه ،فهو حَرِقٌ ،و هو أَکْثَرُ من مَحْرُوقٍ .

و حُرِقَ البَعِیرُ،کعُنِیَ ،فهو مَحْرُوقٌ ،و هو أَکْثَرُ من حَرِقٍ ، و اللُّغَتان فی کُلِّ واحدٍ من هذین النَّوْعَیْنِ صَحِیحتان فَصِیحتان،و قولُ الشاعرِ:

هُمُ الغِرْبانُ فی حُرُماتِ جارٍ

و فی الأَدْنَیْنِ حُرّاقُ الوُرُوکِ

قالَ الجَوْهَرِیُّ :یقولُ :إِذا نَزَل بِهِم جارٌ ذُو حُرْمَهٍ أَکَلُوامالَه،کالغُرابِ الَّذِی لا یَعافُ الدَّبَرَ و لا القَذَرَ،و هُمْ فی الظُّلْمِ و الجَنَفِ علی أَدانِیهِم کالمَحْرُوقِ الذی یَمْشِی مُجانِفاً،و یَزْهَدُ فی مَعُونَتِهم،و الذَّبِّ عنهم.

و رِیشٌ حَرِقٌ ،ککَتِف:مُنْحَضٌّ .

و الحَرَقُ فی النّاصِیَهِ ،کالسَّفَی.

و حَرِقَت اللِّحْیَهُ ،فهی حَرِقهٌ :قَصُرَ شَعْرُ ذَقْنِها عن شَعُرِ العارِضَتَیْنِ .

و قالَ ابن الأَعْرابِیِّ : الحَرْقُ :الأَکْلُ المُسْتَقْصَی.

و الحُرْقُ ،بالضمِّ :الغَضابَی من النّاسِ .

و حَرَقَ (2)الرَّجُلُ :ساءَ خُلُقُه.

و حَراقٌ ،کسحابٍ ،و حُرَیقاءُ ،بالضمِّ مَمْدُوداً:اسْمان.

و الحِرِّیقاءُ ،بالکسر مع التَّشْدِید (3):المُباضَعَه علی الجَنْبِ ،نَقَلَه الزَّمَخْشَرِیُّ .

و الحُرْقَه ،بالضَّمِّ :قَبیلَتان:فی یَشْکُرَ،و أُخْرَی فی تَمِیم،هکذا ذَکَرَه ابنُ حَبِیب؛و ضَبَطَهُنَّ ابنُ ماکُولا بالفاءِ، و کذلِکَ الدّارَقُطْنِیُّ ،کما نَقَله السُّهَیْلیُّ فی الرَّوْضِ ، و السُّیُوطِیّ فی اللُّبِّ ،و فیه اخْتلافٌ طَوِیلُ الذَّیْلِ ،لیس هذا مَحَلُّه.

و المُحَرَّقَهُ ،کمُعَظَّمَهٍ :قَرْیَهٌ بمِصْرَ،من أَعْمَالِ الفَیُّومِ ، نُسِبَ إِلیها بعضُ المحدِّثین.

و المَحْرُوقه :قَرْیتانِ من أَعْمال بُلْبَیْسَ .

و الحُرَقَهُ ،کهُمَزَه:ناحِیَهٌ بعُمانَ .

و الحُرُقاتُ :مَوْضِعٌ .

و کأَمِیرٍ:أَبو الحَسَن عَلیُّ بنُ حَرِیقٍ البَلَنْسِیُّ :شاعِرٌ.

و حَرِیق :قَرْیَهٌ بأَرْمِینِیَهَ (4).

إِلیه الجَوْهرِیُّ ،و بهما رُوِیَ قولُ الأَعْشَی:

بساباطَ حتّی ماتَ وَهْوَ مُحَزْرَقُ

و مُحَزْرَقُ ،و قد مَرَّ الاخْتِلافُ آنِفاً.

*و مما یُسْتَدْرَکُ علیه:

حَزْرَقَ الرَّجُلُ :إِذا نَظَر نَظَراً قَبِیحاً،عن ابنِ عَبّادٍ.

و حَزْرَقَ الرَّجُلُ :انضَمَّ و اجْتَمَعَ (1)و کذلک حُزْرِقَ ،مَبْنِیًّا للمَفْعُولِ ،و ذلک إِذا خَضَع.

و المُحَزْرَقُ :السَّرِیعُ الغَضَبِ ،و أَصلُه بالنَّبَطِیَّهِ هُزْرُوقَی.

و الحَزْرَقَهُ :الضِّیقُ ،و قالَ المُؤَرِّجُ :النَّبَطُ تُسَمِّی المَحْبُوسَ المُهَزْرَقَ ،بالهاءِ قال:و الحَبْسُ یُقال له:

الهُزْرُوقَی،و أَنْشَدَ شَمِرٌ:

أَرِینِی فَتًی ذا لَوْثَهٍ و هو حازِمٌ

ذَرِینِی فإِنِّی لا أَخافُ المُحَزْرَقَا

و قالَ الأَزْهَرِیُّ :رأَیتُ فی نُسَخْهٍ مسمُوعَهِ قال امْرُؤُ القَیْسِ :

«و لَسْتُ بحِزْراقَهٍ » (2)الزّایُ قبل الرّاءِ،أَی:بضَیِّقِ القَلْبِ جَبان،قال:و رَواه شَمِرٌ:«بخِزْراقَهٍ »بالخاءِ معجمهً ،و قال:

هو الأَحْمَقُ .

و الحُزُقُّ ،کعُتُلٍّ و عُتُلَّهٍ :القَصِیرُ الذی یُقارِبُ الخَطْوَ، نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَد لجامِعِ بنِ عَمْرٍو الکلابِیِّ :

حُزُقٌّ إِذا ما القَوْمُ أَبْدَوْا فُکاهَهً

تَذَکَّرَ (1):آ إِیّاه یَعْنُونَ ،أَم قِرْدَا؟

و أَنشَدَ لامْرِیءِ القَیْسِ :

و أَعْجَبَنِی مَشْیُ الحُزُقَّهِ خالِدٍ

کمَشْیِ أَتانٍ حُلِّئَتْ بالمَناهِلِ (2)

أَو هو: من یُقارِبُ خَطْوَه لضَعْفِ بَدَنِه عن ابنِ الأَنبارِیّ ، و به فُسِّرَ

3,2,14- الحَدِیثُ : «أَنّ النبیَّ صلّی اللّه علیه و سلم کان یُرَقِّصُ الحَسَنَ أَو (3)الحُسَیْنَ ،و یقولُ :

«

حُزُقَّهٌ حُزُقَّهْ تَرَقَّ عَیْنَ بَقَّهْ

» قالَ :فکانَ یَرْقَی حَتّی یَضَعَ قَدَمَیْهِ علی صَدْرِ النبیِّ صلّی اللّه علیه و سلم. قال ابنُ الأَثِیر:ذَکَرَها له علی سَبِیلِ المُداعَبَهِ و التَّأْنِیس له،و تَرَقَّ :بمَعْنی اصْعَدْ،و عَیْن بَقَّه:کنایهٌ عن صِغَرِ العَیْنِ ،و حُزُقَّهٌ مرفوع علی خَبَرِ مُبْتَدَأ مَحْذُوفٍ ، تَقْدِیرُه:أَنْتَ حُزُقَّه ،و حُزُقَّهٌ الثّانِی کَذلِک،أَو أَنّه خَبَرٌ مکرَّرٌ،و من لم یُنَوِّنْ حُزُقَّه أَراد یا حُزُقَّه ،فحَذَف حرفَ النِّداءِ،و هو فی الشُّذُوذِ کقولِهِم:أَطْرِق کَرا؛لأَنَّ حرف النِّداءِ إِنَّما یُحْذَفُ من العَلَمِ المَضْمُوم،أَو المُضاف.

و قال الأَصمعِیُّ :رَجُلٌ حُزُقَّهٌ ،و هو: الضَّیِّقُ الرّأْیِ من الرِّجالِ ،و النِّساءِ،و أَنشَدَ بیتَ امْرِیءِ القَیْسِ ،و قد تَقَدَّم، و فی التَّهْذِیب:قال أَبو تُرابٍ :سَمِعْتُ شَمِراً و أَبا سَعِیدٍ یَقُولان:رَجُلٌ حُزُقَّهٌ ،و حُزُمَّهٌ :إِذا کانَ قَصِیراً،و قال شَمِرٌ:

الحُزُقُّ :الضَّیِّقُ القُدْرَهِ و الرَّأْیِ ،الشَّحِیحُ ،قالَ :فإِن کانَ قَصِیراً دَمِیماً فهو حُزُقَّهٌ أَیضاً.

و قال أَبو عُبَیْدَهَ : الحُزُقَّهُ :هو العَظِیمُ البَطْنِ ،القَصِیرُ الّذِی إِذا مَشَی أَدارَ أَلْیَتَیْهِ و فی بعضِ النُّسَخِ اسْته کالأُحْزُقَّهِ کطُرْطُبَّهٍ ،و الحَزُقَّهُ بفتح الحاءِ،و ضَمِّ الزّای فهِیَ أَرْبَعُ لُغاتٍ .

أَو رَجُلٌ حَزُقٌّ و حَزُقَّهٌ ،بفتحِ الحاءِ و ضَمِّ الزّایِ ،أَو بضَمِّهِما أَی الحاءِ و الزّایِ : قَصِیرٌ یُقارِبُ خَطْوَه،لقِصَرِهِ أَو لضَعْفِ بَدَنِه لا یَخْفی أَنّ هذا قد تَقَدَّمَ قَرِیباً،فهو تَکْرارٌ.

أَو:الرَّجُلُ البَخِیلُ المُتَشَدِّدُ علی ما فِی یَدَیْهِ ضَنًّا به و الاسمُ الحَزَقُ ،مُحَرَّکَهً و أَنْشَدَ الأَزْهَریُّ :

فهی تَعَادَی (4)من حَزازٍ ذِی حَزَقْ

و هو أَیضاً: السَّیِّیءُ الخُلُقِ البَخِیلُ عن ابنِ الأَعْرابِیّ و قِیلَ :هو الضَّیِّقُ الأَمرِ عن شَمِرٍ،و قد تَقَدَّم.

أَو الحُزُقَّهُ :ضَرْبٌ من اللَّعِبِ أُخِذَ من التَّحَزُّقِ ،و هو التَّجَمُّعُ ،و منه

17- حَدِیثُ الشَّعْبِیِّ : «اجْتَمَع جَوارٍ فأَرِنَّ و أَشِرْنَ ، و لَعِبْنَ الحُزُقَّهَ ».

و حازُوقٌ :اسمُ رَجُلٍ خارِجِیّ رَثَتْهُ أَی:راثِیَتُه،قال أَبو مُحَمَّدٍ:هی ابْنَتُه و اسمُها مُحَیّاهُ أَو أُخْتُه و هو قولُ ابنِ الکَلْبِیِّ لا أُمُّه،و وَهِمَ الجَوْهَرِیُّ و لکنَّ الذی فی نُسَخِ الصِّحاح فجَعَلَتْه امْرَأَتُه حِزاقاً بالکسرِ للضَّرُورَهِ فإِنها أَرادَتْ حازِقاً ،أَو حَازُوقاً ،فلم یستَقِمْ لها الشِّعرُ،فغَیَّرَتْه،و مثلُه کثیرٌ،و نِسْبَهُ المُصَنِّف هذا القَوْلَ للجَوْهرِیِّ خَطَأٌ،فإِنّه إِنّما قالَ :امرأَتُه،و مثلُه نَصُّ ابنِ سِیدَه،و البَیْتُ هذَا علی ما أَنْشَدَه أَبو مُحَمَّد بنُ الأَعرابِیِّ فی کتابِ الخَیْلِ عند ذکرِ «لاحِق»قالت أُخْتُه:

أُقَلِّبُ عَیْنِی (5)فی الفَوارِسِ لا أَرَی

جِزاقاً و عَیْنِی کالحَجاهِ من القَطْرِ

و بَعْدَه:

فلَوْ بِیَدِی مُلْکُ الیَمامَهِ لم تَزَلْ

قَبائِلُ تُسْبِینَ العَقائِلَ من شُکْرِ

و فی روایهٍ عن أَبی مُحَمَّدٍ أَیضاً:

تَبَصَّرْتُ فِتْیانَ الیَمامَهِ هَلْ أَرَی

و روایهُ ابْنِ الکَلْبِیّ :

تَبَصَّرتُ أَظْعانَ الحِجاز فَلا أَرَی

و قالَ ابنُ بَرّیّ :هو لخِرْنِقَ تَرْثِی أَخاها حازُوقاً ،و کان بَنُو شُکْر قَتَلُوه،و هُمْ من الأَزْدِ،و قیلَ :البَیْتُ للحَنَفِیَّهِ تَرْثِی أَخاها،و قال الصّاغانِیُّ :قاتِلُ حازُوقٍ هو عَبْدُ اللَّهِ بنُ

ص:78

النُّعْمانِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ وَهْبِ بنِ سَعْدِ بنِ عَوْفِ بنِ عامِرِ بنِ عَبْدِ غَنْمِ بنِ غَنّامِ بنِ أُسامَهَ بنِ مالِکِ بن عامِرِ بن حَرْبِ بنِ ثَعْلَبَهَ ،و المرادُ بالحَجَاهِ نُفّاخاتُ الماءِ من شِدَّهِ المَطَر،و قد وَهِمَ شَیْخُنا هنا فانْتَصَرَ للجَوْهَرِیِّ ، و رَدَّ علی المُصَنِّفِ بما لم یَتَوَجَّهْ علیه،فإِنَّه ظَنَّ أَنَّ المُصَنِّفَ اعْتَرَضَ علی الجَوْهَرِیِّ بکونِه جَعَلَ حازُوقاً حِزاقاً فی الشِّعْرِ،و هذا نَصُّه:قلتُ :کلامُ المصنِّفِ لا یَظْهَرُ وَجْهُه،بل یَتَعَیَّنُ قُبْحُه و نَجْهُه،فإِنّ الجَوْهرِیَّ لیس هو الذی جَعَلَه،بل قال: حازُوقٌ :اسمُ رجلٍ من الخَوارِجِ ، فجَعَلَتْه امرأَتُه حِزاقاً ،و قالَتْ تَرْثِیه،هذا کَلامُه،و هو فی غایه الظُّهُورِ،و کلامُ المُصَنِّفِ لم یَستنِدْ إِلی نَقْلٍ ،و لا اعْتَمَدَ علی عَقْلٍ ،و تَغْییرُ الأَسْماءِ فی الشِّعْرِ للضَّرُوره لا یکادُ یَنْحَصِرُ،و قد عَقَدَ له أَبو حَیّان-و کذا ابنُ عُصْفُور و غیرُهما-أَبْواباً تَخُصُّه،کتَغْیِیره سَلْمانَ إِلی سَلام،و ما لا یُحْصَی،فالردُّ بِغَیْرِ ثَبَتٍ لا مُعَوَّلَ علیه،و لا الْتِفاتَ إِلیه، و الجَوْهَرِیُّ إِنَّما نَقَلَ کلاماً صَحِیحاً،و لم یَجْعَلْ و لم یُغَیِّرْ، و من قالَ غیرَ ذلِک فی نفسِ الأَمْرِ فعَلَیْهِ البَیانُ ،و اللّه المُسْتَعانُ .انتهی.

قلتُ :فهذا من شَیْخِنا تَحامُلٌ فی غَیْرِ مَحَلِّه،و عَدَمُ فَهْمِ مُرادِ المُصَنِّفِ ،فإِنَّ کلامَه مع الجَوْهَرِیِّ لیسَ فی تَغْیِیرِ الاسْمِ ،فإِنّه قد صَرَّحَ فیما بعدُ أَنّه للضَّرُوره،و هو جائِزٌ، و إِنَّما کَلامُه مَعَهُ فی بَیانِ راثِیَهِ الرَّجُلِ :هَلْ هی ابْنَتُه أَو أُخْتُه ؟فالأَوَّلُ قولُ أَبی مُحَمَّدِ بنِ الأَعْرابِیِّ ،و الثانِی:قولُ ابنِ الکَلْبِیِّ ،و نقَلَه ابنُ بَرّی،و وَهِمَ الجَوْهَرِیّ ،حیثُ قالَ :

إِنّ الرّاثِیَهَ أُمُّه،هذا مع أَنَّا لم نَجِدْهُ فی نُسَخِ الصِّحاح،أَو امْرَأَتُه،کما هو نَصُّ الجَوْهَرِیِّ ،و لیتَ شَیْخَنَا لو طالَعَ العُبابَ أَو المُحْکَمَ لاتَّضَح له الحَقُّ المُبینُ ،و لم یَحْتَجْ إِلی طَلَبِ البَیانِ ،فتأَمّل،و اللَّهُ أَعْلَمُ .

و الحِزْقُ ،بالکَسْرِ:مَرْکَبٌ شَبِیهٌ بالباصِرِ ،نقله ابنُ عَبّادٍ.

قالَ : و الحِزاقُ ککِتابٍ :السِّوارُ الغَلِیظُ .

و قالَ الأَزْهَرِیُّ : أَحْزَقَه إِحْزاقاً :إِذا مَنَعَه قال أَبو وَجْزَهَ :

فما المَالُ إِلاّ سُؤْرُ حَقِّکَ کُلِّه (1)

و لکِنّه عَمّا سِوی الحَقِّ مُحْزَقُ

و المُتَحَزِّقُ :البَخِیلُ جِدَّا و منه

17- حَدِیثُ أَبی سَلَمَهَ : «لم یَکُنْ أَصْحابُ رَسُولِ اللَّهِ صلّی اللّه علیه و سلم مُتَحَزِّقِینَ و لا مُتَماوِتِینَ » (2).

*و مما یُسْتَدرک علیه:

حَزَقَ القَوْسَ حَزْقاً :شَدَّ وَتَرَها.

و الحَزْقُ :التَّضْیِیقُ ،و الشَّدُّ البَلِیغُ .

و حَزَقَه بالحَبْلِ :إِذا قَوَّی شَدَّه.

و الحازِقَهُ ،و الحَزَّاقَهُ (3):العَیْرُ،طائِیَّهٌ ،ذَکَرَه ابنُ سِیدَه، و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیٍّ فی الحازِقَهِ -و جمعُه: حَوازِقُ -:

و مَنْهَلٍ لَیْسَ بهِ حَوازِقُ

قالَ :و یُقال:هو جَمْعُ حَوْزَقَهٍ ،لُغَه فی حازِقَهٍ .

و التَّحَزُّقُ :التَّجَمُّع.

و انْحَزَق :انضمَّ .

و سمَّوْا حازِقاً .

و حَزَقُوا به:أَحاطُوا به.

و الحَزِیقَهُ :الحَدِیقَه.

و حُزاقٌ ،کغُرابٍ و کِتاب:رملٌ ،و یُقال:هو بالخاءِ المُعْجَمه،کما سیأْتِی.

و لِذلِکَ یُقال:فِعْلُ اللَّهِ کُلُّه حَقٌّ ،و للاعْتِقادِ (1)فی الشَّیْ ءِ المُطابِقِ لما عَلَیْه ذلِکَ الشَّیْ ءُ فی نَفْسِه،نحو:اعْتَقادُ زَیْدٍ فی البَعْثِ حَقٌّ ،و للفِعْلِ (2)و القَوْلِ الواقِعِ بِحَسَبِ ما یَجِبُ ،و قَدْرِ ما یَجِبُ فی الوَقْتِ الّذِی یَجِبُ نحو:فِعْلُک حَقٌّ ،و قولُکَ حَقٌّ .

و الحَقُّ : القُرْآنُ قالَ أَبو اسْحاقَ فی قَوْلِه تَعالَی: وَ لا تَلْبِسُوا اَلْحَقَّ بِالْباطِلِ 3قال: الحَقُّ :أَمرُ النَّبِیِّ صلّی اللّه علیه و سلم، و ما جاءَ بهِ من القُرْآن،و کذلِکَ قالَ فی قَوْلِه تَعالی: بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَی الْباطِلِ 4.

و الحَقُّ : خِلافُ *الباطِلِ جَمْعُه: حُقُوقٌ و حِقاقٌ ،و لیسَ له بِناءُ أَدْنَی عَدَدٍ.

و الحَقُّ : الأَمْرُ المَقْضِیُّ المَفْعُول،و به فُسِّرَ قولُه تعالی: ما نُنَزِّلُ الْمَلائِکَهَ إِلاّ بِالْحَقِّ 5و یُبَیِّنُ ذلِکَ قولُه تَعالَی: وَ لَوْ أَنْزَلْنا مَلَکاً لَقُضِیَ الْأَمْرُ 6.

و الحَقُّ : العَدْلُ .

و الحَقُّ : الإِسْلامُ و به فُسِّر

17- قولُ عُمَرَ-رضِیَ اللّه عنه: -لمّا طُعِنَ أُوقِظَ للصَّلاهِ ،فقالَ :«الصَّلاهُ 7إِذَنْ ،و لا حَقَّ ». أَی:لا حَظَّ فی الإِسْلامِ لمَنْ تَرَکها.

و الحَقُّ : المالُ .

و الحَقُّ : المِلْکُ بکسرِ المِیمِ .

و الحَقُّ : المَوْجُودُ الثابِتُ الذی لا یَسُوغُ إِنْکارُه.

و الحَقُّ : الصِّدْقُ فی الحَدِیثِ .

و الحَقُّ : المَوْتُ و به فُسِّرَ قولُه تَعالی: وَ جاءَتْ سَکْرَهُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ 8کما فی العُبابِ ،و المَعْنی:جاءَتالسَّکْرَهُ التی تَدُلُّ الإِنْسانَ أَنَّه مَیِّتٌ بالحَقِّ ،أَی:بالمَوْتِ الذی خُلِقَ له،قالَ ابنُ سِیدَه:و

17- رُوِیَ عن أَبِی بَکْرٍ رضِیَ اللَّهُ عنه: «و جاءَتْ سَکْرَهُ الحَقِّ بالمَوْتِ » . و المَعْنی واحِدٌ.

و الحَقُّ : الحَزْمُ و به فَسَّرَ الشّافِعیُّ -رضِیَ اللَّهُ عنه-

14- قَوْلَ النبیِّ صلّی اللّه علیه و سلم: «ما حَقُّ امُرِیءٍ مُسْلِمٍ أَنْ یَبِیتَ لَیْلَتَیْنِ إِلاّ و وصِیَّتُه عِنْدَه». قال مَعْناهُ :ما الحَزْمُ لامْرِیءٍ،و ما المَعْرُوف فِی الأَخلاقِ الحَسَنَهِ لامْرِیءٍ،و لا الأَحْوَطُ إِلاّ هذَا،لا أَنَّه واجِبٌ ،و لا هُوَ من جِهَهِ الفَرْضِ ،و فی شَرْحِ العَقائِدِ:

الحَقُّ عُرْفاً:الحُکْمُ المُطابِقُ للواقِعِ ،یُطْلَقُ علی الأَقْوالِ و العَقائِدِ و الأَدْیانِ و المَذاهِبِ باعتِبار اشْتِمالِها عَلَی ذلِکَ ، و یُقابِلُه الباطِلُ ،و أَمَّا الصِّدْقُ ،فشاعَ فی الأَقْوالِ فَقَط ، و یُقابِلُه الکَذِبُ ،و فُرِّقَ بینَهُما بأَنَّ المُطابَقَهَ تُعْتَبَرُ فی الحَقِّ من جانِبِ الواقِعِ ،و فی الصِّدْقِ من جانِبِ الحُکْم،فمَتَی صَدَقَ الحُکمُ صَدَقَ مطابَقَتُه للواقِعِ و مَعْنَی حَقِّیَّتِه : حَقِّیَّه مُطابَقَهِ الواقِعِ إِیّاه.

و الحَقُّ : واحِدُ الحُقُوقِ ،و الحَقَّهُ :أَخَصُّ منه یُقالُ :

هذا حَقَّتِی ،أَی: حَقِّی ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و الحَقَّهُ أَیْضاً: حَقِیقَهُ الأَمْرِ یُقال:لمّا عَرَفَ الحَقَّهَ مِنِّی هَرَب،نَقَله الجَوْهَرِیُّ .

و حَقِیقَهُ الأَمْرِ:ما یَصِیرُ إِلیه حَقُّ الأَمْرِ و وُجُوبُه،یُقال:

بَلَغَ حَقِیقَهَ الأَمْرِ،أَی:یَقِینَ شَأْنِه.

و قولُهُم :کان ذلِکَ عندَ حَقِّ لِقاحِها بفَتْحِ الحاءِ و یُکْسَرُ،أَی:حینَ ثَبَتَ ذلِکَ فیها و فی الأَساس:حِینَ ثَبَتَ أَنّها لاقِحٌ ،و هو مَجازٌ.

و یُقال: سَقَطَ فلانٌ علی حَق رأْسِه،و حاقّهِ أَی: وَسَطِه و یُقال:جِئْتُه فی حاقِّ الشِّتاءِ،أَی:فی وَسَطِه.

و

17- فی حَدِیثِ أَبِی بَکْرٍ رضِیَ اللّه عنه: «أَنَّه خَرَج بالهاجِرَهِ إِلی المَسْجِدِ،فقیلَ له:ما أَخْرَجَکَ هذه الساعهَ ؟ قال:ما أَخْرَجَنِی إِلاّ ما أَجِدُ منْ حَق 9الجُوعِ ». أَی:من صادِقه،و یَقُولون: رَجُلٌ و اللَّهِ حاقُّ الرَّجُلِ ،و حاقُّ الشُّجاعِ ،و حاقَّتُهُما لا یُثَنَّیانِ و لا یُجْمَعان،و المَعْنَی: کامِلٌ فِیهِما أَی:صادِقُ جِنْسِه فی الرُّجُولِیَّهِ و الشَّجاعَهِ ،و یُرْوَی

ص:80

حدیثُ أَبِی بکرٍ بتَخْفِیفِ القافِ ،مِن حاقَ بهِ البلاءُ حَیْقاً و حاقاً :إِذا أَحْدَقَ به،أَی:من اشْتِمالِ الجُوعِ علیه، و یجوزُ أَنْ یکونَ بمعنَی الحائِقِ ،کالشّالِ و النّالِ .

قال ابنُ سِیدَه:قال سِیبَوَیْه:قالُوا:هذا العالِمُ حَقُّ العالِمِ ،یُرِیدُونَ بذلِکَ التَّناهی،و أَنَّه قد بَلَغَ الغایهَ فیما یَصِفهُ من الخِصالَ ،قالَ :و قالُوا:هذا عَبْدُ اللّه الحَقَّ لا الباطِلَ ،دخلت فیه اللاّمُ کدُخُولها فی قولهم:أَرسَلَها العِراکَ ،إِلاّ أَنّه قد تَسْقُطُ منه،فتَقُول: حَقًّا لا باطِلاً.

و الحاقَّهُ :النّازِلَهُ الثّابِتَهُ ، کالحَقَّهِ .

و قِیلَ :سُمِّیَتِ القِیامَهُ حاقَّهً لأَنَّها تَحُقُّ کلَّ إِنْسانٍ من خَیْرٍ و شَرٍّ،قاله الزِّجّاحُ ،و قالَ الفَرّاءُ:سُمِّیَت حاقَّهً لأَنَّ فِیها حَواقَّ الأُمُورِ و الثَّوابَ ،قال اللّه تَعالَی: اَلْحَاقَّهُ مَا اَلْحَاقَّهُ وَ ما أَدْراکَ مَا اَلْحَاقَّهُ (1)أَو لأَنَّها تَحُقُّ لکُلِّ قَوْمٍ عَمَلَهُم و قِیلَ : تَحُقُّ کُلَّ مُحاقٍّ فی دینِ اللّه بالباطِلِ ،أَی:کُلَّ مُجادِلٍ و مُخاصِمٍ و هو من قَوْلِهم: حَقَّهُ ،کمَدَّهَ یَحُقُّه حَقًّا :إِذا غَلَبَه و خَصَمَه،قالَ ابنُ عَبّادٍ: علی الحَقِّ و یُقال:

حاقَقْتُه أُحاقُّه حِقاقاً ،و مُحاقَّهً ،و فَحَقَقَْتُه أَحُقُّه ،أَی:غَلَبْتُه، و فَلَجْتُ علیه.

کأَحَقَّه إِحْقاقاً ،نَقَلَهُ الأَزهرِیُّ عن الکِسائِیِّ ،قال:

و أَنْکَرَه أَبو عُبَید.

و حَقَّ الشَّیءَ:أَوجْبَهَ و أَثْبَتَه،و صارَ عندَه حَقًّا لا یَشُکُّ فیه،و یُقال: یَحِقُّ علیکَ أَنْ تَفْعَلَ کَذا،أَی:یَجِبُ کأَحَقَّه، و حَقَّقَه و قِیلَ : أَحَقَّه :صَیَّرَه حَقًّا .

و حَقَّ الطَّرِیقَ :رکِبَ حاقَّهُ أَی:وَسَطَه،و منه الحَدِیثُ

16- أَنَّه قالَ للنِّساءِ: «لَیَسَ لَکُنَّ أَنْ تَحْقُقْنَ الطَّرِیقَ ،علیکُنَّ بحافاتِ الطَّرِیقِ » (2).

و حَقَّ فُلاناً یَحُقَّه حَقًّا : ضَرَبَه فی حاقِّ رَأْسِه أَی:

وَسَطِه أَو ضَرَبَه فی حُقِّ کَتِفِه :اسمٌ للنُّقْرَهِ التی عَلَی رَأْسِ الکَتِفِ و قِیلَ :هو رَأْسُ العَضُدِ الذی فیه الوابِلَهُ (3).

و حَقَّ الأَمرُ یَحُقُّ بالضمِّ و یَحِقُّ بالکسرِ حَقَّهً ،بالفتحِ و ذِکْرُ الفَتْحِ مُسْتَدرَکٌ ،و کذلک حَقًّا ،و حُقوقاً ،کقُعُودٍ:صارَ حَقًّا ،و ثَبَتَ قال الأَزْهَرِیُّ :مَعناه: وَجَبَ وُجُوباً،و منه قولُه تَعالی: وَ لکِنْ حَقَّتْ کَلِمَهُ الْعَذابِ ،عَلَی الْکافِرِینَ (4)أی:وَجَبَت و ثَبَتَتْ ،و کذلِکَ قولهُ تعالَی: لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلی أَکْثَرِهِمْ (5).

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: حَقَّ الأَمْرُ یَحِقُّ حَقًّا ،و یَحُقُّ :إِذا وَقَعَ بلا شَکٍّ و نصُّ الجَمْهَرِه:وَضَحَ و لم یَکُ فیه شَکٌّ لازِمٌ مُتَعَدٍّ.

و حَقَقْتُ حَذَرَه أَحُقُّه حَقًّا و أَحقَقْتُه :إِذا فَعَلْت ما کانَ یَحْذَرُه نقله الصاغانِیُّ ،و أَنْکَره الأَزْهَرِیُّ ،و قال:إِنَّما هو أَحْقَقْتُ حَذَرَه،لا غَیْره (6).

و حَقَقْتُ الأَمْرَ :إذا تَحَقَّقْته و تَیَقَّنْته أَی:و صرتَ منه عَلَی یَقِینٍ ،حکاه أَبو عُبَیْدٍ.

و حَقَقْتَ فُلاناً :إِذا أَتَیْته کأَحْقَقْتَه ،حکاه أَبو عُبَیْدٍ أَیضاً.

و قال الکِسائِیُّ :یُقال: حُقَّ لکَ أَنْ تَفْعَلَ ذا،بالضَّمِّ ، و حَقِقْتَ أَنَّ تَفْعَلَه،بمعنیً واحِد و حُقَّ له أَن یَفْعَلَ کذا، و هو مَحْقُوقٌ به،أَی:خَلِیقٌ ،و هم مَحْقُوقُونَ .

و قالَ ابنُ عَبّادٍ، هو حَقِیقٌ به،و حَقٌّ أَی: جَدِیرٌ و خَلِیقٌ ، و قولُه تعالَی: حَقِیقٌ عَلی أَنْ لا أَقُولَ عَلَی اللّهِ إِلاَّ اَلْحَقَّ (7)أَی:أَنا حَقِیقٌ بالصِّدْقِ ،و قرأَ:نافعٌ « حَقِیقٌ علیَّ » بتشدیدِ الیاءِ،أَی:واجِبٌ علیَّ ،و قال شَمِرٌ:تَقُولُ العَرَبُ :

حَقَّ علیَّ أَن أَفْعَلَ ذلِک،و حُقَّ ،و إِنیِّ لمَحْقُوقٌ أَنْ أَفْعَلَ خَیْراً،و هو حَقِیقٌ به،و مَحْقُوقٌ به،أَی:خَلیقٌ له،و الجَمْعُ أَحِقّاءُ ،و مَحْقُوقُونَ ،و قالَ الفَرّاءُ: حُقَّ لَکَ أَن تَفْعَلَ ذلِک، و حَقَّ ،و إِنِّی لمَحْقُوقٌ أَنْ أَفْعَلَ کذا،فإِذَا قُلْتَ : حُقَّ ، قُلْتَ :لَکَ ،و إِذا قُلْتَ : حَقَّ ،قلتَ :عَلَیْکَ ،قال:و تَقُول:

یَحِقٌ علیکَ أَنْ تَفْعَلَ کذا،و حُقَّ لکَ ،و لم یَقُولُوا: حَقَقْتَ أن تَفْعَلَ ،و قولُه تَعالی: وَ أَذِنَتْ لِرَبِّها وَ حُقَّتْ (8)أَی:

ص:81

و حُقَّ لَها أَنْ تَفْعَلَ ،و معنَی قَوْلِ من قالَ : حَقَّ علیکَ أَنْ تَفْعَلَ :وَجَبَ علیکَ ،و قالُوا: حَقٌّ أَنْ تَفْعَلَ ،و حَقِیقٌ أَنْ تَفْعَلَ ،و حَقِیقٌ -فی حَقَّ و حُقَّ -:فَعِیلٌ بمَعْنَی مَفْعُول، قالَ الشّاعِرُ:

قَصِّرْ فإِنَّکَ بالتَّقْصِیرِ مَحْقُوقُ (1)

یُقال للمَرْأَهِ :أَنْتِ حَقِیقَهٌ لذلِکَ ،یَجْعَلُونَه کالاسْمِ ، و أَنْتِ مَحْقُوقَهٌ لذلِکَ ،و أَنْتِ مَحْقُوقهٌ أَنْ تَفْعَلِی ذلِکَ ،و أَمّا قول الأَعْشَی:

و إِنَّ امْرَأً أَسْرَی إِلیکِ و دُونَه

من الأَرْضِ مَوْماهٌ و یَهْماءُ سَمْلَقُ (2)

لمَحْقُوقَهٌ أَنْ تَسْتَجِیبِی لَصوْتِه

و أَنْ تَعْلَمِی أَنَّ المُعانَ مُوَقَّقُ

فإِنَّه أَرادَ:لَخُلَّهٌ مَحْقُوقَهٌ ،یعنِی بالخُلَّهِ الخَلِیلَ ،و لا تَکُونُ الهاءُ فی مَحْقُوقهٍ للمُبالَغهِ ،إِنّما هی فی أَسماءِ الفاعِلِینَ دُونَ المَفْعُولِینَ ،و لا یَجُوزُ أَن یکونَ التقدیرُ:

لمَحْقُوقَه أَنْتِ ؛لأَنَّ الصّفهَ إِذا جَرَتْ علی غَیْرِ مَوْصُوفِها لم یکن عندَ أَبِی الحَسَنِ الأَخْفَشِ بُدٌّ من إِبرازِ الضَّمِیرِ،و هذا کُلُّه تَعْلِیلُ الفارِسِیِّ .

و فی الأَساسِ :فإِن قُلْتَ :فما وَجْهُ قَوْلِهم:أَنْتَ حَقِیقٌ بأَنْ تَفْعَلَ ،و أَنْتَ مَحْقُوقٌ به،و إِنَّکِ مَحْقُوقَهٌ بأَن تَفْعَلِی، و حَقِیقَهٌ به،و حُقِقْتَ بأَنْ تَفْعَلَ ،و حُقَّ لکَ أَنْ تَفْعَلَ .

قلتُ :أَما حَقِیقٌ فهو من حَقُقَ فی التَّقْدِیرِ:کما قالَ سِیبَوَیه فی فَقِیرٍ:إِنّه من فَقُرَ مُقَدَّراً،و فی شَدِیدٍ:مِنْ شَدُدَ،و نَظِیرُه خَلِیقٌ و جَدِیرٌ من خَلُقَ بکَذا،و جَدُرَ بهِ ،و لا یَکُونُ فَعِیلاً بمعنی مَفْعولٍ ،و هو مَحْقُوقٌ ،لقولِهم:أَنتِ حَقِیقَهٌ بکذا،و امْرَأَهٌ (3)حَقِیقَهٌ بالحَضانَهِ ،و أَمّا حُقِقْتَ بأَنْ تَفْعَلَ ،و أَنْتَ مَحْقُوقٌ بهِ ،فبمعنَی:جُعِلْتَ حَقِیقاً به،و هو من باب فَعَلْتُه ففَعَلَ ،کقَبُحَ و قَبَحَهُ اللّه،و بَرَدَ الماءُ و بَرَدْتُه،و یَجُوزُ کونُه من حَقَقْتُ الخَبَرَ،أَی عُرفْتَ بذلِک، و تُحُقِّقَ (4)منک أَنَّکَ تَفْعَلُه بشهادَهِ أَحوالِکَ ،و أَمّا حُقَّ لکَ أَن تَفْعَلَ ،فمِنْ حَقَّ اللَّهُ الأَمْرَ،أَی:جَعَلَه حَقًّا لَکَ أَنْ تَفْعَلَ ، أَو أَثْبَتَ لَکَ ذلِکَ ،انتهی،و هو تَحْقِیقٌ نَفِیسٌ .

و الحَقِیقَه :ما أُقِرَّ فی الاسْتِعْمالِ علی أَصْلِ وَضعِه.

و قِیلَ :هو اسمٌ لِما أُرِیدَ بهِ ما وُضِعَ له،فَعِیلَهٌ من حَقَّ الشَّیءُ:إِذا ثَبَتَ ،بمَعْنَی فاعِلَه،و التاءُ فیه للنَّقْلِ من الوَصْفِیَّه إِلی الاسمیَّه،کما فی العَلاّمهِ ،لا للتَّأْنِیثِ ،و قال بَعْضُهم:إِنَّ ما بهِ الشَّیْ ءُ هو هو باعْتِبارِ حَقِیقَتِه حقیقهٌ ، و باعْتبارِ تَشَخُّصِهِ هُوَ به-و مع قَطْعِ النَّظَرِ عن ذلِک-:

ماهِیَّهٌ و هو ضِدُّ المَجازِ و إِنَّما یَقَعُ المَجازُ و یُعْدَلُ إِلیه عن الحَقِیقهِ لمَعانٍ ثَلاثه،و هی:الاتِّساعُ ،و التَّوْکِیدُ،و التَّشْبِیه، فإِنْ عُدِمَ هذه الْأَوْصافَ کانت الحَقِیقَهُ البَتَّهَ .

و الحَقِیقَهُ : ما یَحِقُّ علیکَ أَنْ تَحْمِیَهُ یُقال:فلان حامِی الحَقِیقَهِ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و هو مَجازٌ،کما فی الأَساسِ ، و فی اللِّسانِ : حَقِیقَهُ الرَّجُل:ما یَلْزَمُه حِفْظُه و مَنْعُه،و یَحِقُّ علیه الدِّفاعُ عنه من أَهْلِ بَیْتِه،و جَمْعُها: الحَقائِقُ .

و یُقال: الحَقِیقَهُ : الرّایَهُ و منه قَوْلُ أَبِی المُثَلَّمِ یَرْثِی صَخْرَ الغَیِّ الهُذَلِیَّ :

حامِی الحَقِیقَهِ نَسّالُ الوَدِیقَهِ مِعْ

تاقُ الوَسِیقَهِ جَلْدٌ غیرُ ثُنْیانِ (5)

و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ لعامِر بنِ الطُّفَیْلِ :

لقَدْ عَلِمَتْ عُلْیا هَوازِنَ أَنَّنِی

أَنا الفارِسُ الحامِی حَقِیقَهَ جَعْفَرِ

قالَ الصاغانِیُّ :جَعْفَرٌ هذا أَبو جَدِّهِ ؛لأَنَّه عامِرُ بنُ الطُّفَیْلِ بنِ مالِکِ بنِ جَعْفَرِ بنِ کِلابٍ .

و بَناتُ الحُقَیْقِ ،کزُبَیْرٍ:تَمْرٌ رَدِیءٌ،قِیلَ :هو الشِّیصُ ، نقَلَه اللَّیْثُ (6)بنُ عَبّادٍ، و کَذَا أَبو رافعٍ عَبْدُ اللَّهِ و قِیلَ :

ص:82

14- سَلاّمُ بنُ أَبی الحُقَیْقِ الیَهُودِیُّ الذی قَتَلَه عَبْدُ اللَّهِ بنُ عَتِیکٍ رَضِیَ اللّه عنه بأَمْرِ رَسُولِ اللّه صلّی اللّه علیه و سلّم . فإِنَّه مُصَغَّرٌ أَیضاً.

و قَرَبٌ حَقْحاقٌ :جادٌّ و ذلِکَ إِذا کانَ السَّیْرُ فیهِ شَدِیداً مُتْعِباً،و کذلِکَ هَقْهَاقٌ و قَهْقاهٌ ،علی القَلْبِ و البَدَلِ ، و سَیَأْتی.

و الحُقَّهُ بالضّمِّ :وِعاءٌ من خَشَبٍ أَو عاجٍ أَو غَیْرِهِما، مما یَصْلُحُ أَنْ یُنْحَتَ منه،عَرَبِیٌّ مَعْرُوفٌ ،و قد جاءَ فی الشِّعْر الفَصِیحِ . ج: حُقٌّ بالضمِّ ،جَعَلُوه من بابِ سِدْرَهٍ و سِدْرٍ،و هذا أَکثرُهُ إِنّما هو فی المَخْلُوقِ دُونَ المَصْنُوعِ ، و نظیرُهُ من المَصْنُوع:دواهٌ و دَوًی،و سَفِینَهٌ و سَفِینٌ ،و قالَ عَمْرُو بنُ کُلْثُوم:

و صَدْراً مثلَ حُقِّ العاجِ رَخْصاً

حَصاناً من أَکُفِّ الّلامِسینَا (1)

و یُقالُ أَیضاً فی جَمْعِه: حُقُوقٌ بالضمِّ ،و یُقال:هو جَمْعُ الحُقِّ ،فیکون جَمْعَ الجَمْعِ .

و قالَ ابنُ سِیدَه:جَمْعُ الحُقَّهِ : حُقَقٌ ،و جَمْعُ الحَقِّ :

أَحْقاقٌ ،و حِقاقٌ قالَ رُؤْبَهُ -یصفُ حوافِرَ حُمُرِ الوَحْشِ -:

سَوَّی مَساحِیهِنَّ تَقْطِیطُ الحُقَقْ

تَقْلِیلُ ما قارَعْنَ من سُمْرِ (2)الطُّرَقْ

و الحُقَّهُ : الدّاهِیَهُ لثُبُوتِها، و یُفْتَح نَقَلَه الأَزْهَرِیُّ .

و الحُقَّهُ : المَرْأَهُ علی التَّشْبِیه.

و الحَقُّ بلا هاءٍ:بَیْتُ الکَهْوَلِ ،أَی: العَنْکَبُوتِ و منه

17- حَدِیثُ عَمْرِو بن العاصِ : أَنّْه قالَ لمُعاوِیَه فی محاوراتٍ کانَتْ بینَهما:«لقَدْ رَأََیْتُکَ بالعِراقِ و إِنَّ أَمْرَکَ کحُقِّ الکَهْوَلِ ،و کالحَجاهِ فی الضَّعْفِ ،فما زِلْتُ أَرُمُّهُ حتّی اسْتَحْکَمَ ». أَی:واهٍ ،قالَ الأَزْهَرِیُّ :و قد رَوَی ابنُ قُتَیْبَهَ هذا الحَرْفَ بعینِه فصَحَّفَه،و قال:مثل حُقِّ الکَهْدَلِ ،بالدالِ بدلَ الواو،و خَبَطَ فی تَفْسیرِه خَبْطَ العَشْواءِ،و الصوابُ :

«مِثلُ حُقِّ الکَهْوَلِ »و الکَهْوَلُ :العَنْکَبُوتُ ،و حُقُّه :بَیْتُه، و سَیَأْتِی ذلِکَ إِنْ شاءَ اللّه تعالَی. و الحُقُّ :أَصْلُ رَأْسِ الوَرِکِ الَّذِی فیه عَظْمُ رَأْسِ الفَخِذِ. و قِیلَ :هو رَأْس العَضُدِ الّذِی فیه الوابِلَهُ و نَصُّ ابنِ دُرَیْدٍ فی الجَمْهَره:رأْس العَضُدِ الَّذِی فیه عَظْمُ الفَخِذِ (3)،و قد تقدَّمَت الإِشارَهُ إِلیه.

و

17- فی حَدِیثِ یُوسُفَ بنِ عُمَرَ أَنّه قالَ : «إِنَّ عامِلاً من عُمّالِی یَذْکُر أَنّه زَرَعَ کُلَّ حُقٍّ و لُقٍّ ». الحُقُّ : الأَرْضُ المُسْتَدِیرَهُ ،أَو هِیَ المُطْمَئِنَّهُ و اللُّقُّ :المُرْتَفِعَه،قال الصاغانِیُّ :فأَمّا فی حَدِیثِ الحَجّاجِ فالخَاءُ مُعْجَمَهٌ مَفْتُوحَهٌ .

و قیلَ : الحُقُّ :مثل الجُحْر فی الأَرْضِ .

و الحُقِّیُّ بیاءِ النِّسْبَهِ : تَمْرٌ نَقَلَه الصاغانیُّ .

و الحِقُّ ،بالکسر،من الإِبِلِ :الدّاخِلَهُ فی الرّابِعَهِ بعد اسْتِکْمالِها الثّالثهَ ،عن أَبی عُبَیْدٍ و قد حَقَّتْ تَحِقُّ حِقَّهً ، و حِقَّا ،بکَسْرِهِما و هما مَصْدَرانِ و أَحَقَّتْ ،و هی حِقٌّ ، و حِقَّهٌ بَیِّنَهُ الحِقَّهِ ،بالکسرِ أَیضاً قال ابنُ سِیدَه:و إِنَّما حُکْمُه بَیِّنَهُ الحَقاقَهِ و الحُقُوقهِ ،أَو غیر ذلِکَ من الأَبْنِیَهِ المُخالِفَهِ للصِّفَهِ ؛لأَنَّ المَصْدَرَ فی مِثْلِ هذا یُخالِفُ الصِّفَهَ و لا نَظِیرَ لَها فی مُوافَقَهِ المَصْدِرِ الاسمَ فی البِناءِ،إِلاّ قَوْلُهم:أَسَدٌ بَیِّنُ الأَسَدِ،و أَنْشَدَ ابن دُرَیْدٍ:

إِذا سُهَیْلٌ مَغْرِبَ الشَّمْسِ طَلَعْ

فابنُ اللَّبُونِ الحِقُّ ،و الحِقُّ جَذَعْ (4)

و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ للأَعْشَی:

بحِقَّتِها رُبِطَتْ فی اللَّجِی

نِ حَتَّی السَّدِیسُ لها قد أَسَنّ ّْ (5)

أَرادَ أَنّها رُبِطَتْ فی اللَّجینِ وَقْتَ أَنْ کانت حِقَّهً إِلی أَن نَجَمَ سَدِیسُها،أَی:نَبَتَ ج: حِقَقٌ کعِنَبٍ ،و حِقاقٌ بالکسرِ،نقله الجَوْهَرِیُّ ،و قال الأَعْشَی:

و هُمُ ما هُمُ إِذا عَزَّتِ الخَمْ

رُ و قامَتْ زقَاقُهم و الحِقاقُ (6)

ص:83

أَی:یَبِیعُون زِقًّا بحِقٍّ ،لصُعُوبَهِ الزَّمانِ و جج أَی:جمع الجمع حُقُقٌ بضمَّتَیْنِ ککِتابٍ و کُتُبٍ ،و منه قَوْلُ المُسَیَّبِ بن عَلَسٍ :

قد نالَنِی مِنْهُم عَلَی عَدَمٍ

مثلُ الفَسِیل صِغارُها الحُقُقُ

کما فی الصِّحاحِ سُمِّی حِقَّهً لأَنَّهُ اسْتَحَقَّ یُرْکَبَ و یُحْمَلَ علیه،و أَن یُنْتَفَعَ به،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ أَو لأَنَّه استَحَقَّ الضِّرابَ نقَلَه بَعْضُهم،کما فی اللِّسانِ .

و الحِقُّ أَیضاً:أَنْ تَزیدَ النَّاقَهُ علی الأَیّامِ التی ضُرِبَتْ فِیها قال ابنُ سِیدَه،و بعضُهُم یجعَلُ الحِقَّهَ -فی قولِ الأَعْشَی-:الوَقْت،و یُقال:أَتَتِ النّاقَهُ علی حِقَّتِها ،أَی:

علی وَقْتِها الذی ضَرَبَها الفَحْلُ فیه من قابِلٍ ،و هُوَ إِذا تَمَّ حَمْلُها و زادَت علی السَّنَهِ أَیاماً من الیَوْمِ الذی ضُرِبَتْ فیه عاماً أَوَّلَ ،حَتَّی یَسْتَوْفِیَ الجَنِینُ [السَّنَهَ ] (1)،و قِیلَ : حِقُّ النّاقَهِ و اسْتِحْقاقُها :تَمامُ حَمْلِها قال ذُو الرُّمَّهِ :

أَفانِینَ مَکْتُوبٌ لها دُونَ حِقِّها

إِذا حَمْلُها راشَ الحِجاجَیْنِ بالثُّکْلِ

أَی:إِذا نَبَتَ الشّعرُ علی وَلَدِها أَلْقَتْه مَیِّتاً،و قالَ الأَصْمَعِیُّ :إِذا جازَت النّاقَهُ السَّنَهَ و لم تَلِدْ قِیلَ :قد جازَت الحِقَّ .

و الحِقُّ : النّاقَهُ التی سَقَطَتْ أَسْنانُها هَرَماً.

و الحِقَّهُ ،بالکَسْرِ: الحَقُّ الواجِبُ یُقالُ : هذِه حِقَّتِی ، و هذا حَقِّی ،یُکْسَرُ مع التاءِ،و یُفْتَحُ دُونَها و قد مَرَّ له آنِفاً أَنَّه یُفْتَحُ مع الهاءِ أَیْضاً،و حینَئِذٍ یَکُون أَخَصَّ من الحَقِّ ،کما نَقَله الجَوْهرِیُّ و غیرُه،و فتَأَمَّلْ ذلِکَ .

و أُمُّ حِقَّهَ :اسمُ امْرَأَهٍ قالَ و مَعْنُ بنُ أَوْسٍ :

فقَدْ أَنْکَرَتْهُ أُمُّ حِقَّهَ حادِثاً

و أَنْکَرها ما شِئتَ و الوُدُّ خادِعُ

و الحِقَّهُ بالکَسْرِ: لَقَبُ (2)أُمِّ جَرِیرٍ الشّاعِر بنِ الخَطَفَی،و ذلَکَ لأَنَّ سُوَیْدَ بنَ کُراعٍ خَطَبَها إِلی أَبِیها فقَالَ :إِنّها لصَغِیرَهٌ صُرْعَهٌ ،قال سُوَیْدٌ:لقد رَأَیْتُها و هی حِقَّهٌ ،أَی:

کالحِقَّهِ من الإِبِلِ فی عِظَمِها.

و

16- فی حدیثِ أَبی وَجْزَهَ السَّعْدِیّ : «حتّی رَأََیْتُ الأَرْنَبَهَ یَأْکُلُها صِغارُ الإِبِلِ مِنْ وراءِ حِقاق العُرْفُطِ » . قال الصّاغانِیُّ :

الأَرْنَبَهُ :الأَرنبُ ،کالعَقْرَبَهِ فی العَقْرَبِ ،و قیل:هی نَبْتٌ ، و قال شَمِرٌ:هِیَ الأُرَیْنَبَهُ ،و هی:نَباتٌ یُشْبِهُ الخَطْمِیَّ عَرِیضُ الوَرَقِ ،قال الصّاغانِیُّ :أَولُ ما رأَیتُ الأُرَیْنَهَ سنه 605 دُونَ جَمْرَهِ العَقَبَهِ ،بینَها و بینَ جَبلِ حِراءَ،و حِقاقُ العُرْفُطِ : صِغارُهُ و شَوابُّهُ ،مُستعارَهٌ من حِقاقِ الإِبِلِ ، و المَعْنَی-فیمن جَعَل الأَرْنَبَهَ واحِدَ الأَرانِبِ -أَنَّ السیلَ حَمَلَها،فتَعَلَّقَتْ بالعُرْفُطِ ،و مضی السَّیْلُ ،و نَبَتَ المَرْعَی، فخَرَجَت الإِبِلُ تأَکُلُ عِظامَ الأَرانِبِ ،إِحْماضاً بها.و فیمَن فَسَّرَها بالنَّباتِ :أَنّه طالَ و اکْتَهَلَ ،حَتّی أَکَلَه صِغارُ الإِبِل، و نالَتْهُ من وراءِ شَجَرِ العُرْفُطِ .

و

1- فی حِدیثِ علیٍّ رضِیَ اللَّهُ عنه: - إِذا بَلَغْنَ . أَی:

النِّساءُ و الرِّوایَهُ :إِذا بَلَغَ النِّساءُ نَصَّ الحِقاقِ ،أَو نَصَّ الحَقائِق کما فی رِوایَهٍ أُخْری فالعَصَبَهُ أَوْلَی »قال أَبُو عُبَیْدٍ:

نَصُّ کُلِّ شَیْ ءٍ:مُنْتَهاه،و مَبْلَغُ أَقْصاه أَی:إِذا بَلَغْنَ الغایَهَ التی عَقَلْنَ فِیها،و عَرَفْنَ فیها حَقائِقَ الأُمُورِ،أَو قَدَرْنَ فیها علی الحِقاقِ ،أَی:الخِصامِ و هو المحاقَّهُ أَو حُوقَّ فیهِنَّ ، أَی:خُوصِمَ ،فقالَ کلٌّ من الأَولِیاءِ:أَنا أَحَقُّ بها و نَصُّ أَبِی عُبَیْدٍ:هو أَنْ یُحاقَّ الأَمَّ العَصَبَهُ فی الجارِیَهِ ،فتقول:أَنا أَحَقُّ بها،و یَقُولونَ :بلْ نَحْنُ أَحَقُّ أَو المَعْنَی:إِذا بَلَغْنَ نِهایَهَ الصِّغارِ،أَی:الوقتَ الَّذِی یَنْتَهِی فیه صِغَرُهُنَّ و یَدْخُلْنَ فی الکِبَرِ،اسْتَعارَ لهُنَّ اسمَ الحِقاقِ من الإِبِلِ ، قال الصّاغانیُّ :هذا و نَحْوُه مما یَتَمَسَّکُ به مَن اشْتَرَط الوَلِیَّ فی نِکاح الصَّغِیرَه،و قال أَبُو عُبَیْدٍ:أَرادَ بنَصِّ الحِقاقِ :

الإِدْراکَ ؛لأَنَّ وَقْتَ الصِّغَرِ یَنْتَهِی،فتَخْرُجُ الجارِیَهُ من حَدِّ الصِّغَرِ إِلی الکِبَرِ،یَقُولُ :ما دامَت الجارِیَهُ صَغِیرَهً فأُمُّها أَوْلَی بِها،فإِذا بَلَغَت فالعَصَبَهُ أَوْلَی بأَمْرِها من أُمِّها، و بتَزْوِیجِها و حَضانَتِها إِذا کانُوا مُحْرَماً لها،مثلَ الآباءِ و الإِخْوَهِ و الأَعْمامِ .و قالَ ابنُ المُبارَک:نَصُّ الحِقاق :بلوغُ العَقْلِ ،و هو مِثْلُ الإِدْراکِ ؛لأَنَّهُ إِنَّما أَرادَ مُنْتَهی الأَمْرِ الذی تَجِبُ به الحُقُوقُ و الأَحْکامُ ،فهو العَقْلُ و الإِدْراک.و قِیلَ :

ص:84

المُرادُ بلوغُ المَرْأَهِ إِلی الحَدِّ الذی یَجُوزُ فیه تَزْوِیجُها و تَصَرُّفُها فی أَمْرِها،تَشْبِیهاً بالحِقاقِ من الإِبلِ ،و عِنْدَ ذلِکَ یُتَمَکَّنُ من رُکُوبِه و تَحمِیله،و من رَواه نَصّ الحَقائِق ،أَرادَ جمعَ الحَقِیقَهِ ،أَو جَمْع الحِقَّهِ من الإِبِلِ .

و یُقال: إِنَّه لنَزِقُ الحِقاقِ ،أَی:مُخاصِمٌ فی صِغارِ الأَشْیاءِ و هو مَجازٌ.

و الأَحَقُّ من الخَیْلِ : الفَرَسُ الذِی یَضَعُ حافِرَ رِجْلِه موضِعَ یَدِه و ذلِکَ عَیْبٌ و الشَّئِیتُ :الذی یَقْصُرُ موقِعُ حافِرِ رِجْلِه عن مَوْقِعِ حافرِ یَدِه،و ذلک عَیْبٌ أَیْضاً: و قالَ الجوهریُّ :هو الّْذِی لا یَعْرَقُ و هو عَیْبٌ أَیضاً،قالَ :و أَنْشَدَ أَبُو عَمْرٍو لرَجُل من الأَنْصار،قلتُ :هو عَدِیُّ بنُ خَرَشَهَ الخَطْمِیُّ :

و أَقْدَرُ مُشْرِفُ الصَّهَوَاتِ ساطٍ

کُمَیْتٌ لا أَحَقُّ و لا شَئِیتُ (1)

هذه رِوایَهُ أَبِی عَمْرٍو،و أَبی عُبَیْدٍ،و فی المُحْکَم:و رَوَی ابنُ دُرَیْدٍ:

بأَجْرَدَ من عِتاقِ الخَیْلِ نَهْدٍ

جَوادٍ لا أَحَقُّ و لا شَئِیتُ (2)

قلتُ :و الَّذی فی الجَمْهَرهِ مثلُ روایَهِ أَبِی عَمْرٍو،و أَبِی عُبَیْدٍ و مَصْدَرُهما الحَقَقُ ،مُحَرَّکَهً یُقال: أَحَقُّ بَیِّنُ الحَقَقِ .

و حَقَقْتُ علیه القَضاءَ، أَحُقُّه حَقًّا و أَحْقَقْتُه أُحِقُّه ، إِحْقاقاً : أَوْجَبْتُه و هذا قد تَقَدَّم فهو تَکْرار.

و قال أَبُو مالِکٍ : أَحَقَّت البَکْرَهُ :إِذا اسْتَوْفَتْ ثَلاثَ سِنِینَ .

و قال ابنُ عَبّادٍ: أَحَقَّتْ : صارَتْ حِقَّهً مِثْلُ حَقَّتْ .

و یُقال:رَمَی فأَحَقَّ الرَّمِیَّهَ :إِذا قَتَلَها علی المَکانِ ،عن ابنِ عَبّادٍ،و الزَّمَخْشَرِیِّ ،و هو مَجازٌ.

و المُحِقُّ :ضِدُّ المُبْطِلِ یُقال: أَحْقَقْتُ ذلِک،أَی:أَثْبَتُّه حَقًّا ،أَو حَکَمْتُ بکونِه حَقًّا ،و منه قَوْلُه تَعالَی: وَ یُحِقُّ اللّهُ اَلْحَقَّ بِکَلِماتِهِ (3)و قالَ الراغِبُ : إِحْقاقُ الحَقِّ ضَرْبانِ ،أَحَدُهما:بإِظْهارِ الأَدِلَّهِ و الآیاتِ ،و الثّانِی:بإِکْمالِ الشَّرِیعَهِ و بَثِّها.

و المَحاقُّ من المالِ یکونُ الحَلْبَهَ الأُولَی و الثانیهُ منها لِبَأٌ،قاله أَبو حاتِمٍ ،و قال ابنُ عَبّادٍ:هی: التی لم یُنْتَجْنَ (4)فی العامِ الماضِی و لم یُحْلَبْنَ فیه.

و حَقَّقَهُ تَحْقِیقاً :صَدَّقَه و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:صَدَّقَ قائِلَه، و قِیلَ : حَقَّقَ الرَّجُلُ :إِذا قالَ هذا الشَّیءُ هو الحَقّ ، کقَوْلِکَ :صَدَّقَ .

و المُحَقَّقُ من الکلامِ :الرَّصِینُ المُحْکَمُ النَّظْمِ ،و هو مَجازٌ،قال رُؤْبَهُ :

دعْ ذا و راجِعْ مَنْطِقاً مُحَقَّقا (5)

و یُرْوی:«مُذَلَّقَا».

و المُحَقَّقُ من الثِّیابِ :المُحْکَمُ النَّسْجِ الذی عَلَیْهِ وَشْیٌ علی صُورَهِ الحُقَقِ ،کما یُقال:بُرْدٌ مُرَجَّلٌ ،و هو مَجازٌ أَیضاً،قال:

تَسَرْبَلْ جِلْدَ وَجْهِ أَبِیکَ إِنّا

کَفَیْناکَ المُحَقَّقَهَ الرِّقاقَا

و الاحْتِقاقُ :الاخْتِصامُ و ذلک أَن یَقُولَ کُلُّ واحدٍ منهم:

الحَقُّ بیَدِی،و مَعِی،و منه

16- حدیثُ الحَضانَهِ : «فجاءَ رَجُلانِ یَحْتَقّانِ فی وَلَدِ». أَی:یَخْتَصِمان،و یَطْلُبُ کُلُّ واحدٍ منهما حَقَّه ،و

16- فی حَدیثٍ (6)آخر: «مَتَی ما تَغْلُوا فی القُرآن تَحْتَقُّوا ».

یَعْنِی المِراءَ فی القُرآنِ .

و من المَجازِ: طَعْنَهٌ مَحَقَّقَهٌ (7):إِذا کانَتْ لا زَیْغَ فِیها و قد نَفَذَتْ هکَذا و فی سائرِ النسخ،و الصوابُ :طَعْنَهٌ مُحْتَقَّهٌ ،کما هو نصُّ اللِّسانِ و الأَساسِ و العُبابِ .

و احْتَقَّا :اخْتَصَما و هذا قَدْ ذُکِرَ قَریباً،فلا حاجَهَ لذکرِه

ص:85

ثانِیاً،و لعَلَّه أَعادَه ثانِیاً إِشارهً إِشارهً إِلی أَنّه لا یُقالُ : احْتَقَّ للواحِدِ،کما لا یُقالِ :اخْتَصَم للواحِدِ دُونَ الآخَرِ،و إِنَّما یُقال: احْتَقَّ فلانٌ و فُلانٌ .

و احْتَقَّ المالُ :سَمِنَ و الَّذِی فی اللِّسانِ و الأَساسِ و العُبابِ : احْتَقَّ القَوْمُ احْتِقاقاً :إِذا سَمِنَ ما لُهُمْ ،و انْتَهَی سِمَنُه.

و احْتَقَّت به الطَّعْنَهُ أَی: قَتَلَتْهُ نَقَله أَبُو عَمْرٍو،و فَسَّرَ به قولَ أَبِی کَبِیرٍ الهُذَلِیِّ :

هَلا و قَدْ شَرَعَ الأَسِنَّهَ نَحْوَها

من بَیْنِ مُحْتَقٍّ بِها و مُشَرَّمِ (1)

و قال الأَصْمَعِیُّ :أَی حَقَّتْ بِهِ الطَّعْنَهُ لا زَیْغَ فِیهَا،و هو مَجازٌ،و فی اللِّسانِ : المُحَقَّقُ من الطَّعْنِ :النافِذُ إِلی الجَوْفِ ،و قالَ فی مَعنَی بیتِ أَبِی کَبِیرٍ:أَرادَ مِنْ بَیْنِ طَعْنٍ نافِذٍ فی جَوْفِها،و آخرَ قد شَرَمَ جِلْدَها،و لم یَنْفُذْ إِلی الجَوْفِ .

أو احْتَقَّتْ به الطَّعْنهُ :إذا أَصابَتْ حُقَّ وَرِکِهِ و هو المَوْضِعُ الذی یَدُورُ فِیه،قاله ابن حَبِیب.

أَو احْتَقَّ الفَرَسُ :ضَمُرَ هُزالاً.

و قالَ ابنُ عَبّادِ: انْحَقَّت العُقْدَهُ أَی: انْشَدَّتْ و هو مَجازٌ.

و اسْتَحَقَّهُ أَی:الشیءَ: اسْتَوْجَبَه و قولُه تَعالَی: فَإِنْ عُثِرَ عَلی أَنَّهُمَا اِسْتَحَقّا إِثْماً (2)أَی:اسْتَوْجَباه بالخِیانَهِ ،و قِیلَ :

معناه:فإِن اطُّلِعَ علی أَنّهما اسْتَوْجَبا إِثْماً،أَی:خِیانَهً (3)بالیَمِینِ الکاذِبَهِ التی أَقْدَما علیها،و إِذا اشْتَرَی رجلٌ داراً من رَجُلٍ ،فادّعاها رجلٌ آخَرُ،و أَقام بَیِّنَهً عادِلَهً علی دَعْواه، و حَکَم له الحاکِمُ ببَیِّنَتِه،فقد اسْتَحَقَّها علی المُشْتَرِی الذی اشْتَراها،أَی:مَلَکَها علیه،و أَخْرَجَها الحاکِمُ من یَدِ المُشْتَرِی إِلی یَدِ مَن اسْتَحَقَّها ،و رَجَعَ المُشْتَرِی علی البائِعِ بالثَّمَنِ الذی أَدَّاه إِلیه،و الاسْتِحقاقُ و الاسْتِیجابُ قَرِیبانِ منالسَّواءِ،قال الصاغانِیُّ :و قولُ النّاسِ :« المُسْتَحِقُّ مَحْرُومٌ »،فیه خَلَلانِ ،الأَوّلُ :أَنّها کلمهُ کُفْرٍ؛لأَنَّ من اسْتَحَقَّ شَیئاً أَعْطاهُ اللَّهُ ما یَسْتَحِقُّه ،و الثانِی:أَنَّهُم یَجْعَلُونَه من الأَحادِیثِ ،و لیسَ کَذلک.

و تَحقَّقَ عنده الخَبَرُ أَی: صَحَّ .

و

17- فی حَدِیثِ مُطَرِّفِ بنِ عَبْدِ اللّه بنِ الشِّخِّیرِ: أَنَّه قالَ لابْنِه حِینَ اجْتَهَدَ فِی العِبادَهِ و لَمْ یَقْتَصِدْ:«خَیْرُ الأُمُورِ أَوْساطُها،و الحَسَنَهٌ بین السَّیِّئَتَیْن،و شَرُّ السَّیْرِ الحَقْحَقَهُ ».

یُقال: هُوَ أَرْفَعُ السَّیْرِ،و أَتْعَبُه للظَّهْرِ نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و هو إِشارَهٌ إِلی الرِّفْقِ فی العِبادَهِ ،یَعْنِی علیکَ بالقَصْدِ فی العِبادَهِ ،و لا تَحْمِلْ علی نَفْسِک فتَسْأْمَ ،و خَیْرُ العَمَلِ ما دِیمَ و إِنْ قَلَّ ، أَو اللَّجاجُ فی السَّیْرِ حتی یُنْقَطَعَ به،قال رُؤْبَهٌ :

و لا یُرِیدُ الوِرْدَ إِلاّ حَقْحَقَا

أَو هُوَ: السَّیْرُ فی أَوَّلِ اللَّیْلِ و نُهِیَ عن ذلِکَ ،نَقَلَهُ الجَوْهرِیُّ ،و هو قولُ اللَّیْثِ ،و نَصُّه فی العَیْنِ : الحَقْحَقَهُ :

السَّیْرُ أَوَّلَ اللَّیْلِ ،و قد نُهِیَ عنه،قالَ :و قالَ بعضُهم:

الحَقْحَقَهُ فی السَّیْرِ:إِتعابُ ساعَهٍ ،و کَفُّ ساعَهٍ ،انتهی، قال الأَزْهرِیُّ :و لم یُصِبِ اللَّیْثُ فی واحدٍ مما قَسَّرَ،و ما قالَه،إِنَّ الحَقْحَقَهَ :فی السَّیْرِ (4)أَوَّلَ اللَّیْلِ ،فهو باطِلٌ ،ما قاله أَحَدٌ،و لکن یُقال:«قَحِّمُوا عن اللَّیْلِ »أَی:لا تَسِیرُوا فیه.

أَو هُو: أَنْ یَلِجَّ فی السَّیْرِ حَتّی تَعْطَبُ راحِلَتُه أَو تَنْقَطِعَ هذَا هو الَّذِی صَوَّبَه الأَزْهَرِیُّ ،و أَیَّدَه بقولِ العَرَبِ ،و نَصُّه:

أَنْ یُسارَ البَعِیرُ،و یُحْمَلَ علی ما یُتْعِبُه،و ما لا یُطِیقُه،حتی یُبْدِعَ براکِبِه،و قالَ ابنُ الأَعْرابِیِّ : الحَقْحَقَهُ :أَن یَجْهِدَ الضَّعِیفَ شِدَّهُ السَّیْرِ.

و التَّحاقُّ :التَّخاصُمُ ،و حاقَّهُ مُحاقَّهً : خاصَمَه و ادَّعَی کُلُّ واحدٍ منهُما الحَقَّ ،فإِذا غَلَبَه قِیلَ :قد حَقَّهُ حَقًّا ،و قد ذُکِر ذلِک،و أَکثرُ ما یَسْتَعْمِلُونَه فی الفِعْلِ الغائِبِ ،یَقُولُونَ حاقَّنِی و لم یُحاقِّنِی فیه أَحَدٌ.

*و مما یُسْتَدْرَکُ علیهِ :

ص:86

الحَقُّ :الحَظُّ ،یُقالُ (1):أَعْطَی کُلَّ ذِی حَقٍّ حَقَّه ،أَی:

حَظَّه و نَصِیبَهُ الذی فُرِضَ له،و منه

17- حَدِیثُ عمرَ رضِیَ اللَّهُ عَنْهُ : -لمّا طُعِنَ أُوقِظَ للصَّلاهِ ،فقال:«الصَّلاهُ و اللّه إِذَنْ ، و لا حَقَّ ». -أَی:لا حَظَّ -فی الإِسْلامِ لمَنْ تَرَکَها، و یُحْتَمَلُ :و لا حَظَّ [لی] (2)فِیهَا؛لأَنَّه وَجَدَ نَفْسَه علی حال سَقَطَتْ عنه الصَّلاهُ فِیها،قالَ الصّاغانِیُّ :و هذا أَوْقَعُ .

و الحَقُّ :الیَقِینُ بعد الشَّکِّ .

و حَقَّه حَقًّا ،و أَحَقَّهُ :صَیَّرَهُ حَقًّا لا یُشَکَّ فیهِ .

و حَقَّهُ حَقَّا :صَدَّقَه.

و أَحْقَقْتُ الأَمْرَ إِحْقاقاً :أَحْکَمْتُه و صَحَّحْتُه،و هو مَجازٌ، قالَ :

قد کُنْتُ أَوْعَزْتُ إِلی العَلاءِ

بأَنْ یُحِقَّ وَذَمَ الدِّلاءِ

و حَقَّ الأَمْرَ،و أَحَقَّهُ :کانَ منه علی یَقِینٍ .

و یُقال:ما لِی فِیکَ حَقٌّ ،و لا حَقَقٌ ،أَی:خُصُومَهٌ .

و اسْتَحَقَّهُ :طَلَب حَقَّه .

و احْتَقَّهُ إِلی کَذا:إِذا أَخَّرَهُ ،و ضَیَّقَ علیه.

و هو فی حاقٍّ من کَذا،أَی:ضِیقٍ .

و ما کان یَحُقُّکَ أَنْ تَفْعَلَه،فی معنی ما حُقَّ لَکَ .

و أُحِقَّ علیکَ القَضاءُ فَحَقَّ ،أَی:أُثْبتَ فثَبَتَ .

و حَقِیقَهُ الإِیمان:خالِصُه،و مَحْضُه،و کُنْهُه.

و الحَقِیقَهُ :الحُرْمَهُ و الفِناءُ.

و أَحَقَّ الرّجُلُ :قال شَیْئاً،أَو ادَّعَی شیئاً فوَجَبَ له.

و قالَ الکِسائِیُّ : حَقَقْتُ ظَنَّه مثلُ حَقَّقْتُه .

و أَنا أَحُقُّ لکم هذا الخَبَرَ،أَی:أَعْلَمُه لکم،و أَعْرِفُ حَقِیقَتَه .

و قَوْلُهم: لَحَقُّ لا آتِیکَ ،قال الجَوْهَرِیُّ :هو یَمِینٌ للعَرَبِ ،یَرْفَعُونَها بغیرِ تَنْوِینٍ إِذا جاءَتْ بعدَ الّلامِ ،و إِذاأَزالُوا عَنْها الّلامَ قالُوا: حَقًّا لا آتِیکَ (3)،و فی الأَساسِ :

لَحَقُّ لا أَفْعَلُ ،هو مُشَبَّهٌ بالغایاتِ ،و أَصْلُه: لَحَقُّ اللَّهِ ، فحُذِفَ المُضافُ إِلیه،و قُدِّرَ،و جُعلَ کالغایه.

و لمّا رَأَی الحاقَّهَ مِنِّی هَرَبَ ، کالحَقَّه .

و حَقَقْتُ العُقْدَهَ :شَدَدْتُها،عن ابن عَبّادٍ،و فی الأَساسِ :أَحْکَمْتُ شَدَّها،و هو مَجازٌ.

و أَتَتِ الناقَهُ علی حَقِّها ،أَی:وَقْتِ ضِرابِها،و معناهُ دارَت السَّنَهُ و تَمَّتْ مُدَّهُ حَمْلِها،و هو مجاز.

و حُقُوقُ الدّارِ:مَرافِقُها.

و حَقَّت الحاجَهُ :نَزَلَتْ ،و اشْتَدَّتْ .

و حَقِیقَهُ الشیءِ:مُنْتَهاه،و أَصْلُه المُشْتَمِلُ علیه.

و قولُه تعالَی: لَشَهادَتُنا أَحَقُّ مِنْ شَهادَتِهِما (4)یَجُوزُ أَنْ یکونَ مَعْناه أَشَدَّ اسْتِحْقاقاً للقَبُولِ ،و یَکُونُ إِذْ ذاکَ عَلَی طَرْحِ الزّائِدِ مِن اسْتَحَقَّ ،أَعنِی السینَ و التاءَ،و یَجُوز أَن یکونَ أَرادَ أَثْبَتَ من شَهادَتِهما،مُشْتَقٌّ من قَوْلِهم: حَقَّ الشَّیْ ءُ:ثَبَتَ .

و فی المِصْباح:قولُهم:هو أَحَقُّ بکذا،له مَعْنَیانِ ، أَحَدُهما:اخْتِصاصُه بغَیْرِ شَرِیکٍ ،کزَیْدٍ أَحَقُّ بمالِه،أَی:

لا حَقَّ لغَیْرِه فیه،الثانِی:أَنْ یکونَ أَفْعَلَ تَفْضِیلٍ ،فیَقْتَضِیَ اشْتِراکَهُ مع غَیْرِه،و تَرْجِیحَه علیه،و منه:«الأَیِّمُ أَحَقُّ بنَفْسِها من وَلِیِّها»فهُما مُشْتَرِکان لکنْ حَقُّها آکَدُ.

و الحاقَّهُ :النّازِلَهُ .

و الحُقُقُ ،بضَمَّتَیْنِ :القَرِیبُو العَهْدِ بالأُمورِ خیرِها و شَرِّها.

و أَیْضاً: المُحِقُّونَ لمَا ادَّعَوْا.

و تُجْمَعُ الحِقَّهُ أَیضاً علی الحَقائِق ،کقَوْلِهم:امرَأَهٌ غِرَّهٌ علی غَرائِرَ،و قال الجَوْهَرِیُّ :کإِفالٍ و أَفائِلَ ،فهو جَمْعُ حِقاقٍ لا حِقَّهٍ ،و أَنْشَدَ لعُمارَهَ بنِ طارِقٍ :

و مَسَدٍ أُمِرَّ مِنْ أَیانِقِ

لَسْنَ بأَنْیاب و لا حَقائِقِ

ص:87

قال ابنُ سِیدَه:و هو نادِرٌ.

و هِلالُ بنُ حِقٍّ بالکَسْرِ:من المُحَدِّثِین.

و بابُ حُقّات ،بالضمِّ :من أَبْوابِ عَدَنِ أَبْیَنَ ،و حُقّاتٌ :

خارِجَ هذا البابِ ،بَیْنَهُ و بینَ جَبَلِ ضُرَاسٍ ،قِیلَ :إِنّها مَجَنَّهٌ .

و اسْتِحقاقُ النّاقَهِ :تَمامُ حَمْلِها.

و حِقاقُ الشَّجَرِ:صِغارُها،شُبِّهَتْ بصِغارِ الإِبِلِ ،قاله الأَصْمَعِیُّ .

و صَبَغْتُ الثَّوْبَ صَبْغاً تَحْقِیقاً ،أَی:مُشْبَعاً.

و أَنا حَقِیقٌ عَلَی کَذا،أَی:حَرِیصٌ علیه عن أَبِی علیٍّ ، و به فُسِّرَ قولُه.تعالَی: حَقِیقٌ عَلی أَنْ لا أَقُولَ عَلَی اللّهِ إِلاَّ اَلْحَقَّ (1).

و حُقُّ العَجُوزِ:ثَدْیُها،و حُقُّ الکَمْأَهِ :بَیْضَتُها،کِلاهُما بالضَّمِّ .

و أَصابَ حاقَّ عَیْنِه،أَی:وَسَطَها،قال الأَزْهَرِیُّ :

سَمِعْتُ أَعْرابِیًّا یَقُول لنُقْبَهٍ من الجَرَبِ ظَهَرَت ببَعیرٍ،فشَکُّوا فِیها،فقال:هذا حاقُّ صُمادِحِ الجَرَبِ .

و سَقَطَ علی حَقِّ القَفا،أَی: حاقِّهِ .

و یُقالُ : اسْتَحَقَّتْ إِبِلُنا رَبِیعاً،و أَحَقَّتْ رَبِیعاً:إِذا کانَ الرَّبِیعُ تامًّا فرَعَتْهُ .

و أَحَقَّ القَوْمُ إِحْقاقاً :سَمِنَ مالُهم.

قالَ ابنُ سِیدَه: أَحَقَّ القَوْمُ من الرَّبِیعِ :إِذا سَمِنُوا،عن أَبِی حَنِیفَهَ ؛یُرِیدُ سَمِنَتْ مَواشِیهِم.

و حَقَّت النّاقَهُ ،و أَحَقَّتْ ،و اسْتَحَقَّتْ :سَمِنَتْ .

و اسْتَحَقَّت النّاقَهُ لِقاحاً:إِذا لَقِحَتْ .و اسْتَحَقَّ لِقاحُها، یُجْعَلُ الفِعْلُ مَرَّه للنّاقَهِ ،و مَرَّهً لِلِّقاحِ .

و یُقالُ :لا یَحِقُّ ما فِی هذَا الوعاءِ رِطْلاً،أَی:لا یَزِنُ رِطْلاً.

و قَرَبٌ مُحَقْحَقٌ :جادٌّ.

و حَقَّتْنِی الشَّمْسُ :بَلَغَتْنِی.و لَقِیتُه عندَ حاقِّ المَسْجِدِ،و عِنْدَ حَقِّ بابِه،أَی:بقُرْبِه، و هو مَجازٌ.

و الحَقّانِیُّ :مَنْسُوبٌ إِلی الحَقِّ ،کالرَّبّانِیِّ إِلی الرَّبِّ .

و أَنْشَدَه ابنُ سِیدَه للنّابِغَهِ [الجعدی] (1)و لکنَّ ابنَ بَرِّیّ أَیَّدَ قولَ الجَوْهَرِیِّ .

و حَلْقَهُ البابِ و القَوْمِ بالفَتْحِ ،و کَذا کُلُّ شَیْ ءٍ اسْتَدَارَ، کحَلْقَهِ الحَدِیدِ و الفِضَّهِ و الذَّهَبِ و قد تُفْتَحُ لامُهُما حَکاه یُونُسُ عن أَبِی عَمْرِو بنِ العَلاءِ،کما فی الصِّحاحِ ،و حَکاه سِیبَوَیْه أَیضاً،و اخْتارَه أَبو عُبَیْدِ فی الحَدِیدِ،کما سیأْتِی قریباً و قد تُکْسَرُ أَی:حاؤُهُما،کما فی اللِّسانِ ،و فی العُبابِ تکْسَرُ اللاَّمُ ،نَقَلَه الفَرّاءُ و الأُمَوِیُّ ،و قالاَ:هی لُغَهٌ لبَلْحارِثِ بنِ کَعْبٍ فی الحَلْقَه و الحَلَقَه .

أَو لَیْسَ فی الکَلامِ الفَصِیحِ حَلَقَهٌ مُحَرَّکَهً إِلاّ فی قَوْلِهم:هؤُلاءِ قَوْمٌ حَلَقَهٌ ،للَّذِینَ یَحْلِقُونَ الشّعرَ،و فی التَّهْذِیبِ : یَحْلِقُونَ المِعْزَی جَمْع حالِقٍ قال الجَوْهَرِیُّ :قالَ أَبو یُوسُفَ :سَمِعْتُ أَبا عَمْرٍو الشَّیْبانِیَّ ،یَقُول هکَذا.قالَ شَیْخُنا،و قد جَزَم به أَکثرُ أَئِمَّهِ التَّحْقِیقِ ،و علیه اقْتَصَر التَبْرِیزِیُّ فی[تَهْذِیب]إِصْلاحِ المَنْطَقِ ،و جَماعَهٌ من شُرّاحِ الفَصِیحِ . أَو التَّحْرِیکُ لُغَهٌ ضَعِیفَهٌ و قالَ ثَعْلَبٌ :کُلُّهُم یُجِیزُه علی ضَعْفه،و قال اللِّحْیانِیُّ : حَلْقَهُ البابِ ،و حَلَقَتُه ، بإِسْکانِ الّلامِ و فَتْحِها،و قالَ کُراع: حَلْقَهُ القَوْم و حَلَقَتُهم ، و قالَ اللَّیْثُ : الحَلْقَهُ بالتَّخْفِیفِ من القَوْمِ ،و مِنْهُم من یَقُول: حَلَقَهٌ ،و قالَ أَبو عُبَیْدٍ:أَخْتارُ فی حَلَقَهِ الحَدِیدِ فتحَ الّلامِ ،و یَجُوزُ الجَزْمُ ،و أَخْتارُ فی حَلْقَهِ القَوْمِ الجَزْمَ ، و یَجُوزُ التَّثْقِیل،و قالَ أَبو العَبّاسِ :و أَخْتارُ فی حَلْقَه الحَدِیدِ و حَلْقَهِ النّاسِ التَّخْفِیف،و یَجُوز فیهما التَّثْقِیلُ ،و عِنْدَه ج:

حَلَقٌ مُحَرَّکَهً و هو عَلَی غیرِ قِیاسِ ،قالَه الجَوْهَرِیُّ ،و هو عندَ سِیبَوَیْهِ اسمٌ للجَمْع،و لیس بجَمْعٍ ؛لأَنَّ فَعْلَهَ لَیْسَتْ مما یُکَسَّرُ علی فَعَل،و نَظِیرُ هذا ما حَکاهُ من قَوْلِهم:فَلْکَهٌ و فَلَکٌ ،و قد حَکَی سِیبَوَیْه فی الحَلْقَهِ فتحَ الَّلامِ ،و أَنْکَرَها ابنُ السِّکِّیتِ و غیرُه،فعَلَی هذه الحِکَایه حَلَقٌ جَمْعُ حَلَقَهٍ ، و لیس حینئِذٍ اسمَ جَمْعٍ ،کما کانَ ذلِک فی حَلَق الّذِی هو اسمُ جَمْعٍ لحَلْقَهٍ ،و لم یَحْمِلْ سِیبَوَیْه حَلَقاً إِلاّ عَلَی أَنّه جَمْعُ حَلْقَه ،و إن کانَ قد حَکَی حَلَقَهً ،بفتحها.

قلتُ و قد اسْتَعْمَلَ الفَرَزْدَقُ حَلَقَهً فی حَلْقَهِ القَومِ ،قال:

یا أَیُّها الجالِسُ وَسْطَ الحَلَقَهْ

أَ فِی زِناً قُطِعْتَ أَمْ فی سَرِقَهْ

و قالَ الرّاجِزُ:

أُقْسِمُ باللَّهِ نُسْلِمُ الحَلَقَهْ

و لا حُرَیْقاً و أُخْتَه الحُرَقَهْ (2)

و قال آخَرُ:

حَلَفْتُ بالملْحِ و الرَّمادِ و بالنّ

ارِ و باللَّهِ نُسْلِمُ الحَلَقَهْ

حَتّی یَظَلَّ الجَوادُ مُنْعَفِراً

و یَخْضِبُ القَیْلُ عُرْوَهَ الدَّرَقَهْ

و قالَ الأَصْمَعِیُّ : حَلْقَهٌ من النّاسِ ،و من الحَدِیدِ، و الجَمْعُ : حِلَقٌ کبِدَرٍ فی بَدْرَه،و قِصَعٍ فی قَصْعَه،و عَلَی قَوْلِ الأُمَوِیِّ و الفَرّاءِ:جمع حِلْقَه بالکسرِ،علی بابِه و حَلَقاتٌ ،مُحَرَّکَهً حکاه یُونُسُ عن أَبِی عَمْرٍو،هو جَمْعُ حَلَقَهٍ مُحَرَّکَهً ،و کذلِکَ حَلَقٌ ،و أَنشدَ ثَعْلَبٌ :

أَرِطُّوا فقَدْ أَقْلَقْتُمُ حَلَقاتِکُم

عَسَی أَن تَفُوزُوا أَن تَکُونُوا رَطائِطَا

و تقَّدَم تفسیرُه فی:«ر ط ط »و

16- فی الحَدِیثِ : «نَهَی عن الحِلَقِ قَبْلَ الصَّلاهِ »و فی رِوایَهٍ :«عن التَّحَلُّقِ ». هی:

الجَماعَهُ من الناسِ مُسْتَدِیرِین کحَلْقَهِ البابِ و غَیْرِها،و

16- فی حَدِیثٍ آخَرَ: «الجالِسُ وَسَطَ الحَلْقَهِ مَلْعُونٌ ». و

16- فی آخر: «نَهَی عن حَلَقِ الذَّهَبِ ». و تُکْسَرُ الحاءُ فحِینَئذٍ یَکُون جَمْعَ حِلْقَه ، بالکسرِ.

و قالَ أَهْلُ التَّشْرِیح: للرَّحِمِ حَلقتانِ : حَلْقَهٌ علی فَمِ الفَرْجِ عند طَرَفِه،و الحَلْقَهُ الأُخْرَی تَنْضَمُّ علی الماءِ و تَنْفَتِحُ للحَیْضِ و قِیلَ :إِنَّما الأُخْرَی التی یُبالُ منها،یُقالُ :

وَقَعَت النُّطْفَهُ فی حَلْقَهِ الرَّحِمِ ،أَی:بابِها،و هو مَجازٌ.

و قال ابنُ عَبّادٍ:یُقالُ : انْتَزَعْتُ حَلْقَتَهُ کأَنّه یُریدُ سَبَقْتُه.

و قَوْلُهم للصَّبِیِّ المَحْبُوبِ إِذا تَجَشَّأَ: حَلْقَهً و کَبْرَه، و شَحْمَهَ فی السُّرَّه أَیْ : حُلِقَ رَأْسُکَ حَلْقَهً بعدَ حَلْقَهٍ حَتّی

ص:89

تَکْبَرَ،نقَلَهُ ابنُ عَبّادٍ أَیْضاً،و فی الأَساسِ :أَی:بَقِیتَ حَتَّی یُحْلَقَ رَأْسُکَ و تَکْبَرَ.

و حَلَقَ رَأْسَه یَحْلِقُه حَلْقاً ،و تَحْلاقاً بفَتْحِهما: أَزالَ شَعَرَه عنه،و اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ علی الحَلْقِ .

کحَلَّقَه تَحْلِیقاً ،و فی الصِّحاحِ : حَلَّقُوا رُؤُوسَهُمْ ،شُدِّدَ للکَثْرَهِ ،و فی العُباب: التَّحْلِیقُ مُبالَغَهُ الحَلْقِ ،قالَ اللّه تَعالَی: مُحَلِّقِینَ رُؤُسَکُمْ وَ مُقَصِّرِینَ (1).

و فی المُحْکَمِ : الحَلْقُ فی الشَّعَرِ من النّاسِ و المَعِزِ، کالجَزِّ فی الصُّوفِ ، حَلَقَه حَلْقاً ،فهو حالِقٌ و حَلاّقٌ ،و حَلَّقَهُ و احْتَلَقَه أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابِیِّ :

فابْعَثْ علیهِم سَنَهً قاشُورَهْ (2)

تَحْتَلِقُ المالَ احْتِلاقَ النُّورَهْ

و یُقالُ : رَأْسٌ جَیِّدُ الحِلاقِ ،ککِتابٍ نَقَله الجَوْهَرِیُّ .

و نُقِلَ عن أَبِی زَیْدٍ:عَنْزٌ مَحْلُوقَهٌ ،و شَعَرٌ حَلِیقٌ ، و لِحْیَهٌ حَلِیقٌ و لا یُقالُ : حَلِیقَهٌ و قالَ ابنُ سِیده:رأَسٌ حَلِیقٌ ،أَی: مَحْلُوقٌ (3)،قالت الخَنْساءُ:

و لکِنِّی رَأَیْتُ الصَّبْرَ خَیْراً

من النَّعْلَیْنِ و الرَّأْسِ الحَلِیقِ

و حَلَقَهُ کنَصَرَه :ضَرَبَه فَ أَصابَ حَلْقَه و کذلِکَ :

رَأَسَهُ ،و عَضَدَه،و صَدَرَه،نقله الجَوْهَرِیُّ .

و من المَجازِ: حَلَقَ الحَوْضَ إِذا مَلَأَه فوَصَلَ بهِ إِلی حَلْقِه ، کأَحْلَقَه نَقَلَه الصّاغانِیُّ .

و حَلَقَ الشَّیْ ءَ:قَدَّرَه کخَلَقَه،بالخاءِ المُعْجَمه،نقله الصّاغانِیُّ .

و من المَجازِ:أَخَذُوا فی حُلُوقِ الأَرْضِ مَجاریها و أَوْدِیَتُها و (4)و کذلِک الطُّرُق: مَضایِقها و هو عَلَی التَّشْبِیهِ أَیضاً. و یَوْمُ تَحْلاقِ اللِّمَمِ کانَ لتَغْلِبَ عَلَی بَکْرِ بنِ وائِلٍ لأَنَّ شِعارَهُم کانَ الحَلْقَ یومَئذٍ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و

16- فی الحَدِیثِ : «دَبَّ إِلَیْکُم داءُ الأُمَمِ قَبْلَکُمْ :

البغضاءُ (5)و الحالِقَهُ ». . قالَ خالدُ بنُ جَنْبَهَ :هی قَطِیعَهُ الرَّحِمِ و التَّظالُمُ ،و القولُ السَّیِّیءُ،و هو مَجازٌ،و قالَ غیرُه:

هی الَّتی من شَأْنِها أَنْ تَحْلِقَ ،أَی:تُهْلِکَ و تَسْتَأْصِلَ الدِّینَ ،کما یَسْتَأْصِلُ المُوسَی الشَّعَرَ.

و

14- «لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّی اللّه علیه و سلّم من النِّساء الحالِقه ،و الخارِقَهَ ، و السّالِقَهَ ». فالحالِقَهُ : التی تَحْلِقُ شَعْرَها فی المُصِیبَهِ و قِیلَ :

أَرادَ التی تَحْلِقُ وَجْهَها للزِّینَهِ ،و

16- فی حَدِیث آخَرَ: «لیسَ مِنّا من سَلَق،أَو حَلَق ،أَو خَرَقَ ».

و من المَجازِ: الحالِقُ :الضَّرْعُ المُمْتَلِیءُ و کأَنَّ اللَّبَنَ فیه إِلی حَلْقِه ،و منه قولُ لَبِیدٍ رَضِیَ اللَّهُ عنه یَصِفُ مَهاه:

حَتّی إِذا یَبِسَتْ و أَسْحَقَ حالِقٌ

لم یُبْلِهِ إِرْضاعُها و فِطامُها (6)

قالَ ابنُ الأَعرابِیِّ : الحالِقُ : الضَّرْعُ (7)المُرْتَفِعُ الذی قَلَّ لَبَنُه،و أَنْشَدَ هذا البَیْتَ ،نَقَلَهُ الصّاغانِیّ ،و الجمعُ : حُلَّقٌ ، و حَوالِقُ ،و قالَ أَبو عُبَیْدٍ: الحالِقُ :الضَّرْعُ ،و لم یُحَلِّه،قالَ ابنُ سِیدَه:و عِنْدِی أَنَّه المُمْتَلِیءُ،و فی التَّهْذِیب: الحالِقُ ، من نَعْتِ الضُّرُوعِ جاءَ بمَعْنَیَیْنِ مَتَضادَّیْنِ ، فالحالِقُ :

المُرْتَفِعُ المُنْضَمُّ الذی قَلَّ لَبَنُه،و إِسْحاقُه دَلِیلٌ علی هذا المَعْنَی،و الحالِقُ أَیضاً:الضَّرْعُ المُمْتَلِیءُ،و دَلِیلُه (8)قولُ الحُطَیْئَهِ یصفُ الإِبِلَ بالغَزارَهِ :

و إِنْ لَمْ یَکُنْ إِلاّ الأَمالِیسُ أَصْبَحَتْ

لَها حُلَّقٌ ضَرّاتُها شَکِراتِ (9)

لأَنَّ قولَه:«شَکِراتٌ »یَدُلُّ علی کَثْرهِ اللَّبَنِ ،فانْظُر هذا

ص:90

مَعَ ما نَقَلهُ الصّاغانِیُّ ،و لم یُفْصِح المُصَنِّف بالضِّدِّیّهِ ،و هو قُصُورٌ منه مع تَأَمُّلٍ فی سِیاقِه.و قال الأَصْمَعِیُّ :أَصبَحَت ضَرَّهُ الناقَهِ حالِقاً :إِذا قارَبَتِ المَلْ ءَ و لم تَفْعَلْ ،و نَقَلَ ابنُ سِیدَه عن کُراع: الحالِقُ :التی ذَهَبَ لبَنُها،و حَلَقَ الضَّرْعُ یَحْلِقُ حُلُوقاً فهو حالِقٌ ،و حُلُوقُه :ارْتِفاعُه إِلی البَطْنِ و انْضِمامُه،قالَ :و هو فِی قولٍ آخَر:کَثْرَهُ لَبَنِه.

قلتُ :ففِیه إِشارَهٌ إِلی الضِّدِّیَّه.

و الحالِقُ : من الکَرْمِ و الشَّرْیِ و نَحْوِه: ما الْتَوَی منه و تَعَلَّقَ بالقُضْبانِ قالَ الأَزهرِیُّ :مَأْخُوذٌ من اسْتِدارَتِه کالحَلْقَهِ .

و من المَجازِ: الحالِقُ : الجَبَلُ المُرْتَفِعُ المُنِیفُ المُشْرِفُ ،و لا یَکُونُ إِلاَّ مع عَدَمِ نَباتٍ ،و یُقال:جاءَ من حالِقٍ ،أَی:مِنْ مَکانٍ مُشْرِفٍ ،و

14- فی حَدِیثِ المَبْعَثِ :

«فهَمَمْتُ أَن أَطْرَحَ نَفْسِی من حالِقٍ ». أَی:من جَبَلٍ عالٍ ، و أَنشدَ اللَّیْثُ :

فخَرَّ مِنْ وَجْأَتِه مَیِّتاً

کأَنَّما دُهْدِهَ مِنْ حالِقِ (1)

و قیل:جَبَلٌ حالِقٌ :لا نَباتَ فیه،کأَنّه حُلِقَ ،و هو فاعِلٌ بمعنی مَفْعُول،قال الزَّمَخْشَرِیُّ :و هو من تَحْلِیقِ الطّائِرِ،أَو من البُلُوغ إِلی حَلْقِ الجَوِّ.

و من المجازِ: الحالِقُ : المَشْؤومُ علی قَوْمٍ ،کأَنَّه یَحْلِقُهم ،أَی:یَقْشِرُهم کالحالِقَهِ هکذا فی النُّسَخِ ،و فی العُبابِ و التَّکْمِلَه: کالحالُوقَهِ ،و هو الصَّوابُ .

و قالَ ابنُ الأَعْرابِیِّ : الحَلْقُ :الشُّؤْمُ و هو مجازٌ،و منه قولُهم فی الدُّعاءِ:عَقْراً حَلْقاً .

و الحَلْقُ :مَساغُ الطَّعامِ و الشَّرابِ فی المَرِیءِ،و قالَ الأَزْهَرِیُّ :هو مَخْرَجُ النَّفَسِ من الحُلْقُومِ و مَوْضِعُ الذَّبْحِ .

و قالَ أَبو زَیْدٍ: الحَلْقُ :موضِعُ الغَلْصَمَهِ ،و المَذْبَحِ .

و الحُلْقُومُ :فُعْلُومٌ عند الخَلِیلِ ،و فُعْلُولٌ عندَ غیرِه، و سیَأْتی ذکره.قالَ أَبُو حَنِیفَهَ :أَخْبَرَنِی أَعْرابِیٌّ من السَّراهِ أَنّ الحَلْقَ :

شَجَرٌ کالکَرْمِ یَرْتَقِی فی الشَّجَرِ،و له وَرَقٌ کوَرَقِ العِنَبِ حامِضٌ یُطْبَخُ به اللَّحْمُ ،و له عَناقِیدُ صِغارٌ کعَناقِیدِ العِنَبِ البَرِّیِّ یَحْمَرُّ (2)،ثم یَسْوَدُّ فیکونُ مُرًّا،و یُؤْخَذُ وَرَقُه فیُطْبَخُ ، و یُجْعَلُ ماؤُه فی العُصْفُرِ فیَکُونُ أَجْوَدَ لَهُ مِنْ ماءِ (3)حَبِّ الرُّمّانِ و مَنابِتُه جَلَدُ (4)الأَرْضِ ،و قالَ اللِّیْثُ :هو نَباتٌ لوَرَقِه حُمُوضَهٌ یُخْلَطُ بالْوَسْمَهِ للخِضابِ ،الواحِدَهُ حَلْقَهٌ ، أَو تُجْمَعُ عِیدانُها و تُلْقَی فِی تَنُّورٍ سَکَن نارُه،فتَصِیرُ قِطَعاً سُوداً،کالکَشْکِ البابِلِیِّ ،حامِضٌ جِدَّا،یَقْمَعُ الصَّفْراءَ، و یُسَکِّنُ اللَّهبَ .

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: سَیْفٌ حالُوقَهٌ :ماضٍ ،و کذا رَجُلٌ حالُوقَهٌ :إِذا کان ماضِیاً،و هو مجازٌ.

و حَلِقَ الفَرَسُ و الحِمارُ،کفَرِحَ یَحْلَقُ حَلَقاً ،بالتَّحْرِیکِ :

إِذا سَفَدَ فأَصابَهُ فَسادٌ فی قَضِیبِه من تَقَشُّرٍ و احْمِرارٍ فیُداوَی بالخِصاءِ،کما فی الصِّحاحِ ،قاله أَبُو عُبَیْدٍ،قالَ ثَوْرٌ النَّمَرِیُّ :یکونُ ذلک من داءٍ لیسَ له دَواءٌ إِلا أَنْ یُخْصَی، فرُبّما سَلِم،و رُبّما ماتَ ،قال:

خَصَیْتُکَ یا ابْنَ حَمْزَهَ بالقَوافِی

کما یُخْصَی مِنَ الحَلَقِ الحِمارُ (5)

و قال الأَصْمَعِیُّ :یکونُ ذلِکَ من کَثْرَهِ السِّفادِ،قالَ ابنُ بَرِّیّ :الشُّعَراءُ یَجْعَلُونَ الهِجاءَ و الغَلَبَه خِصاءً،کأَنَّه خَرَج من الفُحُولِ .

و قالَ شمر: أَتانٌ حَلَقیَّهٌ ،مُحَرَّکَهً :إِذا تَداوَلَتْها الحُمُرُ حَتّی أَصابَها داءٌ فی رَحِمِها.

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ (6): الحَوْلَقُ کجَوْهَرٍ: وَجَعٌ فی حَلْقِ الإِنْسانِ و لیسَ بثَبَتٍ .

قالَ و الحَوْلَقُ أَیضاً: الدّاهِیَهُ ، کالحَیْلَقِ کحَیْدَرٍ،و هو مجازٌ.

ص:91

قالَ : و حَوْلَقٌ أَیْضاً: اسمُ رَجُلٍ .

قالَ : و مَثَلٌ للَعَربِ : «لأُمِّکَ الحُلْقُ » بالضَّمِّ و هو الثُّکْلُ کما یَقُولُونَ :لعَیْنَیْکَ العُبْرُ؛و فی الأَساس أَی: حَلْقُ الرَّأْسِ .

و الحِلْقُ بالکَسْرِ:خاتَمُ المُلْکِ الذی یَکُونُ فی یَدِه، عن ابْنِ الأَعرابِیِّ ،و أَنشدَ:

و أُعْطِیَ مِنّا الحِلْقَ أَبْیَضُ ماجِدٌ

رَدِیفُ مُلوکٍ ما تَغِبُّ نَوافِلُهْ

و أَنشدَ الجَوْهَرِیُّ لجَرِیرٍ: